الجولان المحتل نبض سوريا

إعداد/ قاسم إبراهيم –

هضبة الجولان والتي تُعرف أيضاً بمرتفعات هضبة الجولان وهي المنطقة الواقعة في بلاد الشام، تقدر مساحتها الإجمالية 1860 كم2، تحظى بأهمية استراتيجية من الناحية العسكرية بالنظر إلى أنها هضبة مرتفعة عن الأرض وتطل على سوريا وفلسطين،  تعرف المنطقة كمنطقة جيولوجية وجغرافية وحيوية، وهي هضبة بازلتية يحدها نهر اليرموك في الجنوب، وبحر الجليل ووادي الحولة في الغرب وجبل حرمون في الشمال، ومنطقة وادي الرقاد في الشرق.

 منذ فترات سحيقة في التاريخ سكنت قبائل عربية منطقة الجولان، وأقامت فيها مراكز وإمارات، في الوقت الذي لم يكن لليهود أي مراكز نفوذ واستقرار في المنطقة، إلى أن قامت إسرائيل باحتلال المنطقة الغربية للجولان، وبدأ النزاع حول المنطقة، علماً إن تاريخ هذه المنطقة حافل بالنزاعات وقد شهدت حقبة من تاريخها معارك كبرى (اليرموك ـ حطين ـ عين جالوت).

توافد اليهود إلى المنطقة

 شجع الاحتلال اليهود على الاستقرار في الجولان حتى تجاوز عددهم 20 ألف مستوطن يقيمون في عشرات المستوطنات، احتل الجيش الإسرائيلي ثلثي مساحتها في حرب حزيران 1967م، وفي حرب تشرين التحررية عام 1973م تم إعادة جزء من منطقة الجولان (القنيطرة وبعض قراها) في إطار اتفاقية فك الاشتباك، وفي عام 1981م قرر الكنيست الإسرائيلي ضم الجزء المحتل من الجولان إلى إسرائيل في ظل مطالبة سوريا بإعادتها إليها وكذلك معارضة الأمم المتحدة.

لم يعترف المجتمع الدولي بالقرار الإسرائيلي ورفضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بقرار رقم 497 تاريخ 17 ديسمبر 1981م حيث أكد مجلس الأمن في قراره أن الاستيلاء على الأراضي بالقوة غير مقبول بموجب ميثاق الأمم المتحدة، واعتبر قرار إسرائيل ملغياً وباطلاً كما طالبها أن تلغي قرارها فوراً ولكن دون فرض عقوبات على إسرائيل.

 أهمية منطقة الجولان

تبلغ مساحة المنطقة التي ضمتها إسرائيل 1200 كم2 وهو مصدر ثلث مياه بحيرة طبرية التي تمثل مصدر المياه الأساسي لإسرائيل والأراضي الفلسطينية، ويتمتع الجولان بموقع استراتيجي هام فالمرتفعات تكشف الأراضي السورية وحتى محيط العاصمة دمشق كذلك تغطية الشمال الشرقي من فلسطين المحتلة كما أنها أقرب وأقصر طريق بين شمال فلسطين ودمشق، وأقامت إسرائيل في هذه المواقع المرتفعة محطات إنذار عسكرية لمراقبة تحركات الجيش السوري.

الموقف الأمريكي من احتلال الجولان

وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 25 آذار 2019م، أمراً تنفيذياً نص على اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل, يعتبر هذا الموقف تغييراً كبيراً في السياسة الأمريكية إزاء الصراع العربي– الإسرائيلي الذي قام منذ عام 1967م ، على أساس معادلة الأرض مقابل السلام التي نص عليها قرار مجلس الأمن 242 الصادر في تشرين الثاني 1967م، برفض الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة وقد أيدت الولايات المتحدة الأمريكية هذا القرار، والذي يضم ربط قرار إسرائيل عام 1981م، وضم الجولان المحتل في الوقت الذي كانت إسرائيل على استعداد للتفاوض مع سوريا على الجولان في إطار التوصل إلى سلام معها.

لقد حاولت إسرائيل إقناع الولايات المتحدة الأمريكية لقبول الاعتراف بضم الجولان ولكنها فشلت في الماضي، وعادت لتنجح في عهد ترامب حيث أصبح واضحاً الانحياز الأمريكي لإسرائيل على حساب الفلسطينيين والعرب وهذا يضعف موقف الدول العربية الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية وموقف القوى الديمقراطية في المنطقة.

الجولان السوري سيبقى سورياً وفي قلب سوريا، وهي أرض محتلة من قِبل إسرائيل وقد أكدت القمة العربية في تونس قبل أيام رفض المساس بالسيادة السورية على الجولان.