الحصاد اليدوي المُنهِك تعتمده نساء دير الزور في جمع المحاصيل

تقوم النساء في ريف دير الزور الغربي بشمال وشرق سوريا، بحصاد محصولي القمح والشعير طيلة شهر أيار من كل عام تحت أشعة الشمس الحارقة، لقلة الإمكانات وارتفاع أجرة الحصادات.

وفي هذا الصدد قالت “علا الأحمد” من أهالي بلدة الصعوة: “نزرع القمح والشعير على وجه الخصوص، اللذين يعدان أهم المحاصيل الشتوية الرئيسية في المنطقة، وأما المحاصيل الصيفية فيكون القطن هو المحصول الرئيسي والمهم الذي نقوم بزراعته”، وقد أوضحت: “إن إنتاج محصول القمح لهذا العام جيد مقارنة مع موسم العام الماضي، الذي لم نحصل منه سوى على مخلفات المحصول، مثل التبن، الذي نستخدمه علفا لحيواناتنا”.

وتقدر مساحة الأراضي، التي تقوم علا الأحمد بحصادها يدوياً بـ 16 دونما، كما أوضحت: “نستيقظ منذ ساعات الصباح الباكر، ونتوجه إلى الحقل، فنبدأ بالحصاد، بعد أن أنهي بعض الأعمال المنزلية”، وفي طبيعة الحصاد اليدوي تغلب روح التعاون فيما بينهن بمساعدة قريباتها، وجاراتها حتى انتهاء موسم الحصاد.

وأشارت إلى أن نساء ريف دير الزور الغربي، يعتمدن بشكل كبير على الزراعة، في محصولي القمح والشعير، اللذين يشكلان مادتين أساسيتين في الغذاء، ولا يمكن الاستغناء عنهما كما أوضحت.

صعوبات الحصاد

وتواجه العاملات في الأراضي الزراعية صعوبات عدة، وأعمالا شاقة في الحصاد وجمع المحاصيل، ولكن بالرغم من ذلك تعمل النساء بكل جهد لتأمين قوت عائلاتها، لافتةً إلى أن القمح يعد من أهم المواسم الزراعية في المنطقة، ولكن لارتفاع أجرة الحصادات، يقمن بزرع القمح، وحصده يدوياً تحت أشعة الشمس الحارقة: “البعض لجأ لحصاد القمح باستخدام الحصادات لتوفير الوقت والجهد، ولكن بالرغم من أنه متعب جداً إلا أننا نقوم بحصد القمح يدويا بالمناجل لارتفاع أجرة الآلات الحديثة في الأعمال الزراعية المختلفة”.

ومن جهتها قالت فاطمة العلي: “على الرغم مما نعانيه من تعب وجهد كبير في عملية حصاد محصولي القمح والشعير، إلا أننا مستمرون بالعمل، ليخفف عنا بعض الأعباء المعيشية، فالقمح مادة أساسية لكل منزل”.

دور المرأة الهام

وعن طريقة حصاد القمح والشعير يدوياً قالت: “نحصد القمح بالمناجل، ومن ثم جمعه في أكداس، حيث أننا نسعى جاهدين لأن تكون عملية الحصاد من أسفل نبات القمح، حتى نتمكن من جمع القش بكميات كبيرة، والذي نستفيد منه في إنتاج التبن”.

وأكدت على أن معظم الأعمال الزراعية تقع على عاتق النساء، الذي يتطلب من النساء جهداً كبيراً بالدرجة الأولى، موضحةً أنه على الرغم من المعاناة الكبيرة التي تواجهها النساء في العمل، إلا أنها لا تمل من التوجه كل يوم في الصباح الباكر، لتقضي ساعات الظهيرة تحت أشعة الشمس الحارقة، لتستطيع تأمين ما يسد رمق عائلتها.

وكالة أنباء المرأة