الحوار العربى الكردي بين الثقافي والسياسي ـ4ـ

رجائي فايد_

في العام الماضي، حضرت احتفالية لتكريم للزميل العزيز(سيد عبد الفتاح) (شفاه الله وعافاه)، وكان التكريم مُقدم من لجنة (عثمان صبري للصداقة بين الشعوب) ومقرها فى ألمانيا، وحضر إلى القاهرة من أجل هذا التكريم، من ألمانيا عضو لجنة منح الجائزة الأستاذ (حيدر عمر)، وتم هذا التكريم في دار (نفرتيتي) الصحفية بالقاهرة، و(نفرتيتي) التي تحمل تلك الدار اسمها، هي زوجة الملك الفرعوني (أخناتون) وهي كردية (ميتانية) الأصل، وتعتبر أحد الرموز التاريخية فى العلاقات بين مصر والكرد، وهذه الجائزة تقدم لمن ساهم بالتعريف بالقضية الكردية، ومعاناة الكرد من قبل النظم الشوفينية المعادية لهم، ويتم منحها كل ثلاث سنوات، وقد سبق لتلك اللجنة، أن منحتها لعالم الاجتماع السياسي التركي (إسماعيل بيشكجي)، لكتاباته ومؤلفاته عن القضية الكردية، والتي تعرّض بسببها للتنكيل من قبل السلطات التركية، ثم (لدانييل ميتران) أرملة الرئيس الفرنسي الراحل (فرانسوا ميتران)، تكريماً لها لما قدمته للقضية الكردية على الصعيد العالمي، وللكاتبة والشاعرة الأمازيغية (مليكة مزان) وذلك (لمواقفها النبيلة تجاه الشعب الكردي) كما جاء في بيان الجائزة، ثم حلّ الدور على المصري (سيد عبد الفتاح) الذي يستحق هذا التكريم، لما قدمه من مقالات وتحليلات وفعاليات، من أجل القضية الكردية، وقد سبق له أن حصل على جائزة نقابة الصحافيين المصرية، عن سلسلة تقارير ميدانية عن الحرب ضد داعش، على الجبهات الكردية فى سوريا والعراق، وأوضح البيان التكريمي أن (سيد) شارك في العديد من المؤتمرات والمنتديات الدولية، المتعلقة بالشؤون الكردية، وله علاقات وصلات مع الأدباء والمثقفين الكرد، ومع معظم القوى السياسية الكردستانية، وبمناسبة هذا التكريم فقد أشارت اللجنة في مقدمة بيانها إلى العلاقات التاريخية بين الشعبين المصري والكردي، حيث ذكرت: (تمتد العلاقات الكردية المصرية إلى عمق التاريخ، حيث أقام أسلاف الكرد الميتانيون مع فراعنة مصر، علاقات تحالف ومصاهرة بين المملكتين، واستمرت هذه العلاقات في عصر صلاح الدين الأيوبي، ولم تنقطع، بل نتج عنها ظهور فئة من الأدباء والشعراء والمفكرين، من ذوي الأصول الكردية في مصر، كان لهم تأثيرهم الكبير في الأدب والفكر العربيين. ومازال الملايين من الكرد يعيشون في مصر، يعتزون بأصولهم الكردية، وبانتمائهم المصر).

وتطرقي للكتابة عن هذه الجائزة في مجال الحديث عن (الحوار العربي الكردي بين السياسي والثقافي)، جعلني أنتبه إلى مجال هام فى التوثيق الثقافي لتلك العلاقات، ألا وهو أهمية استحداث جائزة سنوية لمن قدم إنجازات واضحة فى مجال العلاقات العربية الكردية (عربياً وكردياً)، ويتم تحديد اختيار اسم الجائزة، واقترح أن تكون باسم (نفرتيتي) الملكة الفرعونية الميتانية، التي حكمت مصر مع زوجها الفرعون (أخناتون)، أو من الممكن أن تحمل اسم (سليمان الحلبي) تخليداً لهذا البطل الشاب الكردي، الذى ينتمي إلى إحدى القرى الكردية التابعة لحلب، والذي راعه قمع الاحتلال الفرنسي لمصر وأزهرها فانتقم من قائد الحملة الفرنسية (كليبر)، ومن المؤسف أن متحفاً في (باريس) يضم جمجمته معنونة باسم (القاتل!) رغم أنه فى حقيقة الأمر بطل عظيم، ولو بحثنا فسوف نجد أسماء أخرى تستحق أن تحمل تلك الجائزة اسمها، كما أنني أثق في حماسة من سيرشح لعضوية هذه اللجنة التطوعية، ومدى إخلاصه لفكرة البحث عن كل ما يدعم من تلك العلاقات.

بقيَ أن أشكر الرفيق (حيدر عمر)، عضو لجنة جائزة (عثمان صبري)؛ لأن حواري معه ،هو الذي أوحى إليّ باقتراح فكرة هذه الجائزة.