البدء بجني محصول العدس في ناحية شيراوا والكمون في إقليم الجزيرة

في شغف بالأرض وارتباط به وسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي؛ باشر مزارعو شمال وشرق سوريا بجني محاصيلهم الزراعية التي زرعوها في بداية هذا الموسم، وكان محصول العدس من أول المحاصيل التي بدأ مزارعو ناحية شيراوا بجنيها، فيما كان الكمون المحصول الأول الذي قام مزارعو إقليم الجزيرة بجنيه.

باشر مزارعو ناحية شيراوا في مقاطعة عفرين بحصاد محصول العدس، وساهمت غزارة الأمطار في وفرة الإنتاج.

بدأ منذ مطلع شهر أيار الجاري حصاد موسم العدس في ناحية شيراوا بمقاطعة عفرين، والذي يعدّ من المواسم الجيدة هذا العام من حيث الإنتاج؛ نتيجة الهطولات الجيدة وتوزعها وانتظامها، وعدم انقطاعها، خلاف ما حدث في السنوات الماضية, وبخاصة خلال شهر نيسان.

وعادة ما تبدأ مواسم الحصاد، بحصاد العدس لأن نبتته تجف بسرعة، ويجب حصادها قبل أن تجف بشكل تام حتى لا تتساقط الحبوب.

وتتم عملية حصاد العدس بعدة وسائل وطرق, منها اليدوية ومنها الآلية, وعادة تتحكم نوعية العدس وطول قامة الشتلات بطريقة الحصاد, إن كانت يدوية أو آلية. ولكن؛ في مقاطعتي عفرين والشهباء يتم الاعتماد بشكل رئيسي على الحصاد اليدوي، لضمان حصاد كامل المحصول والحفاظ على جودته.

ويعمل في حصاد العدس النساء بشكل أكبر، حيث تتوجه العاملات إلى الأراضي الزراعية حوالي الساعة الرابعة فجراً، ويعملن حتى الساعة التاسعة صباحاً؛ ذلك لأن النبتة في هذا الوقت تكون محتفظة بالرطوبة، ويتم حصادها بشكل أفضل، ولا تتساقط منها الحبوب، ثم يستأنفن الحصاد في ساعات العصر أيضاً.

وبهذا الصدد؛ قالت العاملة نجاح حسن من قرية زيارة بناحية شيراوا لوكالة أنباء هاوار: “نعمل بشكل كومينالي في حصاد العدس لتأمين الاكتفاء الذاتي، وتأمين مردود مادي لأسرنا”.

ويتميز موسم هذا العام بكثرة زراعة العدس؛ نتيجة الأسعار الجيدة للمحصول من جهة, ولأن زراعته تدخل ضمن الدورة الزراعية المتبعة, بالتناوب مع صنف آخر لتجديد خصوبة الأرض من جهة أخرى.

وفي إقليم الجزيرة؛ باشر مزارعو الكمون في ريف تل حميس الجنوبي، بجني محاصيلهم بعد نضوجها، والتي يتم حصادها يدوياً، وعادة يكون غالبية العاملين في حصاد الكمون من النساء، وبذلك يتم توفير فرص عمل لمئات الأسر، حيث تجمع العاملات ما يحصدنه في أكوام صغيرة، ثم يقمن بجمع تلك الأكوام الصغيرة في أكوام كبيرة “بيادر” موضوعة على شريحة من النايلون، حتى لا تتساقط الحبوب بين الأتربة، ويتم ترك تلك الأكوام تحت أشعة الشمس عدة أيام حتى تجف، ثم يتم فرزها عن طريق حصادة خاصة. ويأمل المزارعون إنتاجاً وفيراً لمحاصيلهم هذا العام؛ نظراً لهطول أمطار موسمية منتظمة والحرارة المناسبة خلال فصل الشتاء.

وشهدت زراعة الكمون هذا العام إقبالاً ضعيفاً بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بمحاصيل المزارعين؛ نتيجة شتاء مطير عام الـ 2019، وشتاء جاف عام الـ 2018، مما ألحق أضراراً كبيرة بالمحصول خلال هذين العامين، حيث احتلت زراعته 5% من مجمل الأراضي المزروعة بالمحاصيل الشتوية في تل حميس.

ويعدّ الكمون إحدى الزراعات الحديثة في إقليم الجزيرة، حيث زُرع لأول مرة في مناطق تل حميس وريفها عام 2015، واحتل المرتبة الثانية بعد الحبوب “القمح والشعير”، في المنطقة الجنوبية لإقليم الجزيرة، وذلك لسهولة تسويقه من قبل المزارعين ومساهمته في تنظيف الأرض من الأعشاب الضارة، وإصلاحها.