سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

التدريب وسيلة لتوعية النساء بتاريخهن وحقوقهن

تعمل الأكاديميات الخاصة بالمرأة على افتتاح دورات تدريبية من أجل تعريف النساء بتاريخهن ورفع مستوى وعيهن؛ لأنهن الركيزة الأساسية في بناء المجتمعات.
يعد التدريب وسيلة للوصول لمجتمع ديمقراطي حر ولإعادة تاريخ وحقيقة المرأة، والمجتمع كما تساهم الأكاديميات الخاصة بالنساء بافتتاح دورات توعوية لتغيير واقع المرأة والمجتمع.
ويعدُّ التدريب من أهم مقومات حماية الشعوب والمرأة، ويعد عاملاً أساسياً في القيادة، وتحسين بيئة المجتمع للوصول لمجتمع ديمقراطي يسوده العدل والمساواة، كما يمنح الإنسان التعرف على ذاته، ويساهم في تطوير المجتمع، ونهضة الأمم وازدهارها.
تقول الإدارية في أكاديمية “آدار هارون” الخاصة بتجمع نساء زنوبيا على مستوى المناطق المحررة ليلى محمد: إن “الدورة التدريبية التوعوية، التي قمنا بافتتاحها ستستمر عشرين يوماً، وتضم 22 امرأة من المناطق المحررة، تتعلم النساء فيها مصطلحات تاريخ المرأة وأسلوب الخطاب، لذلك هناك إقبال وتفاعل من المنضمّات للتدريب”.
ولفتت إلى أن عددا كبيرا من النساء انضمت إلى الدورة التوعوية، وكان لديهن دافع التعرف على ذاتهن، وتاريخهن، خاصةً بعد الأزمة السورية، التي تركت أثراً كبيراً عليهن، وجعلتهن يبتعدن عن حقيقة جوهرهن، “من خلال التدريب تحاول النساء إعادة تاريخهنَّ والتعرف عليه، لأنه الوسيلة الأهم لتوجيه المجتمعات وتحريرها من الاستعباد”.
وعن أهمية التدريب، والذي ركز عليه أغلب الفلاسفة والعلماء، ومن بينهم القائد عبد الله أوجلان، وبذلك بينت ليلى محمد: إن “التدريب كالماء والأوكسجين والهواء لا يمكن العيش بدونه، ولا يمكن التخلي عنه، لأنه بالتدريب نعيد حقيقة المجتمعات والتاريخ”.
وحول دور التدريب في رفع الوعي لدى المجتمعات والمرأة أضافت: “إن التدريب ساهم في رفع الوعي لدى النساء وغير حياتهنَّ، فالنساء اللواتي انضممن للتدريب سيقمن بتوعية النساء في المحيط الذي يعشن فيه، لأنه إذا علمت امرأة فإنك تعلم مجتمعاً كاملاً، ولأن المرأة بطبعها معطاءة تعطي كل ما تتعلمه”.
عاشت المرأة سنوات طويلة من التهميش لسيطرة الذهنية الذكورية، التي حددت دورها في المنزل وفي بعض المجالات فقط، بينما اليوم وللوعي، الذي وصلت إليه المرأة نراها تتواجد في أماكن صنع القرار، وباتت الرئيسة المشتركة، فتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية ساهم في تغيير واقع النساء.
وعن الخطط القادمة لتطوير آلية التدريب أكدت ليلى محمد، أنهم يقومون بإعطاء محاضرات عن الحياة، والشخصيات المناضلة: “نسعى لتطوير هذه الآلية لإيصال الصورة الصحيحة للمتدربات، لذلك على النساء تدريب أنفسهنَّ، وسنحاول خلال الأيام القادمة الوصول إلى النساء كافة للانضمام إلى التدريبات”.
المرأة المحررة تستطيع تحرير مجتمع بأسره
 بدورها بينت المتدربة هيفي محمد عبد القادر من مقاطعة منبج: “إن انضمامي للتدريب كان بهدف تغيير واقع المرأة، فمهما قلنا إن المرأة باتت محررة، لكنها لا تزال تعاني من ضغوطات المجتمع والذهنية الذكورية”، مشيرةً إلى أنها تلقت العديد من الدروس المتعلقة بتاريخ المرأة، “أدركنا خلال التدريبات حقيقة واقع المرأة في المجتمع الطبيعي، والاكتشافات، والإنجازات، التي حققتها، كما أن التدريب ضم العديد من النساء من أغلب المناطق من أجل تبادل الأفكار والتعرف على واقع كل منطقة لأن معاناة المرأة تختلف من بيئة إلى أخرى”.
وأوضحت: أنه “إذا قمنا بالتعمق بواقع المرأة في مقاطعة دير الزور؛ سنرى أن هناك نساء لا يزلن يعانين من العادات والتقاليد البالية، والتشدد والذهنية الذكورية فواقع النساء هناك أشد مرارة من باقي المناطق، لذلك للتدريب أهمية كبيرة في مثل هذا الوقت، وفي ظل ما تشهده المنطقة من إنجازات وتطورات وهجمات وانتهاكات من دولة الاحتلال التركي”.
من خلال التدريب يتم مناقشة حقيقة السياسة المعادية، والحرب الخاصة، التي يتم تطبيقها على الشعوب كانتشار المخدرات وغيرها الكثير من الأمور، كما نحاول مجابهة هذه التحديات، التي تعترض طريقنا، فالمرأة المحررة تستطيع أن تحرر مجتمعاً بأسره.
ولفتت المتحدثة إلى أن المرأة، التي تتلقى التدريب ستتمكن من معرفة حقوقها وسيصبح لها إدراك ووعي أكثر، وتستطيع نشره بدءاً من أسرتها وصولاً إلى المجتمع في مواجهة الحرب الخاصة التي تشهدها المنطقة من الجهات المعادية، “بعد انضمامنا للتدريب أدركنا حقيقة وجوهر المرأة بكل تفاصيلها، وكيف حاربتها السلطة، وسلبت منها حقوقها، كما تعرفنا على حقيقة النساء المناضلات في وقوفهنَّ بوجه السطلة، التي حدت من قيمة وأهمية المرأة”.
وعن أهمية التركيز على بناء مجتمع أخلاقي وسياسي خلال التدريبات المكثفة، أوضحت هيفي، أنه خلال التدريب يتم التركيز على إيجابية بناء المجتمع؛ لأن المجتمعات، التي لا تمتلك الأخلاق ستتجه إلى حافة الهاوية، فالمجتمع الأخلاقي لا يحتاج إلى قانون، ويقول القائد أوجلان: إنه ضد فكرة تأسيس الدولة، لذا نسعى إلى تطبيق فكرة بناء الإدارات الذاتية، التي تأخذ صلاحياتها من الشعب ويدير نفسه بنفسه، لذلك تسعى الجهات المعادية محاربة هذا المشروع، الذي يقف عائقاً أمام مصالح الدول الرأسمالية.
ووجهت رسالة للنساء، أن التدريب هو سلاح ذو حدين من أجل توعية المرأة لمواجهة العوائق والتحديات خاصة في ظل نظرة المجتمع الدونية للمرأة، فعليها أن ترى نفسها أنها أساس المجتمع.
من جهتها قالت المتدربة “أسماء محمود شحادة” من مقاطعة الرقة: إن الدافع الأساسي وراء انضمامها للتدريب، هو التعرف على فكر وفلسفة القائد أوجلان، الذي يهدف لتحرير المرأة وتغيير واقعها وتحقيق المساواة في المجتمع للوصول لمجتمع أخلاقي وسياسي، مؤكدةً أن الإنسان بحاجة للتدريب للوصول للتحرر الفكري: “استطعنا نحن، النساء، التعرف على تاريخنا خاصة بعد تطبيق نظام الرئاسة المشتركة، الذي يعد نموذجاً فريداً من نوعه في المنطقة”، مشددةً على ضرورة اخضاع النساء للتدريبات الفكرية، التي تساهم في معرفتها لحقيقة جوهرها وتاريخها ولبناء شخصية قوية.
وكالة أنباء المرأة