سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الدكتور الفورد كارلتون… الرئيس الثالث لمعهد حلب العلمي

ولد الفورد كارلتون في 26 آذار 1903، في ألباني بنيويورك. بدأ تعليمه في كلّية أوبرلين عام 1920 وتخرّج منها عام 1924 ليغدو مرسلاً لصالح مجلس الوكلاء الأميركي للإرساليات الأجنبية ABCFM حيث عمل مدرّساً في الكلّية الأميركية في طرسوس بتركيا، ثم في معهد حلب العلمي، حيث درّس هناك مواد الفلسفة والأخلاق والديانة 1926 – 1927.

نبغ الفورد في العلم والعمل، وفي السياسة، والعلاقات الدولية، وتميز في التاريخ، والاقتصاد، والتربية، وعمل في التعليم واللاهوت. حمل خمس شهادات دكتوراه من مؤسساتٍ أكاديمية معتبرة حول العالم، وكان مساهماً في الكثير من المنظّمات العالمية المختلفة، أحبّ حلب وأهلها وأفنى جهداً وسنينَ طويلة في خدمة مجتمعها.
 سافر كارلتون إلى أميركا عام 1927 ودرس في معهد هارتفورد للاهوت حيث تمّت سيامته قسّاً عام 1930، وحاز على جائزة ويليام تومسون في اللغة العبرية عام 1929، كما تزوّج في 1 شباط من العام ذاته من ماري كاشمور في جريكو بفيرمونت.
تنقّل كارلتون بعد ذلك بين إسطنبول وحلب وماردين بين عامي 1931-1932 وتعلّم التركية 1930، ثم أقام في تالاس 1934 – 1935 ثم طرسوس في آب 1935 – 1936.
بعد حصوله على درجة  الدكتوراه في التاريخ العثماني من هارتفورد عام 1937، عاد إلى حلب ليصبح الرئيس الثالث لمعهد حلب العلمي، وبقي كذلك 17 عاماً، كان فيهم خير حافظٍ لتلك المسؤولية الكبيرة. في تلك الفترة عمل ممثّلاً للصليب الأحمر الأمريكي في شمال سوريا (1941 – 1945)، وعضواً في لجنة محافظ حلب لتخطيط التقدّم التربوي عام 1946، كما انتُخب نائباً لرئيس جمعية العاديات عام 1950.
قلّدته بريطانيا العظمى عام 1947 وسام الملك لأجل الخدمة في سبيل الحرية. جعلت منه سنوات العيش في حلب مرجعاً معتبراً في الميادين الاجتماعية، السياسية، الاقتصادية، الدينية. كان الدكتور كارلتون محبوباً من الجميع لمودّته تجاه الناس، ولنقله للحقائق بوضوح وسلاسة، ولتحدّيه الطلّاب لحثّهم على الإبداع والاجتهاد.
العديد من المقالات والأبحاث كتبها الدكتور كارلتون في دوريات وصحف متنوّعة، كما كان مستشاراً لبرنامج الشرق الأدنى التابع لمؤسسة فورد وكان عضو مجلس أمناء لعدّة هياكل بارزة في الطائفة البروتستانتية حول العالم مثل:
Hartford Seminary Foundation – Andover Theological Seminary – Emerson College
حمل الدكتور كارلتون دكتوراه PhD في التاريخ العثماني من معهد هارتفورد 1937، ودكتوراه فخرية في الرسائل الإنسانية DHL من William’s College 1956، ودكتوراه فخرية في اللاهوت DD من جامعة شيكاغو 1962، ودكتوراه فخرية في التعليم والقيادة DLL من Emerson College 1962، ودكتوراه فخرية في اللاهوت DD من 1964.
انتُخب الدكتور كارلتون عام 1954 كنائب رئيسٍ تنفيذيّ للمجلس الأميركي، وساهم في دمجه مع عدّة إرساليات أخرى ليتحوّل بذلك إلى كنيسة المسيح الموحّدة، والّتي قاد فيها الدكتور كارلتون مجلس الإرساليات العالمية حتّى تقاعده في تشرين الثاني عام 1970. وعندها أسس الدكتور كارلتون جمعية أصدقاء الشرق الأوسط وكان رئيسها الأول.
توفّي الدكتور كارلتون في 23 آب عام 1983 في أوهايو تاركاً إرثاً مشرّفاً على الصعيد العلمي، إذ حاز خمس شهادات دكتوراه فخرية وخدم في أرقى المؤسسات العلمية، وعلى الصعد الاجتماعية والسياسية والدبلوماسية الّتي كان خير متابعٍ لها خاصّة فيما يتعلّق بالشرق الأوسط.
وكالات