إعداد/ مثنى المحمود-
يقضي مُعظمنا جلَّ أوقاته محاطاً بها، فسواء في منزلك، أو في الشارع، أو بمقر عملك، أو بأي مبني آخر تدخله، فستجدها لا محالة، وبدونها سيبدو ذلك العالم المتقدم والمتطور الذي نعيش به مختلفًا اختلافًا جذريًا؛ أنها الخرسانة، على الرغم من أهميتها في حياتنا، إلا أن معظمنا لا يعلم تاريخها ولا مصدرها ولا أول من عمل بها.
ما هي الخرسانة؟
قبل الخوض في تاريخ الخرسانة كيف وأين صُنعت، يجب توضيح مفهوم خاطئ أولاً وهو أن الخرسانة هي الإسمنت، فعلى الرغم من أن الكلمتين غالبًا ما يتم الخلط بينهما، إلا أن هناك فرقًا رئيسيًا واحدًا: وهو أن الإسمنت مكون من مكونات الخرسانة، حيث يُصنع الإسمنت من مجموعات مختلفة من الحجر الجيري، والطين، والحصى، والطباشير، والصخر الزيتي والأردواز، ورمل السيليكا، فيتم طحن هذه المكونات ثم تسخينها في درجات حرارة عالية للغاية لإنتاج مادة تسمى الكلنكر، وهي مادة إسمنتية صلبة للغاية ثم يُضاف الجبس إلى الكلنكر ويُطحن الخليط بالكامل جيدًا لإنتاج مسحوق الإسمنت.
فقط أضف الماء بعد ذلك، فتجد الخرسانة بعد جفافها من الماء، حيث تقوم جزيئات الماء بعمل روابط كيميائية مع المعادن الموجودة في مسحوق الإسمنت وهي: الكالسيوم، والسيليكون، والألمنيوم، والحديد، وغيرها. مع انتهاء هذه العملية، يتبخر الماء ويجف المعجون، تاركًا وراءه هذه الروابط في مادة تشبه الصخور، ومن هنا نعلم أن الخرسانة عبارة عن خليط من عجينة الإسمنت والماء وركام الرمل والصخور.