سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الدوري السوري فيلم جديد… كسر… حطم… بطل فليد؟!

روناهي/ قامشلو ـ

يبدو لن تمر جولة من الدوري السوري وإلا فيها أكشن، بعد الانسحابات عادت ظاهرة كسر المقاعد من قبل جماهير الفتوة التي صبت جام غضبها على المقاعد ورمتها إلى أرض ملعب الفيحاء بدمشق، في المباراة التي جمعت الفتوة مع جبلة.
ولا تمر جولة من الدوري السوري “الممتاز” إلا ويحصل فيها حادثة طريفة أو حادثة بعيدة عن الأخلاق الرياضية، وقضية الجماهير والتهجم على الحكام باتت من الأمور الاعتيادية في هذا الدوري، وبعض الجماهير باتت تسب وتشتم نواديها في حال لم يقدموا المستوى المطلوب في المباراة.
كسر حطم!
وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم جماهير النوادي في الدوري السوري بتكسير المقاعد ورميها في ميدان الملعب، كردة فعل واعتراض أما على قرارات الحكام أو على ضعف المستوى الفني لفرقهم، كما ذكرنا آنفاً.
وكانت جماهير الفتوة قامت بتكسير مقاعد ملعب الفيحاء بدمشق بعد نهاية الشوط الأول من مباراتهم مع جبلة والتي انتهت بفوز الأخير بهدفين مقابل هدف واحد، وذلك اعتراضاً على القرارات التحكيمية.
وخسر الفتوة المباراة بهدفين مقابل هدف واحد من جبلة وسجل للفتوة محمد زينو ولجبلة عبد الإله حفيان ومصطفى الشيخ يوسف، وبذلك تقدم جبلة للمركز السادس برصيد 30 نقطة، وتراجع الفتوة للمركز الثامن برصيد 29 نقطة، وتوالت ردود أفعال كثيرة عقب المباراة فهناك من اتهم الجماهير بأنها لا تتحلى بالأخلاق الرياضية، واعتذر أخرون عما بدر ممن يسمون أنفسهم مشجعي النادي من إساءة وألفاظ خارجة عن الأدب العام وكسر مقاعد الملعب، في المقابل اتهم البعض اللاعبين بأنهم تخاذلوا أثناء المباراة وكما يقال بالعامية “باعوها” في إشارة على الكثير من الحالات التي تحصل في الدوري السوري بشكل عام، ففي حال فقد النادي القدرة للحصول على لقب الدوري أو مركز الوصيف، أو أصبح في مأمن من الهبوط للدرجة الأدنى، يقوم ببيع المباراة، وهي حالات قائمة منذ أكثر من عقدين من الزمن في الدوري السوري بكافة فئاته.
موضوع يتجدد كل فترة
وكانت جماهير نادي الفتوة من دير الزور والذي يتخذ حالياً من دمشق مقراً له قامت بتكسير مقاعد الملعب في الجولة السادسة من الدوري، وذلك في مباراة ناديهم مع الوحدة الدمشقي وقررت وقتها لجنة الانضباط، تغريم نادي الفتوة بمبلغ مالي ناهز 21 مليون ل.س.
كما اللجنة قررت أيضاً وقتها إقامة مباراة واحدة للنادي الأزرق بدون حضور جماهيري، بسبب قذف جمهور نادي الفتوة للملعب بالزجاجات الفارغة والحجارة وكراسي الملعب.
واندلعت شرارة الشغب في المباراة التي انتهت بخسارة فريق الفتوة بثلاثة أهداف مقابل اثنين من الوحدة ضمن منافسات الجولة السادسة من الدوري السوري “الممتاز”، حين احتسب الحكم أيمن العسافين، ركلة جزاء للوحدة في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع للمباراة، مما أثار غضب جماهير الفتوة التي قامت بتكسير الكراسي ورميها باتجاه أرضية الملعب.
وقررت اللجنة المؤقتة، بعد العودة إلى شريط المباراة، إيقاف حكم المباراة حتى نهاية الموسم الحالي، بسبب قراره الخاطئ الذي أدى لاحتساب ركلة جزاء منحت الفوز لفريق الوحدة.
وطالت العقوبات أيضاً محلل الأداء في نادي الفتوة عمار جراد بإيقافه لأربع مباريات، بعد شتمه لحكم اللقاء، كما تم إيقاف لاعب نادي الفتوة هادي الملط لمباراة واحدة، لتلقيه البطاقة الحمراء في المباراة.
نتائج الجولة 21
ونبقى في الدوري السوري “الممتاز” وغير حادثة الشغب الجماهيري في مباراة الفتوة وجبلة ضمن الجولة 21، فقد فاز تشرين بثلاثية نظيفة على الطليعة سجل أهداف اللقاء باسل مصطفى نديم صباغ محمد مالطا.
وبذلك عزز تشرين من صدارته برصيد 53 نقطة فيما تراجع الطليعة” للمركز الخامس برصيد 31 نقطة. أما الوثبة فتعثر مجدداً، حيث تلقى خسارة مفاجئة أمام النواعير في حماة بنتيجة 1-0، سجل لـ النواعير خالد الحاج يوسف، وبذلك بقي الوثبة في المركز الثاني برصيد 45 نقطة وحلّ النواعير في المركز 13 برصيد 13 نقطة.
بينما كان التعادل السلبي حكم لقاء الوحدة والأهلي في حلب، وبذلك يتقدم الوحدة للمركز الرابع برصيد 32 نقطة، فيما حافظ الأهلي على المركز السابع برصيد 29 نقطة.
فيما تابع الشرطة انتصاراته حيث حقق فوزاً مهماً بنتيجة 2-1على حطين الذي بدأ بدخول مرحلة خطر الهبوط بقوة لا سيما أن نهاية الدوري على بعد خمس جولات فقط، سجل للشرطة حاتم نابلسي ويوسف عرفة، ولحطين مصطفى جنيد، وبذلك جمّد حطين رصيده عند 24 نقطة بالمركز العاشر، في حين حافظ الشرطة على المركز 12 برصيد 20 نقطة.
كما تغلب جبلة على الفتوة في دمشق بهدفين مقابل هدف، ولم يخلُ اللقاء من أحداث الشغب التي تتكرر في الدوري السوري حيث شهدت المدرجات تكسير مقاعد ملعب “الفيحاء” نتيجة مشادات بين جمهوريَ الفريقيَن، وفي حمص تعادل الكرامة مع الحرجلة بهدفٍ لمثله، سجل للكرامة أحمد الشمالي وللحرجلة عبد الرزاق الحسين، وبذلك بقي الكرامة بالمركز التاسع برصيد 27 نقطة، وحافظ الحرجلة على المركز 11 برصيد 21 نقطة.
كما يستمر مسلسل الاستقالات التي فاقت 25 استقالة من قبل المدربين في الدوري السوري الممتاز وآخر الاستقالات كانت لمدرب الوثبة عمار الشمالي، وذلك بعد الهزيمة من النواعير، وتبدد فرصة المنافسة على لقب الدوري، ولكان عقب الاستقالة بساعات جاء الرد من إدارة النادي بعدم الموافقة على طلبه.
دوري فاشل
وهكذا بتنا ندرك بأن الدوري السوري “الممتاز” الذي يقام تحت مظلة حكومة دمشق بأنه دوري فاشل بكل المقاييس بشهادة الإعلاميين والمدربين والكثير من الإداريين واللاعبين في سوريا وخارجها.
فقد صرّح المدرب السوري “عماد خانكان” لـ سناك سوري أن ما بُنيَ على خطأ فهو خطأ، مبيناً أنه يتم دفع ثمن أخطاء كارثية سابقة حالية ومستمرة.
وأشار “خانكان” إلى أن عمل اللجنة المؤقتة كان من المفترض أن يقتصر على مدة شهر وأن يكون هناك تعديل بالنظام الأساسي وإجراء انتخابات مستعجلة، كما اعتبر أن اللجنة المؤقتة أفشل من الاتحاد السابق حيث أصرَّ أعضاؤها على الاستمرار لأطول زمن ممكن، وذلك حتى يجنوا بعض المكتسبات على حد قوله.
ولفت “خانكان” إلى التأخير بتعديل النظام الأساسي وبالانتخابات لنهاية شهر أيار، مبيناً أن ما يحدث يولّد احتقاناً بالشارع الرياضي لأن هناك أخطاء كارثية، فيما لا يمكن للجنة اتخاذ قرارات حازمة باعتبارها “مؤقتة”، وأضاف أن اللجنة لا تفعل شيئاً سوى التأخير للاستفادة من السفر ومهام معينة، متهماً أمين سر اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة “توفيق سرحان” بمحاولة تأجيل الانتخابات حتى أيلول، موضحاً أن التأخير أثّر على الأندية وعلى المنتخبات السوريّة التي لم تعيّن مدرباً لأن التصريحات دائماً بأن اللجنة “مؤقتة”.
ووجّه “خانكان” عتبه إلى رئيس الاتحاد الرياضي العام “فراس معلا” قائلاً أنه ترك الأمور متسيّبة ولم يقم بمحاسبة أحد، معتبراً أن ما يجري في الدوري الممتاز لم يحدث في دوري “الأحياء الشعبية” أو دوريات دول العالم المتأخرة، محذّراً من حدوث الأسوأ بحال لم يكن هناك تدخّل سريع من القيادة العليا بحسب حديثه.
بدوره اعتبر الأكاديمي والمحلل السوري “غيفار الخطيب” أن كرة القدم في “سوريا” مدارة من قبل أشخاص غير مؤهلين ما يعني استحالة استمرار الدوري بهذه الحال، مبيناً أن مخالفة القانون لا تؤدي إلا للعجز والفشل، وأن اللجنة المؤقتة خالفت القانون بمباراة “الأهلي” و”الوثبة” وفتحت الباب عليها فأصبح كل نادٍ يُقدم على نفس العمل تماماً.
اعتبر “الخطيب” أن اللجنة لم تخالف القانون فحسب، بل شكرت الحكم الرابع لأنه تدخّل ليلغي هدف “الوثبة” بعد أن رأى اللقطة على الموبايل مبيناً أن ذلك غير قانوني أساساً، مضيفاً: «كأنهم يقولون للأندية حلال عليكم تتلاعبون بالقرارات إذا أوقفتم اللعبة».
أما المدرب السوري “محمود حبش” فوصف الدوري السوري بأنه من أسوأ الدوريات في العالم وذلك بسبب بيع وشراء مباريات من قبل بعض الفرق والحكّام على حد قوله، مضيفاً أن ذلك لا يجوز، وأعرب عن استغرابه من الذي يحدث في الدوري السوري.
وتوقع “حبش” أن يبقى مستقبل الرياضة في “سوريا” على ما هو عليه الحال، مبيناً أنه ليس متفائلاً لأن الحل صعب بحال وصول اتحاد كرة ضعيف، لكنه يصبح حلاً سهلاً بحال وصول اتحاد كرة يهمه بناء الرياضة الحقيقية بعيداً عن المصلحة الشخصية وبتر الفساد والمفسدين، واختتم حديثه بالقول «في حال أردنا أن نتطور علينا رسم استراتيجية طويلة وصحيحة مبنية على أسس علمية صحيحة أو على الرياضة السلام».