سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الذكرى الدامية لمجزرة حلنج… صرخة من أجل العدالة ودماء لا تنسى

مركز الأخبار ـ

في الذكرى الرابعة لمجزرة حلنج عاهد تجمع نساء زنوبيا بالسير على خطا شهيدات الحرية “زهرة، وهبون، وأمينة” ومواصلة الكفاح حتى تحقيق العدالة ومحاسبة المُجرمين. 
أصدر تجمع نساء زنوبيا بياناً كتابياً يوم الأحد المصادف 23/6/2024، استذكر فيه عضوتي منسقية مؤتمر ستار؛ زهرة بركل، وهبون خليل والمواطنة أمينة ويسي صاحبة المنزل الذي استهدفه الاحتلال التركي بتاريخ 23/6/2020 عبر مسيّرة في ناحية حلنج التابعة كوباني، استهدفت نساءً أحرارًا أردنَ لأنفسهنّ ولِمجتمعهنّ الحياة بكرامة.
وجاء في نص البيان: “في زمنٍ تعاني فيه النساء في بقاعٍ شتّى من ويلاتٍ لا تنتهي، من العنف الممنهج إلى القتل البشع، ومن الظلم المُستشري إلى الحرمان والتهجير، وفي خضمّ صراعٍ مريرٍ تُستباح فيه الكرامة وتُنتهك فيه الحياة، تبرز نساءٌ في إقليم شمال وشرق سوريا ليقُدنَ ثورةً فريدةً عنوانها الحرية وجوهرها المساواة. مستنداتٍ إلى فكرٍ قياديٍّ أرسى دعاماته القائد عبد الله أوجلان، وبإرادةٍ صلبةٍ تتحدى الصعاب، تُشيد نساء إقليم شمال وشرق سوريا لبناتِ نظامٍ جديد، نظامٍ يُعلي من قيم الحرية ويُنصف المرأة، ويُعلي من شأنِها. فمن مؤتمر ستار إلى تجمّع نساء زنوبيا، إلى وحدات حماية المرأة (YPJ) ومروراً بـ “علم المرأة” (جينولوجيا) و”الهلال الذهبي” و”دار المرأة”، تُزهر ثمارُ النضالِ إنجازاتٍ لا تُحصى، إنجازاتٍ تُثبت قدرة المرأة على القيادة وصنع التغيير”.
وأكد البيان “لكن طريق الحرية دائماً مُعرّض للأشواك، وصوت العدل غالباً ما تُحاول قوى الظلام إسكاته. فالنظام الاستبدادي الذي يُضيق الخناق على المرأة، ويُمارس ضدّها أبشع أشكال القمع، لن يسمح بوجود نظامٍ بديلٍ يُهدّد هيمنته. لذلك، تُستهدف قيادة ثورة المرأة وتنظيمها بشتّى الطرق، من الحروب العسكرية والقصف الهمجي إلى الحصار الاقتصادي والتشويه السياسي”.
ونوه: “إنّ مجزرة حلنج ليست مجرد حادثةٍ عابرةٍ في سجلّ الجرائم المُرتكبة بحقّ الشعب الكردي، واستهداف القياديات المناضلات عبر طائرات الاحتلال التركي المسيرة، وما تزال الاستهدافات مستمرة، وقد استشهدت رفيقاتنا بيريفان زيلان، رابرين آمد وشارستان آسمين في العام الفائت، وريحان عامودا، والرئيسة المشتركة لمجلس مقاطعة قامشلو يسرى درويش، ونائبة الرئاسة المشتركة للمجلس ليمان شويش، وعضو المجلس فرات توما، فقد تكون هذه المجازر بحق النساء وصمة عارٍ على جبين الإنسانية جمعاء. وفي ذكرى هذه المجزرة الأليمة، نقف إجلالاً وتقديراً لِأرواح الضحايا البريئة، ونُجدّد العهد على مواصلة الكفاح حتى تحقيق العدالة ومحاسبة المُجرمين”.
وشدد البيان “ستبقى ذكرى مجزرة حلنج حيّةً في قلوبنا، وسيظلّ نضال نساء روج آفا منارةً تهدي دروبنا نحو مستقبلٍ أفضل، مستقبلٍ تسود فيه قيم الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، وفي هذه الذكرى الحزينة نستذكر شهيداتنا اللواتي وهبنَ أرواحهنّ فداءً لترابِ هذه الأرض، وحمايةً لشعبها، وبناءً لمجتمعٍ حرٍّ وكريم”.
واختتم البيان: “اليوم، ونحنُ نستذكركنّ، نُجدّدُ العهدَ والقَسَمَ على المضيِّ على دربِكنّ، دربِ النضالِ والكفاحِ حتى تحقيقِ جميعِ أهدافِ ثورتِنا، ثورةَ المرأةِ والشعب، نعدكنّ بأنّ دمائكنّ الزكيةَ لن تذهبَ سدى، وأنّ تضحياتِكنّ ستبقى منارةً تُنيرُ دروبَنا، وأنّنا سنواصلُ النضالَ حتى تحقيق سوريا ديمقراطيةٍ تعددية لا مركزية حرّةٍ، تُكرّمُ فيها كرامةُ الإنسان، وتُصانُ فيها حقوقُ المرأة، وتسودُ فيها قيمُ التعايشِ والسلام، المجدُ والخلودُ لشهيداتنا الأبرار، والعهدُ هو العهدُ، والقَسَمُ هو القَسَم، سنمضي على دربِكنّ حتى النصر”.