سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

“الجيش الوطنيّ” هل يخدم أنقرة أم موسكو؟

حلب/ رامان آزاد ـ

تركيا ليست دولة عملاقة لتفرض إرادتها على مراكز القرار الدوليّ ويمر تدخلها العسكريّ في سوريا دون مساءلة، بل إنّ ذلك جاء ضمن سياق تقاطعات جيوسياسيّة وشكلٍ من التنافع، وتبادل المصلحة، ومثل حالة انتقال في الأزمة السوريّة من محاربة الإرهاب إلى استثماره، وهذا هو جوهر حروب الوكالةِ، التي يقوم بها أطراف فيما أصحاب المصلحة يقفون في كواليسها بانتظار جني عوائدها. ليبقى السؤال مطروحاً حول حقيقة الدور التركيّ ومن تخدم ميليشيات المرتزقة فعليّاً؟ 
موسكو تستدرج أنقرة
من الملاحظ أنَّ التدخل الروسيّ قد اقتصر بشكلٍ أساسيّ على الطيران واعتمد على القصف الجويّ والصاروخيّ، ولكن هذا الأسلوب غير ناجعٍ لتحقيقِ الأهدافِ المرجوةِ، لأنّ الطيرانَ يُستخدم لأداءِ مهمةٍ محددةٍ، وبقاؤه في الأجواءِ لا يتجاوزُ دقائق معدودة وكلفته عالية جداً. ومهمةُ الطيرانِ التمهيدُ الناريّ أو استهداف هدفٍ محددٍ. وفي الحروب ضد طرفٍ يسيطر على جغرافيا معينة، لا يُكتفى بتنفيذِ الضرباتِ الجويّةِ، والحاجةُ ماسّةٌ لقوةٍ تُمسكُ الأرضَ وتسيطرُ عليها مباشرةً.
وجدت موسكو أنّه من الأهمية بالنسبة لها استدراجُ أنقرة لإنجازِ معركة حلب، مع بداية تدخلها العسكريّ في سوريا الذي أُعلن عنه في 30/9/2015، فاستدرجت أنقرة عبر الحديث عن مشروع دستور لسوريا يضمنُ حقوقاً للكرد، ليبادر أردوغان إلى موسكو ويقدم الاعتذار عن إسقاطِ القاذفة الروسية سوخوي -24 على الحدود السورية – التركية في 24/11/2015، وعندما سارت الخطة بانتظام، لم تتأثر باغتيال السفير الروسيّ في موسكو أندريه كارلوف 9/12/2016 والذي جاء بسبب تلك التفاهماتِ، وصرخ قاتله “أنقذوا حلب”.
في حلب كانتِ التجربةُ الأولى للتعاون مع تركيا في إطار اتفاقٍ أقرب للصفقة، فتم الإعلان عن حلب خالية من المسلحين في 22/1/2016 فيما كانت معركة الباب قد بدأت، أي أنَّ أنقرة قبضت ثمن الاتفاق، لتقطع الطريق على الكرد وتمنع الوصل الجغرافي بين عفرين وكوباني.
في الواقع فإنّ التعاون بين موسكو وأنقرة أكثر من مستوى في المصلحة، تجاوزت التنسيق في الأزمة السوريّة، إلى قضايا جيواستراتيجيّة، إذ لطالما كانت تركيا ذراع الناتو الطويلة، وكان الهدف الأبعد إيجاد اختراق في هذا الحلف عبر سلة متكاملة من الحوافز الاقتصاديّة ومسائل الغاز لتصل إلى صفقات السلاح.
“الباب” نموذجٌ لمعركةِ التوافقاتِ
بالمثل برزت مشكلة السيطرة على الأرضِ، بالنسبة لأنقرة فهي غير مستعدة للتضحية بجنودها، وكان من الصعبِ إعادةِ معركةِ جرابلس الشكليّةِ في الباب. ولذلك قامت أنقرة بصياغة ما سمّته “درع الفرات” من الميليشياتِ السوريّة، وبذلك انخفضت تكلفةِ العمليّة واحتلت تركيا الباب ورفعت علمها على الباب بكلفة شبه مجانية.
معركة الباب كانت في غاية الأهميّة لفهم مسارات التوافقات الدوليّة فقد تقدمت ثلاث قوى باتجاه المدينة، فقد اقتربت قوات سوريا الديمقراطيّة، ووصلت القوات الحكوميّة إلى مدنية تادف، فيما كانت المرتزقة الموالية لتركيا قد اقتربت بعد السيطرة على جرابلس في 24/8/2016، وفيما وراء هذه القوى يفترض وجود دول هي روسيا والولايات المتحدة وتركيا، وترك الباب لتركيا يعني مسار التفاهمات، والتي استمرت حتى اليوم. فكانت الباب معركة التوافقات أكثر منها معركة عسكريّة.
المسرحية نفسها تكررت خلال العدوان على عفرين، ولكن مع خطوة تنظيميّة إضافيّة، فقد أُعلن عما سُمّي “الجيش الوطنيّ” في 30/12/2017 وضم ميليشيات ريف حلب الشماليّ. وكافأت أنقرة الميليشيات باستباحة عفرين ونهبها واستهداف الوجود الكرديّ إضافة إلى استهداف هوية المنطقة وخصوصيتها الثقافيّة والتراثية واقتصادها.
الأمر نفسه تكرر في العملية المسماة “نبع السلام” واُعلن عن ضم ميليشيات ريف إدلب بالاسمِ نفسه في 4/10/2019، وتمَّ الزجُّ بهم بالمعركة، وقد أرادت روسيا إحراج الأمريكيّ، عبر العملية، وكلّ الخلافات التي ظهرت في مراكز القرار الأمريكي، الكونغرس والبنتاغون، واستقالة المسؤولين الأمريكيّين كانت تأكيداً لحالة الحرج الأمريكيّ.
انتهاء الأزمة في مستوى أهدافها
الواقع أنّ هذه المعارك هي من تخطيط روسيّ، ولكنها فوّضت تركيا بتنفيذها، وبعبارة أخرى نفذت الجزء المتعلق بها بالخطة فقصفت مناطق خفض التصعيد بكثافة عالية، وأجبرت المسلحين وعوائلهم على ركوب الحافلات في رحلات الترحيل إلى الشمال ووسعت الإطار الآمن حول دمشق، ليبدأ بعدها الدور التركيّ، في مشاغلة هذه المجاميع، وزجها في معارك استنزافٍ، بأهداف مختلفة، وتنتظر أن تجني عوائدها لاحقاً.
 وفق هذه الآلية نُقلتِ المعاركُ إلى جغرافيا الشمال، وبذلك انتهت الأزمة بالنسبة لدمشق في مستوى الأهدافِ المعلنة، والتي رعتها ودعمتها الأطرافُ الإقليميّة، وأصبح شعار “إسقاط النظام” أجوف لا معنى له، بل مثيراً للسخريةِ، ولنتصور أنَّ مسلحين ومستوطنين تمَّ ترحيلهم قسراً يجوبون شوارع عفرين المحتلة ويصرخون بذلك الشعار!
ومن المؤكد أنّ كلَّ الشعاراتِ سقطت في عفرين، ولا معنى لها، ولا تعني أيّ تهديدٍ للحكومة، ونجحت موسكو في إظهار كل ما يسمّى “فصائل المعارضة” على أنها مجاميع مسلحة تمارس أعمال السلب والنهب والسرقة والاختطاف والقتل على الهوية، وتحدثت موسكو حول ذلك، لتبرر ضراوة القتال ضدهم.
تم استهلاك كل الشعارات ولم يبق منها شيء، والصورة العامة التي بات العالم يعرفها هي أنّ من يحتل عفرين هم إرهابيون زجّت بهم أنقرة هناك، ونجحت موسكو في خطتها المديدة وضربت خصومها ببعضهم، وباتت دمشق في أمان، وما عادت القذائف تنزل على أحيائها، وليصرخ من يشاء أن يصرخ على الحدود التركيّة، وليعبر عن أحقاده ضد الكرد، ليقتل أو يخطف أو ينهب… لا فرق، فموسكو لا تهتم في سبيل تحقيق أهدافها بالفاتورة!
كل ما تفعله الميليشيات في عفرين والمناطق المحتلة يخدمُ الخطةَ الروسيّة، وهي المفارقة الأغرب في الأزمةِ السوريّةِ، فالميليشياتُ تحاربُ القوات الروسيّة والحكوميّة في ريف حماه وإدلب، ولكنها تخدمها من حيث لا تدري في باقي المناطقِ، وتسعى موسكو إلى إنهاءِ ملف إدلب عبر القضمِ التدريجيّ، بالتصعيد تارةً والتهدئة والهدنة طوراً، ومشكلتها هي آلافُ الجهاديين من رعاياها القوقازيين، والتي صدّرتهم إلى سوريا بالتنسيقِ مع تركيا، فدخلوا عبر مطار أتاتورك، وأوصلتهم الاستخباراتُ التركيّة إلى داخل الحدود السوريّة.
مهمة أنقرة
أنهت موسكو الجزء الأول من الخطة، عبر ابتداع فكرة إنشاء مناطق خفض التوتر، ودخلت تركيا كطرفٍ ضامن، وجمعت كل تفاصيل الأزمة في الجيوب التركيّة عبر عملية الترحيل وسفريات الشمال، وتوقفت معركة إدلب، أما مهمة أنقرة فكانت تحويل هؤلاء البلطجية إلى مرتزقة، أي “البندقية المأجورة” وزجّت بهم في معارك ليبيا، حيث قتل هناك أكثر من 500 منهم، وكانت موسكو تتطلع إلى عدد أكبر. وكان لافتاً أنّ الانزعاج الأوروبيّ كان أكبر من الروسيّ.
التعاون العسكريّ والأمنيّ بين موسكو وأنقرة أعمقُ مما تظهره التصريحات السياسيّة، ولا يدركه المسلحون، ولم يفهموا معنى غضب بوتين عندما لم يخرج لاستقبالِ أردوغان في الكرملين في 5/3/2020 وتركه يجلس لدى الباب بانتظار الإذن بالدخول، الذي قصد موسكو بعد مقتل 33 جندياً تركيّاً، وكانت ضربةً قاسيةً بالنسبة لأنقرة، غير المستعدة للخسارة، فاعتمدت على الميليشياتِ السوريّة في كاملِ مسار تدخلها في سوريا لخفض الكلفة. كان ذلك ثمناً دفعته أنقرة بسبب مماطلتها في تنفيذ جزءٍ من الخطة المتفق عليها في سوتشي 17/9/2018، وإيجاد مناطق منزوعة السلاح بعمق 15ــ20 كم.
تلك الزيارة كانت حافلة بالرموز التاريخيّة ذات الدلالة، ومنها وضع مجسمٍ لكاترين الثانية أو “كاترين العظيمة” القيصريّة، التي تحالفت مع الغرب ضد العثمانيين عام 1768، وانتزعت جزيرة القرم في 1771 وصولاً إلى اتفاقية بعد ثلاث سنوات. وتنسب إليها مقولة شهيرة: “سوريا الكبرى هي مفتاح البيت الروسي”، ويبدو أن بوتين يصوغ سياساته في سوريا طبقاً لهذه المقولة.
في معارك أذربيجان كان يُفترض أن تدعم موسكو أرمينيا بسبب العلاقة الوطيدة والاتفاقات المشتركة، وكانت إيران داعمة لأرمينيا أيضاً في مواجهة أذربيجان الشيعيّة، ولكن المرتزقة السوريين الذين كان يرفعون شعاراً مذهبيّاً وهو الانتصار لأهل السنة، وكان هذا آخر شعاراتهم، تم استدراجهم ليسقط هذا الشعار أيضاً، وربما لا يعلم كثيرون أن المجلس الإسلامي السوريّ الذي صنعه الأتراك، استخدم في بياناته تعبير “الروافض” وأكد على الحالة المذهبيّة، انسجاماً مع توجهات الإخوان المسلمين الموالي لتركيا. وبذلك كانت مشاركة المرتزقة السوريين في أذربيجان مخالفةً عقائديّة، ولكنه جاء في سياق الولاء لولي النعمة.
الصراع في ناغورني كراباخ بين أذربيجان وأرمينيا مقاربٌ للأزمةِ السوريّةِ من حيثِ الأطرافِ ذات العلاقة، فهي نفسها (روسيا، تركيا، إيران، الولايات المتحدة، إسرائيل)، فيما خذلت موسكو حليفتها أرمينيا لتحقق مصلحة استراتيجية أبعد، لترسم بعداً جديداً لطبيعة العلاقات بين تلك الأطراف.
إخلاء وتعويض
رفضت أنقرة إخلاء نقاط المراقبة المحاصرة منذ عام في إدلب في اجتماع الخبراء العسكريين في 14/9/2020، ولكنها سرعان ما تراجعت عن موقفها، وبدأت إخلاءها اعتباراً من النقطة التاسعة وهي أكبرها الواقعة في مورك، في 20/10/2020، وانفرط العقد لتخلي باقي النقاط المحاصرة، وتعيد انتشار قواتها قريباً من مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” التي تتطلع إلى تعويمها وإسقاط توصيف الإرهاب عنها على حساب المجاميع القاعديّة المتشددة وفي مقدمها “حراس الدين”.
ولم يكن من قبيل الصدفة تزامن إخلاء تلك النقاط، مع عدوان تركيّ مع المرتزقة على بلدة عين عيسى، دون إذن باستخدام سلاح الطيران، وهو ما أفشل العدوان فلم يحقق أهدافه بالسيطرة على واحدة من أهم عقد المواصلات شمال وشرق سوريا، عدا استهداف رمزيّة بلدة عين عيسى. وليس صدفة أيضاً أن ترفع سقف انتقاداتها لواشنطن والإدارة الذاتيّة ليكون مقدمة عمل عسكريّ تقوم به أنقرة.
وبالمثل كان القصف المدفعيّ التركيّ على جغرافيا التهجير القسريّ لأهالي عفرين، رغم وجود نقطة المراقبة الروسيّة بالمنطقة ورفع العلم السوريّ في تلك الأنحاء، والسؤال لماذا لا تقوم موسكو بدور الضامن وفق مخرجات أستانه؟ وما سبب صمتها حيال القصف المتكرر الذي تسبب في 23/1/2021 بوقوع مجزرة في بلدة تل رفعت؟ في الواقع لا إجابة، إلا أن يكون ما يحدث ضمن إطار اتفاقٍ بين الطرفين. وبلغة أكثر تبسيطاً، إدلب هي جغرافيا المساومات بالنسبة لأنقرة، وما يجري هو شكلٌ من حربِ الطرق، ومحاولة لفتح الطريق إم 5 اعتباراً من الحدود التركيّة وحتى جنوب البلاد، والطريق إم 4 الذي يعتبر شريان الشمال، ويلتقي الطريقان في حلب.
المسألة الثانية تتعلق بسياسة الابتزاز التركيّة، فهي تهدد أوروبا بأنّ عملٍ عسكريّ في إدلب سينتج عنه مئات الملايين من اللاجئين الذين سيطرقون أبواب الاتحاد الأوروبيّ، ولكن ذلك لم يحدث مع احتلال عفرين أو تل أبيض/ كري سبي، وسري كانيه، أي أن أوروبا آمنة من عواقب العدوان على تلك المناطق! ولهذا يرتفع صوتها بذريعة إنسانيّة حيال إدلب رغم أنّ الإرهاب هو المستهدف، وهنا تلعب أنقرة لعبة الابتزاز لأوروبا من وقت لآخر وتهدد أوروبا بفتح قنوات الهجرة، ولذلك تركن دول أوروبا للصمتِ عندما تتعلق المسألة بالمدنيين العزل ورغم مشاهد التهجير الجماعيّة والانتهاكات التي يقوم بها مرتزقة الاحتلال.
استعداداً للمتغير القادم
أمريكيّاً، إذا كان ترامب قد قاد السياسة الأمريكيّة بعقلِ المقاولِ، وعقد صفقاتِ السلاحِ بمئات مليارات الدولارات، وكانت أهم إنجازاته صفقة القرنِ في 28/1/2020، وإطلاق قطار الربيع العربيّ، إلا أنّه أساء إلى الهيبةِ الأمريكيّة، وأجرى تفاهمات مع موسكو، حول المسألة السوريّة، ورضخ للابتزاز التركيّ، ولكن بالمقابل ثبت للعالم أنّ واشنطن تتخلى عن حلفائها، وهو ما تم تداوله منذ بداية الربيع العربيّ.
 ولذلك فقد تكون أهم مهام المرحلة القادمة أمام الرئيس الجديد جو بايدن استعادة الهيبة المفقودة، واتباع الحزم مع الدول الإقليميّة، وهذا لا يستدعي بالضرورةِ الدخولِ في صراع مسلّحٍ، بل على العكسِ تماماً، فيكون بالتوقف عن حرب الوكالة ووضع حدٍ للإرهاب العابر للحدودِ، لتنتهي أدوار الرعاة والممولين، وهو ما جعل تركيا ودولاً بالمنطقة تعيد حساباتها وتدوّر الزوايا لاستيعابِ المتغيرِ الأمريكيّ.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle