التنسيق بين المنزل والملعب والعمل … مقاومة من نوع آخر

“تقرير/ جوان روناهي ” –

روناهي / قامشلو ـ ليست المقاومة هي في السجون أو في الحرب أثناء المعركة فقط، بل لدينا مقاومة من نوع آخر لسيدة تمارس لعبة كرة القدم وتعمل مهندسة، وتقوم بواجبها تجاه المنزل، وسط مجتمع مازال متعلقاً بالكثير من العادات والتقاليد البالية ومنها إنه لا يجوز للمرأة لعب كرة القدم.

نسرين عمر من تربه سبيه وتسكن حالياً في مدينة قامشلو، متزوجة منذ أربعة سنوات ولديها طفلة عمرها سنة، تمارس هوايته في لعبة كرة القدم، وانتسبت إلى نادي الأسايش المشارك بدوري أندية إقليم الجزيرة لسيدات كرة القدم، وتعمل بنفس الوقت كمهندسة ضمن دوائر الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة، وتقوم بواجبها تجاه طفلته وبيتها، كل ذلك يوحي بأنها امرأة تمتلك عزيمة وإرادة قوية، وبنفس الوقت الذكاء والانتظام لقدرتها على التنسيق بين العمل والمنزل والرياضة.

الانتصار على البيئة المحيطة التي تقف أمامك هاجساً لممارستك هوايتك أمرٌ ليس بالسهل في الكثير من المجتمعات في الشرق الأوسط، ولكن هنا في إقليم الجزيرة وبفضل ثورة روج آفا اكتسبت النساء روح المقاومة والتغلب على المعوقات ولنجد الكثير منهن ينجحن في أغلب المجالات المختلفة.

نسرين اليوم بممارسة لعبة كرة القدم والانضمام للتمارين والمباريات في دوري إقليم الجزيرة لسيدات كرة القدم، وممارسة عملها، والقيام بواجبات بيتها وتقديم الرعاية لطفلتها تعطينا نموذجاً للمرأة الناجحة والطموحة والمقاومة في روج آفا، فهي مقاومة من نوع آخر وسط عادات وتقاليد مجتمعية تبيح الكثير للرجال وتمنعها للنساء.

ولقاء لصحيفتنا روناهي معها، قالت نسرين عمر والبالغة من العمر 29 عاماً وأم لطفلة عمرها سنة: “ليس من السهل اقناع من حولك بـأفكارك وخاصةً كامرأة متزوجة ولديها طفلة وتلعب كرة القدم ولكني تجاوزت كافة المعوقات بقدرتي على أقناع أهلي وأهل زوجي بحبي للعبة كرة القدم”.

وأضافت: “نجاحك في ترتيب وتنظيم وقتك وتقسيمه بحسب واجباتك المنزلية وواجبك تجاه العمل وممارسة هوايتك الرياضية، وعدم إهمال جانب على حساب الآخر، يمنحك تخطي كافة العقبات التي تواجهك من أي شخص كان”.

وأشارت نسرين: “لا يجب التردد في داخلك تجاه ممارستك هوايتك الرياضية لأن عدم ثقتك بنفسك وبقراراتك لن يمنحك القوة في إقناع الآخرين بأفكارك، ولا تنسى بالإرادة والتصميم أنت قادر على التغلب على كافة المعوقات”.