التنويم المغناطيسي بوابة للعقل الباطن

هوزان سربست –

تعريف

حالة طبيعيّة للاسترخاء الذهنيّ والجسميّ؛ تفصل الشخص عن الواقع بشكلٍ جزئيّ رغم سماعه لما يحدث حوله، إلّا أنّه يدخل في حالة ذهنيّة عالية التركيز يتواصل فيها العقلان الواعي والباطن مع بعضهما؛ (العقل الباطن هو مجموع كلّ ما لا تعيه بينما تركّز على حياتك اليومية)، وفي التنويم المغناطيسيّ ينهار الجدار الفاصل بينهما فيصبح الشخص أكثر طواعيةً، فيتقبّل اقتراحات المعالج. لكنْ بعض الأشخاص قد لا يتأثرون بتاتاً؛ لعدم امتلاكهم الرغبة الكافية لجعله فعّالاً، أو رفضهم للفكرة أساساً. وقد استخدم الفراعنة علم الإيحاء والعلاج المغناطيسيّ بمعابد النوم المختصة بهم، ووفقاً لعلم الأعصاب فإنّ الوظيفة اللاواعية تسبق الإدراك الواعي، ما يعني أنّ معظم القضايا كالافتقار إلى التأمّل، والتأجيل، والتردّد، وتضارب الأولويات، والارتباك، وبرود الهمة والقلق؛ نتائجٌ لتفاعلات تلقائيّة (لاواعية) تحدث قبل الإدراك الواعي.

تجربة

لمعرفة مدى فاعليّة التنويّم المغناطيسيّ بتخفيف الألم وُضعت يدُ أحد المتطوعين في الماء المُثلّج لمراقبة ردّة فعله، فكانتْ النتيجة بأنّه لم يُخرج يده إلا بعد عدّة دقائق؛ الإنسان غير المنوّم مغناطيسيّاً لا يستطيع أنْ يُبقيَ يده في الماء المُثلّج لمدّةٍ تتجاوز عدّة ثوانٍ!

الموجات الكهربائية الدماغيّة

وهي موجاتٌ يبثّها المخّ؛ تُحدّد درجة اليقظة التي نكون عليها وهي:
بيتا(14 موجة/ثانية): وهي حالة اليقظة الكاملة. ألفا (8 موجة/ثانية): وهي حالة ما قبل النوم أو حالة أحلام اليقظة، ويكون الشخص واعياً تماماً ولكنْ في حالة استرخاء شديدة.
ثيتا ودلتا (أمواج بطيئة وقليلة): وهي حالة النوم الكامل. حيث يتطلّب التنويم المغناطيسيّ الوصول إلى حالة ألفا بإرادتنا وفي الوقت الذي نرغبه، وذلك يتم من خلال زيادة تركيز العين على شيء مُعيَّن في مكانٍ عالٍ عن مستوى النظر ودون إغلاق الجفون أو عن طريق عدّ الأرقام عكسياً مع ترك فارق 3 أيّ (100-97-94…) وتتميّز حالة ألفا بأنها أعلى مرحلة يتواصل فيها العقل الباطن والواعي. يكون العقل الباطن حاضراً فيحتفظ بنواتج التفكير في الأوامر الّتي أرسلها له المعالج وبالتالي يتمّ رفد العقل الباطن بالعديد من الأفكار الإيجابيّة والّتي تحقق الغاية العلاجية من التنويم.

فوائده

كان أحد وسائل التخدير لإجراء العمليّات الجراحيّة، للتخلص من إدمان المُخدّرات، علاج الصداع وآلام الأعصاب والأرق، وسيلة فعّالة للتعامل مع التوتّر والقلق، السيطرة على الألم المترافق مع الأمراض المزمنة (كالتقليل من الآلام المُتعلّقة بالسرطان)، علاج الحزن الشديد، الاكتئاب. يساعد على الإقلاع عن التدخين وفقدان الوزن، ويُستخدم لمعالجة حالات الفوبيا المَرَضيّة، وللتخلص من العادات السيّئة كالسرقة أو المشي أثناء النوم، ولعلاج الإفراط في تناول الطعام، حبسة الكلام، والتبوّل اللاإرادي، التنويم المغناطيسيّ يُحسّن ذاكرة الإنسان قليلاً، ويُعتبر طريقة لتصل بها إلى طاقاتك الكامنة الإبداعيّة.

الآثار الجانبية لجلسات التنويم

نادرة الحدوث ومنها: اصطناع ذكريات كاذبة لعدم شعور المريض بالارتياح، عدم القدرة على التركيز وضيق في التنفّس، الصُداع، النُعاس والدُوّار، القلق أو الضيق.

مخاطر التنويم المغناطيسيّ

تخريب بعض الذكريات المُخزّنة مُسبقاً أو زرع بعض الذكريات الكاذبة في عقل المريض، ويجب عدم استخدام التنويم المغناطيسيّ في حالات الذهان الداخليّ، والتي تنشأ عن مرض الهوس أو حالة اكتئاب شديدة أو انفصام في الشخصيّة. عدم تنويم الأشخاص الّذين تعرّضوا للتعذيب العنيف، وعدم نبش الأحداث السيّئة في ذاكرتهم، فقد تسبّب انتكاس وتدهور في حالتهم العقليّة والنفسيّة، عدم استخدام التنويم بهدف تعليميّ للأطفال، لأنّه قد يُحدثْ نتيجةً عكسيّةً في شخصيّة الأطفال ونموّهم. ينتج عن التنويم مشاكل نفسيّة للشخص إذا ما اُنتزعتْ بيانات وأحداث حياتيّة منه دون رغبته بالكشف عنها، فعندما يعود للوعي قد يتعرّض لحالة انهيار عصبي. قد لا يكون التنويم المغناطيسيّ مناسباً للأشخاص المصابين بمرض نفسيّ أو عقليّ شديد، ولا يُمكن استخدامه في علاج أصحاب الشخصيّات الوسواسيّة وأصحاب الشخصيّات الشكّاكة؛ وذلك لانعدام ثقتهم في الأشخاص من حولهم، بمن فيهم المُعالِج.