الرومانسية والحرب والحرية.. لوحات نسوية مميزة زينت المعرض الثامن للفن التشكيلي

قامشلو/ دعاء يوسف ـ

لوحات متعددة بريشة فنانات، مزجت الجمال بروح الحرية، ناهزت الستين لوحة، زينت جدران معرض الفن التشكيلي الثامن، مظهرة صور الإنسانية المتجسدة بالمرأة، فكانت صورة المرأة الريفية، والأم، والمقاتلة، عناصر جمال، وعناوين أبهرت الزائرين، وهواة الفن في ساحة المعرض.

55 فنانة تشكيلية مشاركة عبرن بالرسم عن واقع المرأة المميز المملوء بالعواطف الجياشة، في الحب والمقاومة، وشظف الحياة. لوحات ناطقة بالحب والتشبث بالحياة، وقد أظهرت اللوحات عادات، وتقاليد، وموروثاً اجتماعياً، والمثل العليا.

لمسة أنثوية كانت مزيجاً ممتعاً من وحي المرأة، وآلامها، وقوتها، فبصمة المرأة تتجلى بالوضوح في اللوحات المعروضة، تلك اللمسة الأنثوية المضمّخة بالجمال وسحر الطبيعة، وحرية الروح.

لوحة جسدت الطاووس والمرأة ككيان واحد حر يستعد للطيران، ولوحة أخرى رسمت فيها حمامة سلام، تحلق بالقرب من امرأة تحاول إمساك نور الحرية، ولوحات متعددة لصورة المرأة المقاتلة بزيها العسكري، تقف شامخة تحمل سلاحها بكل عز وقوة، وفي ملامح الحنان والبسمة الرقيقة، وهي تقدم الورود للأطفال.

ولم تغب المرأة الريفية ببساطتها عن ريشة المرأة، فأظهرت اللوحات المشاركة، أن المرأة سند للرجل مع تقدمه بالعمر، ولوحات أخرى تظهر الزي العربي، والكردي، والسرياني التراثي المميز.

فمن التراث والقدم انتقلت لوحات المرأة إلى العاشقة للحرية والراسمة لتراثها، والبيئة التي جاءت منها، فتراقصت الريشة راسمة الملامح المختلطة بين الحزن والحرب، وروح الشهداء، والحرية، وعبرت اللوحات عن صرخة المرأة وما عانته، ولوحات معبرة عن تلاحم المرأة، والوطن، والأرض.

امتزاج التراث بالفن

مشاركة واسعة للمرأة في لوحات تتحدث عن عالمها الخاص، فحدثتنا الفنانة كوثر الخلف عن لوحتها: “الطبيعة ومعالمها البسيطة، التي عبرت فيها عن حبي للوطن، فرسمت جمال الريف وطبيعته”.

وعن مشاركة كوثر في المعرض: “لقد أتيحت لي الفرصة للإظهار روح الفن في جميع مدن شمال وشرق سوريا، وهذه المشاركة التي طغت فيه المرأة بحضورها الفني المميز في المعرض بلوحات لامست روح المتلقي”.

وبدورها أكدت أمل عطار، أن اللوحة التي شاركت فيها في المعرض تحمل في ثناياها غرور وقوة المرأة، فالزي الكردي الذي ترتديه الفتاة عبر عن المقاومة المستمرة، التي تبديها النساء، وتلك الملامح القوية، التي اتصفت فيها صاحبة اللوحة عبرت عن القوة، التي تبذلها المرأة برغم اختلاف الثقافات”.

كما أبدت أمل أعجابها بالتواجد الكبير والمميز في ساحة المعرض: “في السابق لم تكن المرأة قادرة على مسايرة الفن، وهذا التغيير الواضح نشهده اليوم خلال مشاركة النساء في المعرض، لنوجه رسالة السلام من خلال اللوحات”.

واختتمت أمل عطار حديثها مبينة أهمية هذه المعارض للمرأة: “حتى تصل المرأة الفنانة التشكيلية إلى مستويات عالية في هذا المجال، يجب أن تكون قادرة على كسر العادات، والتقاليد البالية ضمن المجتمع، وهذه المعارض قادرة على زيادة ثقة المرأة بنفسها، وتوصل رسالتها، التي تشاركتها في جميع اللوحات بأن المرأة قادرة على أن تعمل في المجالات كافة، ولديها تلك القوة التي تمزجها مع اللوحة لتوصل الرسالة”.