سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الثروة الحيوانية في إقليم الجزيرة حمايتها وطرق النهوض بها

قامشلو/ علي خضير – أوضح الرئيس المشترك لمديرية الثروة الحيوانية في إقليم الجزيرة، إلى أنهم بصدد تطبيق مشاريع للاهتمام أكثر بالثروة الحيوانية والحفاظ عليها من الندرة، كما بين بأنها من المشاكل، التي يعاني منها مربو الثروة الحيوانية في المنطقة.

فتعدُّ الثروة الحيوانية عصباً رئيسياً لاقتصاد مناطق شمال وشرق سوريا، لكونها الاعتماد الرئيسي لسبل العيش لدى أغلب أبناء المنطقة، لإنتاجاتها المختلفة من مواد غذائية رئيسية، ودخولها في أغلب صناعات المواد الغذائية أيضاً، ولكن في السنوات الأخيرة الماضية، شهدت الثروة الحيوانية تراجعاً، بسبب ما طرأ على المناخ من قلة الأمطار، ما أثَّر سلباً على مربي الثروة الحيوانية، وأنتج عنه صعوبات كبيرة في تأمين الأعلاف.

وبخصوص واقع الثروة الحيوانية في إقليم الجزيرة صرح الرئيس المشترك لمديرية الثروة الحيوانية في إقليم الجزيرة “محمد كاظم حسين” لصحيفتنا بأن واقع الثروة الحيوانية في العام الحالي، طرأ عليها اهتمام وتغييرات من قبل مؤسسة الثروة الحيوانية، حفاظاً عليها من الانقراض، واستهلّ حديثه مشيراً: “شُوهِدَ في هذا العام تحسنٌ كبيرٌ بالنسبة للثروة الحيوانية من حيث كثرة المراعي وتوفير الأعلاف مقارنةً مع العامين الماضيين، حيث عانت المنطقة من الجفاف نوعاً ما، وعانى مربو الثروة الحيوانية نقص مادة العلف ونقص المراعي، أما بالنسبة لهذه السنة كان هناك تنوع ملحوظ في توفير العلف، من مادة التبن أو الشعير أو النخالة، أو حتى بذور القطن، والمشاريع التكثيفية من بذور دوار الشمس أو الذرة الصفراء أو فول الصويا، حيث شجعنا هذه السنة مربي الثروة الحيوانية أو المزارعين بزراعة المحاصيل العلفية، مثل (البرسيم، الفصّة والذرة الصفراء)، فيما يخدم الثروة الحيوانية”.

آلية الدورة العلفية المطبقة

كما بين حسين، أنَّه كان هناك تقصير في توزيع الأعلاف، وكانت تقتصر على صنفين فقط من العلف، بسبب ندرة مقومات الأعلاف نتيجة قلة الأمطار في الأعوام السابقة، بقوله: “كافة مراكز التوزيع كانت تقدِّم مادة (النخالة) فقط، بالإضافة إلى بذرة القطن لمربي الثروة الحيوانية، ومن المفترض أن نقوم بتوزيع المادة العلفية كل شهرين، بتوزيع عشرة كغ للحيوانات الصغيرة و50 كغ للحيوانات الكبيرة، ولكن بسبب نقص مادة العلف وصعوبة تأمينه وحالة الجفاف في المنطقة، لم يتسنَ لنا أن نقدم أكثر من دورة أو دورتين للأغنام والأبقار”.

في حين كانت هناك حالات نادرة استوجبت توزيع دفعات استثنائية من العلف لها، مثل الخيول الأصيلة أو الجواميس، تم توزيع ثلاث دفعات للخيول وثلاث دفعات للجواميس، كونها ثروة وطنية وجب دعمها تجنباً لانقراضها.

أما بالنسبة للحيوانات الصغيرة في مقاطعة قامشلو والتي تضم نواحي “عامودا، وتل حميس، وتل كوجر، وتل براك، وديرك”، أشار حسين، أنَّهم قاموا بتوزيع دفعة ثانية من العلف لها، في حين قاموا بتوقيف توزيع العلف في مقاطعة قامشلو، ليتم توزيعه في مدينة الحسكة لزيادة عدد الأغنام فيها، واستشهد ذلك بقوله: “كان يبلغ عدد الأغنام في مقاطعة قامشلو ما يقارب 1400 رأس من الأغنام، أما في مقاطعة الحسكة قد تجاوز عدد الأغنام الثلاثة ملايين ونصف المليون، ولم يكن هناك القدرة الكافية لتغطية احتياجاتها من الأعلاف، قمنا حينها بإيقاف توزيع العلف في مقاطعة قامشلو وتوزيعها في الحسكة لسد حاجة الثروة الحيوانية هناك”.

الخطط والمشاريع القادمة

بالنسبة للمشاريع التي هم بصدد القيام بها لعام 2023، بين حسين: “المشاريع التي نعمل عليها في الوقت الحالي هو تشجيع كل ما تحتاجه الثروة الحيوانية، من زيادة عدد المداجن، وتأمين كميات كافية من الصيصان والعلف بسعر مدعوم، وتأمين مادة المحروقات، بالإضافة لإدخال مادة علفية جديدة في كافة مراكز الأعلاف، وألّا يكون محصوراً بمادة النخالة فقط، حيث من المقرّر تأمين مادة الشعير، أو بذور القطن، أو الذرة الصفراء وإدخالها ضمن المادة العلفية، وسنقوم بتوزيعها في كل دورة علفية لمربي الثروة الحيوانية”.

قلة في أعداد الثروة الحيوانية 30% عن الأعوام الماضية

فيما كشف حسين: “نحن بصدد إحصاء جديد في نهاية شهر تشرين الأول أو بداية شهر تشرين الثاني من العام الحالي، حيث ستكون أغلب الثروة في حالة ركود أو مبيت، وكان من المقرر أن نجري إحصاءً في كانون الأول من العام الفائت، ولكن تم تأجيله لإشعار آخر للضرورات الأمنية”.

مبيناً: “كانت أعداد الثروة الحيوانية في عام 2021 بحسب آخر إحصاء قمنا به، فقد تجاوز عدد الأغنام أربعة ملايين ونصف المليون، والماعز أربعمائة ألف والجمال سبعة آلاف، أما الأبقار أربعة وخمسين ألفاً، هناك تناقص لأعداد الثروة الحيوانية سنبينه خلال الإحصاء القادم، مقارنةً بالإحصاء السابق بنسبة 25-30 %، بسبب الجفاف وقلة المراعي التي شهدناها في المنطقة في العام الماضي”.

وأضاف: “بالنسبة للإحصاء الذي سنقوم به، سيكون قريباً جداً من الواقع، وستشرف عليه كافة لجان الثروة الحيوانية، بالإضافة إلى اتّحاد الفلاحين ولجان الاقتصاد، بحيث نقدم برنامجاً جيداً للإحصاء القادم”.

الصعوبات

أوضح حسين، أنَّه يعاني أغلب مربي الثروة الحيوانية وبالأخص مربي الدواجن من تأمين مادة العلف وتأمين الصيصان، حيث يقومون بشرائها بالدولار الأمريكي، ما يؤدي إلى ارتفاع سعر الفروج المحلي، بالإضافة إلى إدخال الفروج والصيصان من الداخل، وتكسير السوق المحلي في إقليم الجزيرة أو في شمال وشرق سوريا، والذي يعكس سلباً على مربي الدواجن.

ونوَّه: “نواجه أيضاً قلة في تأمين مادة المحروقات، حيث يتقاضى مربو الدواجن أقل من مستحقاتهم وحاجاتهم، لذلك قمنا بعقد عدة اجتماعات في إقليم الجزيرة، ونحن الآن بصدد تنسيق جديد وآلية جديدة ليقتضي كل مربي الدواجن مخصصاتهم من مادة المحروقات”.

تعمل مؤسسة الثروة الحيوانية في إقليم الجزيرة في العام الحالي على الاهتمام أكثر بالثروة الحيوانية وتحسين تربية المواشي والحفاظ على زيادة أعدادها، وتوفير المقومات التي تساعدها في تأمين مستلزمات هذه الثروة من قبل المزارعين، بالإضافة لدعمهم الاقتصادي لتوفير المراعي والأعلاف، من أجل تفادي المشاكل التي حلت بالثروة الحيوانية في الأعوام الفائتة، بسبب الجفاف الذي حصل بالمنطقة وضعف الموسم الصيفي وندرة الأعلاف.