التَّسول ظاهرة سلبيةٌ تَتَفاقم.. الأسباب والحلول

عين عيسى/ حسام إسماعيل –

تعد ظاهرة التسول من إحدى الظواهر السلبية في العالم، حيث تفاقمت خلال السنوات الماضية، وأصبحت خطراً على المجتمعات، فما العوامل التي تدفع للتسول وهل من حلول؟

ينتشر المتسولون في كل الأماكن العامة، والتي غالباً ما تكون مزدحمة، فيما أصبح المتسول يعتبرها مهنة لجني المال عوضاً عن العمل، فيما يدفع بعض الأهالي أبناءهم إلى التسول عوضاً عن الدراسة وإكمال تعليمهم أو ممارسة مهنة يعتمدون فيها على ذواتهم.

وتكون هذه الظاهرة عادة متوارثة عند هؤلاء المتسولين تنتقل من جيل إلى آخر يُعتبرون من ضمن فئة أطفال الشوارع، وسنذكر بعض من الأسباب التي أدت إلى تفشي هذه الظاهرة.

عوامل تدفع للتسول

تسند هذه الظاهرة إلى عدة أسباب، أبرزها الوضع الاقتصادي، وخاصة مع ترديه في ظل الحروب وتبعاتها، إلى جانب عدم قدرة الوالدين أو الأسرة على تأمين احتياجات الأسرة، مما يدفع بعض الأهل لترك أبنائهم يتسولون لسد احتياجاتهم بأنفسهم.

إلى جانب هذه الأوضاع هنالك أسباب نفسية، حيث أنه وبسبب شعور الفرد بالحرمان وحاجته للمال ورغبته في الحصول عليه دون كد أو مجهود، يلجأ البعض من الناس للتسول لما تدر عليهم من أموال بسبب تعاطف الناس معهم، إضافة إلى شعور الفرد باليأس، والإحباط، والفشل، والعزلة، والإهانة.

الأسرة… قد تدفعهم للتسول

فيما تؤدي الأسباب التربوية كعدم رقابة الآباء للأبناء، وسوء التربية، إلى تفشي هذه الظاهرة، بالإضافة إلى انتشار الأمية بين المتسولين، وحرمان الأفراد من التعليم، أو هروبهم وتسربهم من المدارس، وهي واحدة من الأسباب الهامة لحدوث ظاهرة التسول، ومن أهمها التفكك الأسري وحالات الطلاق التي تؤدي إلى فقدان رب الأسرة الذي يرعاهم ويعيلهم، فيتشرد الأطفال، مما يدفع الأطفال إلى التسول لعدم مقدرتهم على العمل في مهنة شريفة.

ومن الأسباب الهامة أيضاً غياب التكافل بين أبناء المجتمع، وقلة عدد مكاتب مكافحة التسول، إضافة إلى ضعف الرقابة الاجتماعية، فإذا فقد المتسولون الوازع الديني والفكري التوعوي، فإنهم يقعون في التسول، وتعاطي المخدرات والإدمان عليها،

العلاج يكمن بالتوعية

ومن خلال استعرض الأسباب المؤدية لهذه الظاهرة السلبية يجب إيجاد حلول من شأنها القضاء على هذه الظاهرة، وتشجيع اندماج هذه الظاهرة التي بدأت تتوسع في مجتمعاتنا بشكل خطر، فيجب علينا تشجيع الأفراد على العمل والكسب عوضاً عن التفكير بالتسول، وتحسين الأوضاع الاقتصادية للأفراد، وكفالة الأيتام ورعايتهم، وهنا يأتي دور الأقارب في رعاية أقربائهم اليتامى وزيارتهم، وتأمين احتياجاتهم، بالإضافة إلى دور الجمعيات الخيرية.

 كما يجب التنويه إلى أهمية افتتاح مكاتب لمكافحة ظاهرة التسول، والتوعية بمخاطره، وأثره السلبي في المجتمع والأفراد عبر الندوات والمحاضرات، والبرامج، وتوعية الوالدين في الأسرة على عدم تشجيع أطفالهم على التسول، وضبط الميزان الاقتصادي في توزيع الإرث على اليتامى من الأقارب وعدم تركهم، وترك الأيتام هكذا من دون تبني فيكونون عرضة للاستغلال والانجرار إلى هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر السلبية الأخرى التي تفتك بالمجتمعات، وأخيراً ضرورة سن القوانين التي تعاقب من يمتهنونه.