التمييز والعنصرية الإعلامية ضد المرأة الرياضية عالمياً

تقرير/ جوان محمد –

روناهي/ قامشلو ـ يتراء للكثيرين بأن الدول الغربية وأمريكا هي بلدان تتمتع بالمساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء. ولكن؛ من يدقق بتمعن وعقلانية في هذه الدول؛ سوف يلاحظ زيف هذا الكلام، وأنه في أكثر المجالات هو غير مطبق، والاهتمام الإعلامي بالرجل في الرياضة دليل واضح على هذا الأمر، وبخاصةً مع تهميش الكثير من المواهب النسائية الرياضية وبخس إنجازاتها.

تتغنى الدول الغربية وأمريكا بالكثير من الشعارات بخصوص حرية المرأة والمساواة والاهتمام بها. ولكن؛ على صعيد الواقع هو مجرد كلام وفي المجال الرياضي بالفعل القضية شعارات فقط.

لفت نظري قبل أيام خبر اختارت فيه مجلة “كيكر” الألمانية المتخصصة في شؤون كرة القدم، روبرت ليفاندوفسكي، مهاجم بايرن ميونخ، للقب لاعب العام 2020؛ بحسب استفتاء للصحفيين الرياضيين في ألمانيا.

إن الخبر طويل عن هذا اللاعب بينما تم التحدث عن أفضل لاعبة في ألمانيا بسطر واحد!! وكان على الشكل التالي:

كما فازت الدنماركية بيرنيل هاردر، لاعبة فولفسبورغ، بجائزة أفضل لاعبة في العام.

بخس حق اللاعبة إعلامياً دليل واضح على التمييز والعنصرية والذهنية السلطوية ضد المرأة في الغرب ولا نخفيكم بأن وضع المرأة رياضياً لدينا أيضاً ليس بخير، غير الصعيد الإعلامي، بل من ناحية الدعم المقدم من النواحي كافة، وبالرغم من الإنجازات التي تحققها المرأة الرياضية لدينا ووصولها للنجومية عالمياً في لعبة التايكواندو، وعلى صعيد سوريا في لعبة كرة القدم، إلا أن المنظمات النسائية والكثير من الهيئات واللجان المختصة بشؤون المرأة لا زالت تعيش حالة مرحلة الشعارات فقط، ولا تقدم أي دعم مادي أو معنوي حقيقي.

 وفي الجانب الإعلامي القضية ليست مديح أو مبالغة. ولكن؛ صحيفة روناهي هي أكثر وسيلة إعلامية تطالب بإنصاف المرأة الرياضية من الجوانب كافة، كما كرمت صحيفة روناهي عدة مرات لتسليطها الأضواء بشكلٍ دائم على رياضة المرأة والمطالبة الدائمة بدعمها من قبل الجهات المعنية والمنظمات النسائية، الوسائل الأخرى تهتم برياضة المرأة ولكن ليس كما يجب وأغلب الأحيان القضية هي نقل البطولات الخاصة بالمرأة كخبر روتيني فقط.

حتى في أمريكا غير الإعلام قضية أجور لاعبات المنتخب الأمريكي كانت من أهم القضايا التي لم تنصف المرأة هناك، حيث خسرت سيدات المنتخب الأمريكي، بطل العالم أربع مرات آخرها في النسختين الأخيرتين، معركة المساوة في الرواتب مع نظرائهن لدى الرجال وذلك عندما رفض قاض فدرالي في 1 أيار 2020 دعواهن ضد الاتحاد المحلي للعبة بهذا الشأن.

وتطالب لاعبات المنتخب الأمريكي اللواتي يسيطرن على كرة القدم العالمية بتتويجهن باللقب العالمي أربع مرات أعوام 1991 و1999 و2015 و2019، بمتأخرات في الرواتب بقيمة 66 مليون دولار بموجب قانون المساواة في المكافآت.

وحددت اللاعبات هذا المبلغ على أساس الفوارق بين المكافآت التي وزعها الاتحاد الدولي الـ (فيفا) خلال كأس العالم للرجال والسيدات.

في عام 2014، حصل منتخب الألمان للرجال على 35 مليون دولار لتتويجهم في مونديال البرازيل، بينما حصل منتخب الفرنسيون للرجال على 38 مليون دولار بعد تتويجهم بالمونديال الروسي في عام 2018.

في المقابل حصل المنتخب الأمريكي للسيدات على ست ملايين دولار لفوزه ببطولتي العالم 2015 و2019، أي 12 مرة أقل مما حصل عليه الرجال.

إن هذه الفروقات كلها في العالم الغربي والأمريكي دليل واضح على التمييز والعنصرية ضد المرأة بشكلٍ عام، وخاصةً في المجال الإعلامي، والمرأة الرياضية مهمشة مقارنة بالاهتمام بالرجل الرياضي، وهي حقائق واضحة للعيان.

 وتبقى المرأة مجرد سلعة لدى تلك الدول التي تتغنى بالمساواة بحقوقها، وهنا لا نوجه الأنظار عن وضع المرأة بشكلٍ عام والرياضة بشكلٍ خاص لا أبداً فدائماً عبر تقارير لصحيفتنا “روناهي”؛ نوضح بأن المرأة الرياضية مهمشة ولا تنال حقها في الدعم لا المادي ولا المعنوي، ونناشدهم مجدداً لترجمة الشعارات على أرض الواقع بخصوص المرأة من قبل الجهات المعنية واللجان والمنظمات النسائية.