سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الحريق في خجوكة والإطفائية في ديريك!

سنة خير مرّت على أهالي مناطق سوريا كانت زاخرة بالأمطار ومبشرة للفلاحين بالرزق الوفير من تعبهم ومحصودهم، ولكن سرعان ما انقلبت الآية من فرحة إلى خوف وهلع لهؤلاء الأناس البسطاء الذين ينتظرون طيلة عام خيرات محاصيلهم.
لكن النيران الجائعة حولت آمالهم إلى رماد أسود، وخيبت آمال الناس وتحولت إلى كارثة أثقلت كاهلهم وبددت أحلامهم على مساحة الوطن.
لقد كانت مصيبة هذه السنة النيران التي التهمت آلاف الكيلومترات من سنابل أبناء الجزيرة بدون رحمة، سنابل ذهبية ماتت ووقعت وأوقعت معها طموح الناس.
لم ينتهِ سيناريو الخوف والنار عند انتهاء الحصاد بل كانت النيران أقوى وبوحشية أكبر لتصل إلى بيوت القرويين ومنازلهم، لتأخذ معها كل أشكال الحياة، وترتدي القرى حلة سوداء، وبعد حرق الحقول؛ ابتدأ موسم حرق المحاصيل التي تم إنقاذها.
ففي يوم الخميس 11/7/2019م، نُشبت النيران وفي ذات الوقت في ثلاث قُرى مجاورة لبعضها (عنزـ بركوـ خجوكة)، بفعل فاعل منذ الساعة الثانية عشرة ظهراً إلى الساعة الثامنة مساءاً، ومنذ اللحظات الأولى لنشوب الحريق طلب الأهالي النجدة وحاولوا التواصل دون توقف ولكن بدون أي جواب، الخطوط الساخنة كانت في سبات عميق، ولم توقظها نداءات النجدة واستغاثات المواطنين.
وبعد ساعات أربع من الاستنجاد بالإطفاء وبعض الأرقام الأخرى التي تأمّل فيها الأهالي خيراً كان الرد الوحيد والمفاجئ: الإطفائيات في ديريك!! إجابة كانت أقسى من الصمت، وحجة تدل على الاستخفاف والاستهتار، ماذا تفعل إطفائيات قامشلو في ديريك، وهل يجب وضع تلك الخطوط الساخنة في تلك التيران لتدب فيها الحياة.
النيران التهمت ما تبقى من أرزاق، بل وأتت على أملاك وبيوت ومحاصيل بملايين الليرات، ولم تكن هناك أية استجابة من الخطوط والجهات ذات العلاقة، اللهم إلا من صهريج تابع للإطفائية خاص بالمجاري يحوي ستة براميل ماء بعد أربعة ساعات ونصف، ست براميل ماء لإطفاء حريق ثلاث قرى وبعد “خراب البصرة” كما يقال.
لسان حال أهالي ثلاث قرى يستصرخ ضمير المسؤولين أين أرقامكم الساخنة وجهوزية لجانكم الخدمية التي ادعيتم وجودها، أم إن أرواح وأموال الناس أصبحت آخر اهتماماتكم، أسئلة كثيرة وكبيرة نضعها أمام الجهات والمؤسسات المسؤولة لعلها توقظ بعض الغفاة.