سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الدافع الغريب وراء وجود الأبواب الدوارة

إعداد/ آية محمد_

كُره فتح الأبواب للنساء، فاخترع باب دوار يسمح بمرورهن دون فتح الباب وإغلاقه، فحمل هذا الاختراع العديد من المزايا الأخرى، التي أفادت البشرية فما قصة الأبواب الدوارة، وما فوائدها؟
كثيرة هي الأغراض، التي نحتك بها جميعنا بصفة يومية، ولكن قلة من يعرف ما الفائدة منها؟ أو ما الغرض الذي كان تخدمه عندما صممت بادئ الأمر؟
مخترع الباب الدوار 
في أواخر ثمانينات القرن التاسع عشر، ابتكر المخترع الأمريكي ثيوفيلوس فان كانيل “الباب الدوار”.
لم يكن دافع فان كانيل توفير الراحة أو منع هروب الهواء الساخن، وإنما كان دافعه الأساسي كراهية فتح الأبواب للنساء.
واعترف فان كانيل بشعوره بالضيق من الازدحام حول الباب، وأزعجه بشكل خاص شعوره بضرورة فتح الباب للنساء نوعاً من اللباقة وآداب التعامل مع النساء. ولذلك توصل إلى فكرة الباب الدوار، الذي يسمح بدخول وخروج الأشخاص دون الحاجة إلى فتح الباب يدويا، وبالتالي دون الحاجة إلى التعامل مع قواعد آداب المرور المزعجة له.
وبالفعل، حقق اختراع فان كانيل نجاحاً هائلاً، وانتشرت الأبواب الدوارة بسرعة في مختلف أنحاء العالم، لتصبح مكوناً أساسياً في مداخل الفنادق، والمباني الكبيرة.
وبعد ست سنوات، في السابع من آب 1888، حصل ثيوفيلوس فان كانيل على براءة الاختراع لـ “هيكل باب العاصفة”، والذي سمي لاحقا باسم “الباب الدوار”.
حلول ذكية للتحكم في المناخ 
مع ازدياد ناطحات السحاب في المدن الأمريكية مطلع القرن العشرين، برزت حاجة ملحة للتحكم في درجات الحرارة الداخلية لهذه المباني الضخمة. ففي حين كانت الأبواب التقليدية تسمح بتدفق الهواء الخارجي بسرعة إلى داخل المبنى، ما أدى إلى صعوبة الحفاظ على برودة المباني في فصل الصيف ودفئها في الشتاء، وجاءت الأبواب الدوارة حلاً مبتكراً لتوفير بيئة داخلية مُتحكم فيها.
مزايا أخرى للأبواب الدوارة
 تتميز الأبواب الدوارة بوجود أقفال معادلة الضغط، ما يتيح الدخول والخروج دون السماح بتدفق الهواء الخارجي بشكل كبير، وهذا بدوره يقلل من هدر الطاقة المستهلكة على أنظمة التدفئة والتبريد، ما يسهم في خفض التكاليف.
ولم تقتصر فوائد الأبواب الدوارة على التحكم في المناخ فقط، بل أثبتت فعاليتها أيضاً في تقليل تدفق الضوضاء والغبار، والمطر، والثلج إلى داخل المبنى.
لم يكتف فان كانيل باختراع الباب الدوار فقط، بل واصل تطويره وتحسينه، وحصل على العديد من براءات الاختراع لابتكاراته، فقد أسس شركة “فان كانيل للأبواب الدوارة” لتسويق اختراعه، والتي حققت نجاحاً هائلاً. وعاش حياة ثرية مليئة بالإنجازات، وتوفي في مدينة نيويورك عام 1919، عن عمر ناهز 78 عاما.
معلومة طريفة
كانيل مات، وهو لم يتزوج، يبدو أنه أمر طبيعي لرجل أفنى حياته في تطوير اختراع بهدف إغضاب المرأة “على الرغم بأن الباب انتهى على عكس مراده”، حيث تبين بأن دخول الرجل أولاً من الأبواب الدوارة يعمل أيضاً على مساعدة النساء، وهذا ما يحصل الآن، حيث يقوم الرجال بدفع الباب أولاً وتدخل النساء خلفهم دون بذل أي جهد يذكر.
وفيما يتعلق باستخدام الأبواب الدوارة عامة لم يكن منتشراً بشكل كبير، حيث كان هناك دراسة في عام 2006م خرجت بنتيجة تقول أن 20% – 30% من الناس يستخدمون هذه الأبواب بينما البقية يفضلون الأبواب الاعتيادية، ولكن بعد معرفة الفوائد، التي قد يجنيها الناس من هذه الأبواب، عمل آندريو وهو مصمم من نيويورك على تعليم الناس لهذه الفوائد واستهداف طلاب الجامعات خاصة.
أصبحت هذه الأبواب الآن تمثل 71% من الأبواب المستخدمة في كولومبيا الأمريكية، وشهدت أيضاً ارتفاعاً واضحاً في ولايات أخرى.