كشفت وكالة الطاقة الدولية “تعزيز الطلب على استخدام النفط” لمواجهة ارتفاع أسعار الغاز، بينما لجأت دول أوروبية إلى “إجراءات استثنائية” للحد من استخدام الطاقة.
وقالت وكالة الطاقة الدولية، إن درجات الحرارة المرتفعة في الصيف، وارتفاع أسعار الغاز عززت استخدام النفط في توليد الطاقة؛ ما زاد الطلب لكنه يخفي مواطن ضعف في الاقتصادات التي تعاني من مخاوف الركود. وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء إلى مستويات قياسية جديدة؛ ما حفز التحول من الغاز إلى النفط في بعض البلدان، وفقاً لما ذكرته الوكالة.
ورفعت الوكالة، التي تقع في باريس، في تقريرها الشهري عن النفط، توقعاتها للطلب في عام 2022 بمقدار 380 ألف برميل يومياً، وفقا لـ”رويترز”.
وحذرت الوكالة من أن “هذه المكاسب الاستثنائية، التي تتركز بشكل كبير في الشرق الأوسط وأوروبا، تخفي ضعفاً نسبياً في قطاعات أخرى”، مشيرة إلى تراجع استخدام الوقود في النقل البري في البلدان المتقدمة وتباطؤ النمو بحلول نهاية العام.
وتجاوزت إمدادات النفط العالمية في تموز مستوياتها المرتفعة قبل الجائحة، مدعومة بإنتاج أعلى من المتوقع لروسيا.
وأشارت الوكالة إلى تراجع صادرات روسيا بواقع 115 ألف برميل يومياً، في تموز إلى 7.4 مليون برميل يومياً، بانخفاض قدره 600 ألف برميل يومياً فقط منذ بداية العام.
وتراجعت عائدات تصدير النفط الروسي بواقع ملياري دولار في تموز إلى 19 مليار دولار فيما يرجع في المقام الأول لانخفاض الأسعار.
وأشارت وكالة الطاقة، إلى أن الصين تفوقت على أوروبا للمرة الأولى كوجهة رئيسية للخام الروسي، حسب “رويترز”.
وفي أنحاء أوروبا كلها، تضغط الحكومات للحد من استخدام الطاقة مع قيام روسيا بقطع شحنات الغاز عن دول أوروبية، رداً على “العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو” بسبب غزو أوكرانيا، وفقاً لتقرير لـ”وول ستريت جورنال”.
واتجهت الحكومة الألمانية إلى إطفاء الأضواء، التي تنير العديد من المعالم الأثرية في العاصمة برلين، وعدداً من المدن الأخرى، وحث المسؤولون في هولندا السكان على الاستحمام لفترة أقصر، وسيتم فرض قيود جديدة على استخدام مكيفات الهواء في إسبانيا، وفقاً للصحيفة.
وتركز تلك الخطوات حتى الآن على الأماكن العامة، وتهدف إلى “الحفاظ على الطاقة والمساعدة في تخزين الاحتياطيات”، في ظل توقعات باتخاذ “إجراءات أكثر تشدداً” خلال الأشهر المقبلة.
وتتوافق الخطوات الجديدة مع الاستراتيجية، التي وافقت عليها حكومات الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 حكومة، الشهر الماضي.
ووسط مخاوف من أن توقف إمدادات الطاقة الروسية، وافق الاتحاد الأوروبي على خطة غير ملزمة للحد من استهلاك الغاز بنسبة 15 في المائة، على مدى ثمانية أشهر ووضع أولويات لتحديد القطاعات الصناعية الأكثر تضررا، وفقاً لـ”وول ستريت جورنال”.
