الحرب الاقتصادية على شمال وشرق سوريا

تقرير/ آلدار آمد –

روناهي/ الحسكة ـ يواجه شمال وشرق سوريا إرهاب الحرب الاقتصادية بعد الإرهاب العسكري الذي عاث سنواتٍ عدة خراباً ودماراً في العديد من مناطق سوريا.  

إن الانتصارات التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية في هزيمة داعش في آخر جيوبه بالباغوز في ريف دير الزور، كانت لها تداعيات أخرى، فالحرب على الإرهاب لم تنتهِ، وبدأ المرتزقة باستخدام أساليب أخرى للحرب على مناطق شمال وشرق سوريا وبدعم من دول إقليمية مختلفة، حيث بدأوا بالحرب الاقتصادية بعد فشلهم في الحرب السياسية والعسكرية ضد شعوب شمال وشرق سوريا.

علماً بأن شعوب شمال وشرق سوريا تعتمد بشكل أساسي على الزراعة وبخاصة محصولي “القمح والشعير”، حيث كانت للأمطار الغزيرة والمستمرة خلال فصل الشتاء سبباً في زيادة الإنتاج والنوعية هذا العام، ولم يرقَ لأعداء الشمال السوري أن ينعم أهلها بهذا الإنتاج الاقتصادي؛ فعمد إلى سياسة الأرض المحروقة، حيث بدأت الخلايا النائمة والمرتزقة بحرق المحاصيل الزراعية على امتداد مساحة شمال وشرق سوريا؛ وذلك للرد على الهزيمة العسكرية التي ألحقت بهم، هذا وقد هيئ شعب الشمال السوري أنفسهم من أجل خوض هذه الحرب القذرة والحفاظ على هذه الثروة الزراعية الضخمة، بدءاً من الإدارة الذاتية الديمقراطية ومؤسساتها وبخاصة الدفاع المدني، ومراكز الإطفاء في المناطق والبلدات كافة إلى المزارعين والفلاحين للحيلولة دون الإضرار بهذا القطاع الحيوي.

دورات تدريبية للعاملين والاستعداد لمواجهة حالات الطوارئ

وبهذا الخصوص؛ التقت صحيفتنا “روناهي” مع رئيس لجنة البلديات في مقاطعة الحسكة عبد الغفور أوسو ليحدثنا عن الجهود المبذولة من قبل البلديات في المقاطعة لحماية المحاصيل؛ وتدخلهم في الوقت المناسب عند حدوث أي طارئ والذي حدثنا؛ قائلاً: “في إطار الاستعدادات لمواسم الحصاد؛ قامت لجنة البلديات بالعمل على إقامة دورات تدريبية لكافة العاملين في مجال الإطفاء، وذلك خلال شهر نيسان؛ حيث خضع لهذه التدريبات أكثر من /90/ عاملاً من جميع بلديات مقاطعة الحسكة والتي يبلغ عددها /34/ بلدية، وقسمت على دورتين، مدة كل دورة ستة أيام شملت تدريبات على كافة الحالات التي يمكن أن تواجههم، وبخاصة عمليات إخماد النيران والحرائق التي قد تحدث  للمحاصيل والمزروعات”.

ونوه أوسو بأنه تم توزيع سيارات الإطفاء على عدد من البلديات الرئيسية، حيث يوجد في مركز الدفاع المدني والإطفاء الرئيسي في الحسكة خمس سيارات إطفاء، وفي بلدية تل تمر سيارة إطفاء واحدة وكذلك في كل من بلديات الهول، وزركان، والشدادي وسيارتين إطفاء لبلدية الدرباسية، أما البلديات التي لا توجد فيها سيارات إطفاء فأنه تم إنشاء لجان طوارئ تقوم بالمناوبات والمراقبة لحالات الطوارئ.

نيران متعمدة من جهات عدة هدفها ضرب الاقتصاد في شمال وشرق سوريا

وذكر رئيس لجنة البلديات عبد الغفور أوسو بأن حدوث حالات النيران في المزروعات تحدث كل عام؛ ولكن بنسبة  قليلة هي وتعود لأسباب الإهمال وعدم الوعي أو شرارة من الحصادة والآليات المرافقة لها، ولكن هذا العام معظم الحالات تتم من قبل جهات معادية لشعوب شمال وشرق سوريا، وبخاصةً بعد الانتصارات التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية على الإرهاب والمرتزقة في الباغوز وتحرير المنطقة من رجسهم، حيث لجأوا بعد الإخفاق العسكري إلى الحرب الاقتصادية، وهي عمليات مدبرة ومنظمة من قبل النظامين التركي والسوري، حيث يقوم المرتزقة بإشعال النيران في عدة مناطق بوقتٍ واحد؛ وذلك من أجل تشتيت وصعوبة مهام الدفاع المدني وسيارات الإطفاء في عدم السيطرة على هذه النيران، ولكن الجهود الكبيرة التي تبذلها مؤسسات الإدارة الذاتية من الدفاع المدني ومؤسسة المياه والآليات وبالتعاون مع المزارعين والأهالي تمنعهم من الوصول إلى تحقيق مآربهم، وتتم إخماد المئات من النيران والحرائق.

سيارات الإطفاء على أهبة الاستعداد للانطلاق عند حدوث طارئ

وأكد عامل الصيانة في مركز الدفاع المدني بالحسكة أمير خليل؛ قائلاً: “نظراً لحجم التحديات الكبيرة هذا العام؛ وزيادة عمليات النيران والحرائق التي يقوم بها المرتزقة وأعداء شعوبنا؛ فأننا نواصل العمل ليلاً نهاراً، من أجل أن تكون سيارات الإطفاء جاهزة وتلبي النداء في حينها دون تأخير، حيث نقوم بإجراء عمليات الصيانة لجميع الآليات، وبخاصة سيارات الإطفاء التي تتم تعبئتها بالمواد السائلة والرغوية اللازمة لإخماد النيران، ولتكون على أهبة الاستعداد للانطلاق إلى منطقة تنفيذ المهمة فيها”.

تقديم التسهيلات لعبور سيارات الإطفاء والدفاع المدني لتنفيذ مهامهم

ومن جهته؛ أكد سائق سيارة الإطفاء أحمد رمضان على أنّ سرعة الوصول إلى مكان الحريق يمكن أن يسهل عملية القضاء عليه وإخماده في الوقت المناسب، وأضاف: “فالنيران في بدايته يمكن السيطرة عليه بشكل أسرع ويقلل من الخسائر، وهذا من نسعى إلى تحقيقه، ونناشد الإخوة المواطنين كافة وبخاصةً سائقي السيارات تقديم كل التسهيلات لمرور سيارات الإطفاء وصهاريج المياه وسيارات الدفاع المدني من أجل الوصول إلى أماكن الحوادث والحرائق لتأدية مهامهم على وجه السرعة”.