سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الناقد معاوية الصالح: النقد غائب عن الساحة الأدبية

حوار/ خضر الجاسم –

روناهي/ منبج ـ  تتفاوت مستويات تطور الحياة الثقافية وبخاصة فيما يخص الآداب منها، كما تتفاوت مستويات التطور الاجتماعي الأخرى، ولا يخفى على أحد التطور الكبير والمستوى الراقي للأدب العربي عامة والشعر بخاصة، وقد قطع الأدب العربي أشواطاً في ذلك وكان الشعر “ديوان العرب” وكانت أسواق الشعر بمثابة مهرجانات للنقد والتقييم والشرح في “سوق عكاظ” وغيرها، فيما غاب الدور الكبير للنقد بعض الشيء مما فسح المجال لتواتر في المستوى العام للأدب وتفاوت في الأفق الأدبي الذي لوَّح بشيء من خيبة الأمل.
حول هذا الموضوع-الاشكال- التقت صحيفتنا مع الباحث والناقد معاوية الصالح وكان هذا الحوار:
ـ للشعر طغيان في ساحة الأدب؛ والنقد الأدبي تقويم ودعم للأدب فأين تجد كلاً منهما الآن؟؟
الشعر ديوان العرب لا شك في ذلك، فهو حفظ أثرهم، وذكر مناقبهم، وصيّر أمجادهم، وبه كانوا يأخذون شؤونهم، وإليه يتعاملون ويصيرون. فلا غرابة أن يرتفع بنان الشعر، وتتجلى محامده في كتب الأخبار والتاريخ.
لهذا عظمة الشعر ورقيّه عند عامة العرب، تعود لأسباب، تتعلّق بمؤثرين؛ أحدهما، بيئيّ، والآخر ذاتيّ. ذلك من كون الشاعر وليد بيئته التي نشأ فيها، وبالتالي فإن رمزية الصحراء، ومالها من مشاهد خاصة، لا توجد في مناطق أخرى، قد شكّل الذاكرة الشعرية، والثقافية التي حفظت جميع المعالم لديهم. ليعمل الشعر، عمل الوكالة الإعلامية، وذلك في إيصال أخبارهم ومعاركهم وترحالهم وفخرهم وحماستهم وغزلهم؛ على اعتبار إن البيئة واحدة من المؤثرات التي جسدت بكل تفاصيلها الكراسة الشعرية، بما تزخر به من تفاصيل دقيقة، ليدخل الشعر من الرواية الشفهية إلى عصر التدوين الذي من خلاله، اتجه أصحاب المجاميع الشعرية لضمّ النخب من أخبار الشعر، واللغة، والحرب، كما هو الحال في كتاب الحماسة، والمفضليات، والأصمعيات وسواها.
وفي الجانب الذاتي لجأ الشاعر في مراحل متقدمة إلى بعض النمطية؛ لإضفاء طابع الابتكار والخلق، عند نقله الأحاسيس والصور بشكل لم يعد محدداً كما كان في السابق. وصوَّر الشعر المضامين الحياتية أفضل تصوير وذكر وقائع الناس بأدق تفاصيلها، فكان الشعر ملازماً للإنسان، مرتبطاً عند البعض باللا وعي الشعري.
 ومن هنا يمكننا القول إن الشعر، غلب على النقد لارتباطه بالذات الفطرية الشاعرة، بينما اتخذ النقد مساراً خاصاً موازياً للشعر إلا إنه لم يكن بمعزل عنه بل كان أحياناً متداخلاً معه. فالنقد ليس مرتبطاً بالذات النظرية، وإنما بالذات العاقلة البصيرة بالإدراك وباللغة الشعرية، وبذلك أعتقد أن الأصح، أن ندعو الشعر لما يجسده الشاعر من معارف، وقيم، وأحاسيس، سواء يعبر عنها بعلم بسيط، أو بغير علم. أما الناقد فلابد من العلم له، لضرورة الحرفة، وامتلاكه للأدوات، ليتمكن من عمله ضمن مقاييس محددة. فالإنسان دائماً نتاج بيئته، وتظل هذه البيئة بما فيها من مظاهر، ترتبط باللاوعي الشعريّ عند الشاعر.
وعلى الرغم من انتقال الإنسان من حياة الصحراء والاستقرار التي تعتمد على الرحيل والتنقل إلى حياة الحضر، فإن الصحراء، وما فيها من ظروف مناخية صعبة من خلال الحر الشديد، والكثبان الرملية، وحدو الإبل، والليل الدامس، كانت ذات سبق في حفظ الشعر قبل دخول النقد مراحل التأسيس والتجدد.
ولما كان الأمر كذلك، فإن النقد لم يكن منفصلاً عن حياة الشعر، بل نستطيع القول إن النقد ارتبط بالمفاهيم الأدبية والثقافية من كون الشاعر، قد أحسن في شعره، أم أساء، وذكر مناقب فيما أجاد من توليد للألفاظ والتراكيب التي أحسن الشاعر في ذكرها بالرغم من تشابه القيم الشعرية. فهي تعبر عن ثقافة المجتمع.
ـ للشعر انفراد في ساحة الأدب، ولمنبج مقام عال فيه؛ حتى سميت بمدينة الشعر، إلام تعيد الأمر؟
مسألة التفاضل بين الشعراء، هي نظرية أدبية، ليست بجديدة على النقاش، بل خاض فيها كثير من النقاد أمثال ابن سلّام الجمحي في كتابه “طبقات الشعراء” الذي أسس كتابه على المفاضلة بحسب القدم والمكان. وهذا الحديث إنما جاء على ألسنة الشعراء من منظور تفاخر في الغالب منهم بأنسابهم.
 وليس الأمر مرده، كما يعتقد البعض من كونه، يتعلق بمكان تواجد الشعراء، وهذا يغالط المفهوم العام للنظرية الشعرية من حيث مرد الشعر ليس بالمكان الذي يعتبر مؤثراً بهذه العلاقة. وإنما مرد الشعر قائم على القريحة الشعرية، إذ ترتبط هذه النظرية بمفاهيم قديمة، حيث يتوشح الشعر في وادي عبقر، وبما يوحيه للشعراء من إلهام وإبداع شعري لا يكون لأحد آخر.
 إن صفة نقد الشعر كانت، تحتفل بجانب كبير من الدراية والمران. إذا كانت من عادة الشعراء الكبار، أن يتخذ غلاماً صغيراً، يرافقه في حله وترحاله، ويقع على عاتق الغلام نقل الشعر مشافهة، ونشره بين الناس، ويظل هذا الغلام على هذه الحال حتى ينطق لسانه بالشعر.
 ولذا أنا أُرجح الفرضية القائلة بفردية الذات الشاعرة عند الشاعر، ولا علاقة بالمكان. ولا أرى ذلك وإنما الصواب إن المكان والبيئة؟، إنما هي عوامل مؤثرة في طبيعة الشعر كما لو إنه وعاء فارغ فلكل شارب مشربه الخاصّ به.
هذه الأمور، بما تمتلكها منبج، جعلت البحتري يوماً ما يتغنى في وصفه وتشخيصه من خلال الذات الشاعرة بغض النظر عن نوع تلك المشاهد سواء كانت طبيعية أم بشرية، فقد خلق عند البعض دافعاً لولوج فن الشعر.
تسمية منبح بمدينة الشعراء لا تعدو من باب المجاز، وربما لخصوصية المنطقة بشكل عام. والسؤال المطروح جانباً هل يختفي الشعر من منطقة لكونها لم تلد شعراء؟ وهل يكون الشعر بقوم معين دون سواهم.
فليس هناك شاعر في العربية في الغالب، إلا وقد خرج في بداياته بلسان حال قومه، وكذلك من الشعراء الذين لمعوا في منبج، البحتري الذي مدح الخليفة العباسي المتوكل، قبل مقتله، فاستأثر بعطاياه الكثيرة، ولما كانت علاقته بالمنتصر بالله “الابن” غير جيدة ومتوترة، فقد أحس البحتري بخيانة، حينها حمل البحتري رحاله إلى مدينة “المدائن” في بلاد فارس، فلما دخلها البحتري، تذكّر دورها القديم عندما كانت عاصمة الفرس ذات يوم، كل ذلك أثار في نفس البحتري حب الوصف والشجن بقوله:
صنت نفسي عما يدنّس نفسي      وَتَرَفَّعتُ عَن جَدا كُلِّ جبسِ
وَتَماسَكتُ حينَ زَعزَعَني الدَهـ   ـرُ التِماسًا مِنهُ لِتَعسي وَنَكسي
بُلَغٌ مِن صُبابَةِ العَيشِ عِندي        طَفَّفَتها الأَيّامُ تَطفيفَ بَخسِ
وَبَعيدٌ ما بَينَ وارِدِ رِفْهٍ                عَلَلٍ شُربُهُ وَوارِدِ خِمسِ
وَكَأَنَّ الزَمانَ أَصبَحَ مَحمو        لًا هَواهُ مَعَ الأَخَسِّ الأَخَسِّ
ـ اذاً أين النقد في الساحة الأدبية في كل هذا الزخم الشعري وأين دوره؟
يلعب النقد بما يشكله من إيديولوجية للنظريات الأدبية المسار الصحيح، والوجهة الحقة؟، لأي مذهب أدبيّ فنيّ بشكل خاص. النقد قد تراجع قليلاً عما شهدته الفترات السابقة من حضور كبير لدور هذه النخبة المثقفة، وربما لعوامل عديدة أهمها; الأزمة السياسية التي مرت بها سورية منذ سبع سنوات، وأتت كالصاعقة لتحرق كل الأخضر في طريقها، فصدعت جذور الثقافة، وجرّدت المجتمع من النقاد والمثقفين، وعانى هؤلاء الأمرين لانتماءاتهم السياسية والثقافية على شتى اختلاف توجهاتهم، مما أدى إلى ملاحقتهم من قبل جهات كثيرة حتى أصبحت ميولهم الشخصية محسوبة عليهم، فتم التنكيل بالبعض، وهجر البلاد البعض الآخر. وذلك بسبب ممارسات أولئك ضغوطاً لتغيير المواقف، ووجهات النظر لهم مما أفقد الساحة الأدبية بهذه الحال خيرة نقادها.
أما العوامل الذاتية، فهي ترجع لطبيعة الأفراد وطرق تحصيل الثقافة وتباينها وتلقيها وتطبيقها، فإن ارتباط مجموع المجتمع بثقافة الإنترنت الاستهلاكية، بما توفره من سرعة، وتلقي سريع خاصة على مواقع التواصل الاجتماعيّ، أفسح المجال للنخب وخاصة الشعبية للبحث عن الثقافة الاستهلاكية السريعة.
 وهذا الأمر مختلف كل الاختلاف عن أنماط الثقافة في الأجيال السابقة التي كانت تحتفل كثيراً في اقتناء كنوز القراءة لأي كتاب، وبالتالي أنا أرى غياب النقد مرهون بعوامل عدة، تعود لحقيقة غياب الثقافة الرصينة، وتهميش الأسس المتينة لها بما يحوي هذا العلم الجليل والأصيل من ركائز وملكات شخصية فائقة الحس والمعرفة.
 وفي منبج ربما اقتصرت على بعض القامات الأدبية، وأخص بالذكر الراحل محمد منلا غزيّل الذي؛ ولد في مدينة منبج عام1936م، حيث كان يتمتع الغزيل بثقافة نقدية قوية:
الصخرة الشمّاء سامقـة الذرى            والطود راسٍ شـامخ البنيان
و الناطحون تحطمت أهواؤهـم            ذهبت جفـاء نفثة الثعـبان
وعناكب التضليل ضل بخورهـا          وخلت هياكلها من الكـهان
زبد الضغينة قد تلاشى وارتمـى         مزقاً على الأسوار والجـدران
ـ ان كانت منبج مدينة الشعراء فمن هو أشعر شعراءها برأيك؟
جميع الشعراء الذين مرّوا عبر تاريخ منبج، قد حضوا بشهرة ومكانة عالية، لا نظير لها، وذلك يعود إلى عوامل عدة، أبرزها العمق الحضاري الثقافي الحيّ للمدينة منذ قبل 3آلف سنة ق. م.  هذا العمق، استطاع النفاد إلى جوانب دينية وعقلية وعرقية، بما يسهم إلى حد بعيد في بلورة فكر جديد لكافة الشعراء، فكل شاعر ساهم بتجديد الصور الشعرية والبيانية والبديعية حتى على مستوى الشكلانية الشعرية الحديثة، أغلب هؤلاء حافظ على الموروث الشعري القائم على الكلاسيكية القديمة، بما ينضوي عليه الشعر من الوزن العروضي العمودي، ووحدة القافية.
فمثلاً دوقلة المنبجيّ، وهو من منبج ويعرف بالحسين بن محمد المنبجي، وله قصيدة اليتيمة التي ذكرها ابن خير الأندلسي في كتابه الفهرست، وهو غير كتاب ابن النديم للتنويه فقط. يقول دوقلة في القصيدة قائلاً:
هل بالطلول لسائل ردُ              أم هل لها بتكلم عهدُ
وإذا المحب شكا الصدود ولم     يعطف عليه فقتله عمدُ
لله أشواقي إذا نزحتْ            دار لكم ونأى بكم بعدُ
وهذه الأبيات تعود إلى ما بعد 486هـ وذلك إبان حكم الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي.
إلا أن هذه الأبيات فيها من الرقّة، ما تبدو وكأنها من العصر الحديث، بما تتوشح به من لغة شعرية فياضة، تكاد تذوب اللغة من رقتها، فكان صادقاً كلفاً غير متكلف، وهذا الامر من المستحسن من الشعر الذي يترك أثره ولو بعد حين.
أما الشاعر أبو ريشة، فهو من مواليد منبج عام 1910 وله بصمة في تغيير الأساليب الشعرية الحديثة، من منحى الشكل والمضمون وذلك بسبب اطلاعه على ثقافات أوربية غزيرة، تبلورت في شعره. فكان من الرواد في هذا المجال، وخلال تجربته في إنكلترا، عشق فتاة تدعى نورما ابنة صاحب أكبر معامل النسيج في إنكلترا يومها، وعندما فقدها رثاها في قصيدته” خاتمة الحب” التي يقول فيها:
شمس حزني قد استوت وعجيب       أن أراني أعيش في غير ظلِ
أبصر الدهر ناشراً سفر عمري         فلسان الآلام يقرأ ويُملي
طعنة إثر طعنة إثر أخرى             فنثرت هذه الحشاشة حولي
فإذا مورد النعيم سراب                وإذا حائط المنى فوق رحل
أما البحتري، وهو الوليد بن عبيد بن يحيى المعروف؛ بأبي عبادة الذي اشتهر نور على نار، وذاع صيته، وسار خبره، وربما وفاة أبو تمام، سمح للشعراء المغمورين بالصعود، وكان منهم البحتري القائل في معشوقته “علوة”:
خيال يعتريني في المنام          لسكرى اللحظ فاتنة القوام
لعلوة إنها شجن لنفسي            وبالبال لقلبي المستهام
سلام الله كل صباح يومٍ          عليك ومن يبلغ سلامي
لقد غادرت في قلبي سقاماً     بما في مقلتيك من السهام
وأرجح من وجهة نظري النقدية أن أفضل شاعر هو البحتري، وذلك لدواعٍ، تتعلق بقوة العصر الذي عاش فيه البحتري، لما بلغ من عظمة الشعراء الكبار، وأشدهم شاعرية أبو تمام، حيث استطاع البحتري أن ينفد لنقد الآمدي في كتابه “الموازنة” ونيل الحظوة عنده، ولو كان التفضيل ضمنياً، كما ذهب الأصمعيّ حين سُئل من الأشعر، المتنبي، أم أبو تمام، أم البحتريّ، فقال: المتنبيّ، وأبو تمام، حكيمان، وإنما الشاعر البحتري، فأنا لا أضيف عما سبقني إليه النقاد في تفضيلهم للبحتري.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle