سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

التمسك بالحياة والأمل عنوان المشهد الثقافي بكركي لكي

تقرير/ غاندي إسكندر  

روناهي/ كركي لكي: الصمود والمقاومة من شيمِ وطِباعِ مناطق شمال وشرق سوريا، فعلى الرغم من كل المِحن والظروف التي مرّت على المنطقة لم تتوقف سيرورة الحياة بل استمرت وبكل ونواحيها، فكان عنوان المشهد الثقافي في كركي لكي كما في عموم شمال شرق سوريا لهذا العام الأمل والمقاومة.
الشعوب الأصيلة ذات الجذور العريقة، والحضارات الباسقة عصية على أعتى قوة  مهما امتلكت من أدوات القمع أن تنال من ثباتها على أرضها، فرغم المحن، والآلام والإمكانيات المتواضعة، ورغم الصخب الهائل من الأحداث السياسية والمستجدات العسكرية، والمآسي التي خلفتها فيضانات الربيع، وحرائق الصيف، وتكالب الإرهاب على مدننا إلا أن التمسك بالحياة والأمل رغم البلايا والمحن ستبقى سمة شعوب ميزوبوتاميا، فعندما لا تتوقف عجلة الحياة الثقافية عن الدوران، وتأبى التوقف نزولاً عند إرادة المتربصين من أعداء عشاق الحرية حين ذاك يكتب للشعوب الأصيلة الخلود، فثقافة الشعوب التي تتجلى بممارسة  طقوس الحياة اليومية، هي عنوان لشعوب شمال وشرق سوريا، ففي مدينة تعد من أصغر مدن روج آفا وشمال شرق سوريا كمدينة كركي لكي، المشهد الثقافي فيها دائم النبض ترفض أفول العام؛ إلا بعد أن يملأ التاريخ صفحاته بمختلف أنواع الفعاليات الثقافية.
مركز آرام ديكران صرح ينبض بالثقافة المجتمعية:
 لعل أهم صرح ثقافي تتباهى به كركي لكي هو مركز آرام ديكران للثقافة والفن، ففي هذا المكان الذي يعيش في ظل نعمة الحرية التي لا تخضع لقيود، أو موانع إقصائية لأي إنسان مهما كان شكله، أو لونه، أو لغته خلف ورائه مع قرب انتهاء العام، العديد من الفعاليات الثقافية الهامة من شعر، ومسرح ومهرجانات ثقافية متنوعة ساهمت في عملية إنعاش ثقافية شاملة لكل شعوب المنطقة، فالفرق الموسيقية والغنائية كفرقة ألنيا الخاصة بالمرأة الشابة، وفرقة سرهلدان، وفرقة الشهيد سرحد للموسيقا، وهي فرقة خاصة بالأطفال، هذه الفرق الغنائية، والموسيقية أحيت العديد من الحفلات في ريف كركي لكي وساهمت في إضفاء جو الفرح بين صفوف قوات سوريا الديمقراطية، كما شاركت بأغانيها في دعم صمود أهالي سري كانيه تحت خيم الاعتصام التي نُصبت قبل غزو الاحتلال التركي للمدينة، كما استقبل المركز فعاليات مهرجان الدبكة الرابع حيث تحولت صالة المسرح إلى موزاييك متنوع من الدبكات الشعبية التراثية لمختلف شعوب المنطقة كما استقبلت صالة المركز مهرجان فن الطفل الخامس على مستوى إقليم الجزيرة، وكان المهرجان بمثابة ملتقى طفولي عكس جمالية الحياة البريئة التي يعيشها الأطفال في زمن الحرب، وعلى صعيد تقديم العروض المسرحية شاركت فرقة الشهيد هيفي للمسرح بمهرجان المسرح، ونالت إعجاب جميع الحاضرين من خلال النجاح الباهر لمسرحية (كُري- الأجرب) كما تم تسجيل مسرحية خاصة بالأطفال للتلفزيون تحت عنوان (الأسد والفأر)، وحفلت سنة 2019م، بإقامة عدد من المعارض الفنية كمعرض شوبدارن روجيه للتصوير الضوئي، ومعرض خاص للفنون التشكيلية للفنان محمد غناش والأطفال المتدربين، ويعد المركز مجمع للدورات الخاصة بالمسرح، وتعليم العزف، والإيقاع، والرقص الفلكلوري، والرسم على طول العام ولوجود صالة كبيرة للمركز تستوعب 600 شخص أقيمت العديد من المؤتمرات والكونفرانسات المختلفة على صعيد شمال وشرق سوريا عامة وإقليم الجزيرة بشكل خاص.
  دورٌ بارز لاتحاد المثقفين في إغناء الحياة الثقافية:
ولا ينحصر المشهد الثقافي في كركي لكي على مركز آرام ديكران فقط، فاتحاد المثقفين في كركي له دور بارز أيضاً في نشر الثقافة المجتمعية في المنطقة من خلال إقامته لمحاضرات دورية في مقره كل خمسة عشر يوماً إضافة إلى العديد من الأمسيات الشعرية، باللغتين العربية، والكردية والمشاركة الفعالة في إحياء جميع المناسبات الوطنية كإحياء ذكرى انتفاضة قامشلو في قرية سرمساخ، وإحياء ذكرى يوم الصحافة الكردية، وذكرى محرقة سينما عامودا، ولمساندة ودعم صمود أهلنا في عفرين المغتصبة أقام الاتحاد معرض للتصوير الضوئي لعدد من الفنانين من أبناء عفرين، وشارك في الفعالية قافلة الزيتون حيث زرع أعضاؤه أشتال الزيتون من ديرك إلى عين ديوار، وكانت للكاتب برادوست ميتاني بصمة واضحة في معرض هركول للكتاب من خلال مشاركته بعدد من مؤلفاته في التاريخ واللغة كما قام الاتحاد بحملة تجميل المدينة من خلال رسم لوحات فنية على جدران المرافق العامة رسمها الفنان التشكيلي محمد غناش.