الحكومة السوريّة مستمرة بالاستهتار بحياة المواطنين….

تقرير/ جوان محمد –

روناهي/ قامشلو ـ رغم خطورة تفشي جائحة كورونا مجدداً وحصول موجة ثانية أكبر، مازالت الحكومة السورية تستهتر بحياة المواطنين، وهذا الأمر توضح بفتح حركة الطيران وعودة المواطنين من دول أخرى يتفشى فيها فيروس كورونا، بحيث سجل يوم الاثنين الماضي بحسب وزارة الصحة التابعة للحكومة السورية أكبر عدد لتسجيل الإصابات بالفيروس في سوريا.

إحصائيات تُظهِر استهتار الحكومة

ذكرت وزارة الصحة التابعة للحكومة السورية، بأنه قد تم تسجيل 20 إصابة جديدة في سوريا لمواطنين قادمين من دول أخرى يوم الاثنين الماضي، وكانت هذه الإصابات كالتالي: منهم 15 من الكويت و3من السودان و1 من روسيا و1 من الإمارات.

وسبق ذلك بيوم أيضاً تسجيل 16 إصابة بين السوريين القادمين إلى البلاد منهم 6 من الإمارات و2 من السودان و4 من روسيا و4 من الكويت، بحسب وزارة الصحة التابعة للحكومة السورية.

بينما أعلنت وزارة الصحة أمس الثلاثاء تسجيل 15إصابة جديدة بفيروس كورونا بين السوريين القادمين إلى البلاد منهم 9 من الكويت و5 من السودان و1 من الإمارات.

ليرتفع إجمالي عدد الإصابات بالفيروس المسجلة في سورية حتى أمس الثلاثاء 121 شفي منها 41 وتوفي 4 مصابين.

ووفقاً لوزارة الصحة التابعة للحكومة السورية بأنه لم تسجل أي إصابة محلية بالفيروس منذ بداية الشهر الجاري، بينما سجلت أول إصابة في البلاد بتاريخ22/3/2020، وبتاريخ 29/3/2020، سجلت أول حالة وفاة في سوريا.

وعبر المواطنين على شبكات التواصل الاجتماعي وعلى صفحة مكتب الإعلام لوزارة الصحة التابعة للحكومة السورية، عن سخطاهم لفتح الأجواء أمام حركة الطيران، وتسجيل إصابات جديدة في سوريا، بعدما كانت قد توقف تسجيل الإصابات المحلية في سوريا مع بداية شهر أيار الحالي وتبقى هذه الإحصائيات بحسب وزارة الصحة التابعة الحكومة السورية، بحيث تحدثت تقارير كثيرة محلية وعالمية بأن الفيروس انتشر بكثرة في سوريا، ولكن  الحكومة تخفي الأرقام الحقيقية بخصوص ذلك، وكان السبب في التفشي هو الجنود الإيرانيين المتواجدون في سوريا لمساعدة الجيش السوري في معاركه ضد الفصائل المرتزقة المختلفة المدعومة من المحتل التركي.

ورغم ارتفاع حالة الإصابات في سوريا إلا أن الحكومة السورية خففت أكثر من الإجراءات المتخذة في مناطق سيطرتها وقررت إلغاء حظر التجول الليلي المفروض بشكل كامل اعتباراً من مساء أمس الثلاثاء في 26 أيار 2020، ورفع منع التنقل بين المدن والسماح  للنقل الجماعي فيما بينها، وتمديد فترة فتح المحلات والأسواق التجارية لتصبح من الساعة الثامنة صباحاً حتى السابعة مساءً خلال فصل الصيف.

وخطوات الحكومة السورية كلها وإعادة حركة الطيران واستقبال رحلات جوية من دول تفشى فيها الفيروس بشكلٍ كبير لا تدل إلا على شيء واحد وهو مدى استهتار الحكومة بحياة المواطنين، خاصةً أن سوريا معروفة بهشاشة النظام الصحي لديها، فالكثير من المشافي الوطنية التابعة لها لا ترتقي لأية معايير صحية حقيقية في الكثير من النواحي، بحيث يتواجد فيها القطط والأوساخ إضافة إلى عدم جاهزية المرافق العامة فيها.

احتجاجات داخل مراكز الحجر الصحي واعتقالات تطالهم

نقلت صحيفة ”الشرق الأوسط” عن مصادر مطّلعة في دمشق، ما تداولته حول قيام بعض النزلاء من القادمين من خارج البلاد، الملزمين بالحجر لمدة أسبوعين، برفض الطعام المقدم إليهم ورميه احتجاجاً على سوء المعاملة وقلة النظافة في المركز، والتأخر بأخذ مسحات منهم لإجراء التحليل الخاص بفيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19). ضمن مراكز الحجر الصحي، وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن المحتجزين في مراكز الحجر الصحي المؤقّت، في المدينة الجامعية بدمشق، طالبوا بالخروج من المركز قبل نهاية الموعد المحدد بـ14 يوماً، ما دفع بوزارتي الداخلية والصحة لدى الحكومة السورية، إلى فتح تحقيق حول ما شهده المركز، قبل بضعة أيام، من الاحتجاجات وقيام بعض النزلاء برمي وجبات الطعام المقدمة إليهم من شرفة المركز.

كما تسربت فيديوهات وصور في عدد من مراكز الحجر توضح سوء النظافة والخدمات في عدد من المراكز الصحية التي خصّصتها الحكومة، لا سيما السكن الجامعي لاستيعاب الأعداد الكبيرة من العائدين، من روسيا والإمارات المتحدة والسودان وسلطنة عمان ولبنان ومصر والكويت والعراق وغيرها، بعد السماح لمن يرغب من السوريين العالقين بالخارج في العودة بداية شهر (أيار) الحالي.

والحكومة السورية كعادتها مازالت تعالج المشكلات التي تواجهها بقوة قمعية، بحيث استخدمت النهج القمعي ذاته مع المحتجين في مقرّات الحجر الصحي.

حيث أعلنت وزارة الداخلية التابعة الحكومة السورية، أنها أوقفت أشخاصاً محجورين، ممن ظهروا في شريط فيديو وهم يرمون الطعام من شرفة في المدينة الجامعية بدمشق ووجهت لهم تهم “إثارة الفوضى والشغب ورمي الطعام المخصص لهم من شرفة البناء” يوم الأربعاء الماضي، في المدينة الكائنة بمنطقة المزة، وقررت توقيفهم وتقديمهم إلى القضاء صباح يوم السبت القادم.

عمليات تهريب للمواطنين وعدم تعاون مع الإدارة الذاتية

الدليل الآخر على أن الحكومة السورية تستهتر بحياة المواطنين هو عدم تعاونها مع الإدارة الذاتية بشمال وشرقي سوريا، حيث قام عناصر تابعين للحكومة السورية وعبر أحياء وبعض القرى التي تخضع لسيطرتها في مدينة قامشلو على تهريب المواطنين القادمين من دمشق إلى مطار قامشلو قبل حوالي شهر من الآن، وكان ذلك لقاء مبالغ مادية.

وتقصدت الحكومة نقل المواطنين من وإلى دمشق عبر طائرة “اليوشن” بهدف نقل الفيروس لمناطق الإدارة الذاتية، ورغم تواجد كافة الأطقم الطبية التابعة لهيئة الصحة بشمال وشرقي سوريا بالقرب من مطار قامشلو على الطريق الأساسي القادم منه نحو المدينة واتخاذ الإجراءات اللازمة وتجهيز مراكز حجر صحي من قبل هيئة الصحة بشمال وشرقي سوريا، إلا أن الحكومة السورية كانت تقوم بتهريب أغلب القادمين من دمشق عبر حي الطي بقامشلو، وقرى في الريف خاضعة لسيطرتها، وكما ذكرنا لقاء مبالغ مادية، كما وتكتمت أيضاً على ثلاثة حالات مصابة بكورونا بحسب هيئة الصحة في شمال وشرقي سوريا، توفت واحدة منها وتماثلت للشفاء الحالتين الآخرتين.