سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الباغوز… نهاية جيبِ الإرهاب الأخير

رامان آزاد_

شكّلت الباغوز البلدة الحدوديّة المنسية علامةً فارقةً في مسارِ معاركِ محاربةِ الإرهاب، باعتبارها المعقل الأخير له، وفيها خاض المرتزقة معركةَ الرمقِ الأخير، وتحصنّوا في أنفاق تحت الأرضِ، وانجلت المعركة عن نهاية الخلافة المكانيّة المزعومة، فاستسلم آلاف المرتزقة وتحوّل آخرون إلى خلايا نائمة، وبعد التحرير بدأت عملية إعادة الحياة إلى طبيعتها اعتباراً من إزالة ركام المعارك وتفعيل المؤسسات الخدميّة البلدية والتعليميّة والصحيّة.
البلدة المنسيّة تتصدر الأحداث
الباغوزُ البلدة الصغيرة المنسيةً بريف دير الزور الشرقيّ، في أقصى شرق سوريا، تبعد عم مدينة دير الزور 110 كم، وتقعُ على مسافة /1 كم/ من الساترِ الحدوديّ بين سوريا والعراق، ويفصلها نهر الفرات عن مدينة البو كمال الحدوديّة، حيث يسيطرُ الجيش السوري وحلفاؤه، والجسرُ الذي يربط بين الباغوز والبو كمال تم تدميره، وجرت اشتباكات عديدة للسيطرة عليه، وتمتدُّ بلدة الباغوز على طول 1.5كم على الضفةِ الشماليّة لنهر الفرات، وتحيط بها تلالٌ من الناحية الشماليّة الشرقيّة، أي أنّها تقع بين النهر والتلال، وهو ما منحها تحصيناً جغرافيّاً، استفاد منه المرتزقة، فعبر الباغوز كانت تتم عملياتُ الدعم والمساندة والتنقل فاكتسبت أهميّة استثنائيّة عسكريّاً ووفق بيانات المكتب المركزيّ للإحصاء بلغ عدد سكانها 10689 نسمة عام 2004، وتجاوز 40 ألف نسمة وفق إحصاءات حديثة، وأهالي الباغوز هم أبناء عشائر (المراسمة والعكيدات والرحبيين والجبور ومشاهدة وعبيد).
 مع انطلاقِ المعاركِ فيها توجهت أنظار العالم إلى البلدة المنسية بعدما أصبحت مركز الحدث، فقد سقطتِ الأوهامُ وظهرت الحقيقة جليّةً واضحةً، ففي الباغوز دخل المرتزقة معركة الرمق الأخيرِ والزوالِ، وبمرور الوقت كانت المساحةُ الجغرافيّةُ التي يسيطرون عليها تتقلص، وتوقفتِ الاشتباكات أكثر من مرة لإفساح المجال لخروج المدنيين وحتى مرتزقة داعش المستسلمين من البلدة مقابل أسرى أو مختطفين لديهم.
ويبدو أنَّ المرتزقة قد استعدوا للمعركة الأخيرة بمنطقة شرق الفرات، فالانكساراتُ المتتابعة والخسائر الكبيرة كانت مؤشرات لمعركة من هذا النوع، فضلاً عن المعارك التي وقعت في الجانب العراقيّ وسيطرة الجيش العراقيّ على الحدود من طرفه، الأمر الذي تطلب تنسيقاً بين قوات سوريا الديمقراطيّة والجيش العراقيّ، ولكن؛ المعلومات تشير إلى أن المرتزقة قد حصّنوا المنطقة بحقول ألغام مكثفة، ما يصعّب اجتيازها، فضلاً عن وجود شبكة أنفاق يتحصّنون داخلها، ومن الواضح أنّهم عملوا عليها لفترة طويلة، وأنَّهم اختاروا الباغوز ميداناً لها؛ كونها تتمتع بتحصين جغرافيّ ووجود تلالٍ، وقد استماتوا بالدفاع عنها، فالاشتباكاتُ دارات في محيط الباغوز وتمّت محاصرتُها في أيار 2018.
مع الانكسارات المتتالية للإرهاب؛ أصبحت الباغوز ملاذ المرتزقة الهاربين من العراق ومناطق سوريّة، وكانت حلقة ربط بين طرفي الحدود؛ ذلك لأنّ المرتزقة اعتمدوا أسلوب حفر الأنفاق الكبيرة وجعلوها مقراتٍ وملاجئَ ومستودعاتِ ذخيرةٍ، وبالإمكان إدخال العربات فيها، ولا يُستبعد أنّ بعضَ الأنفاقِ الرئيسية كانت تربط بين طرفي الحدود ما يسهّل الانتقال بين البلدين، وما يدعم هذه الفرضية أنّ قيادة قسد اتخذت قرار استئناف الحملة واقتحام الباغوز بناءً على معلوماتٍ مستقاة من المراقبة أفادت بعدم وجود مدنيين في الداخل ومع اشتداد المعارك بدأ المدنيون بالخروج وكانوا بالآلاف رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخاً، كما خرج من المئات من المرتزقة وسلموا أنفسهم بعدما تيقنوا بحتميّة الانكسار؛ الأمر الذي فرض إيقافاً مؤقتاً للعمليات ريثما يخرج كلُّ المدنيين.

 

 

 

 

 

 

 

 

معارك تحرير البلدة
1/5/2018 مجلس دير الزور العسكريّ المنضوي ضمن تحت قيادة قسد يعلن ببيانٍ رسميّ استئنافَ حملة عاصفة الجزيرة لتحرير ريف دير الزور الشرقيّ بمحاذاة الحدود العراقيّة، بعد توقفٍ بسببِ عدوان جيش الاحتلالِ التركيّ ومرتزقته على مقاطعة عفرين، وأكّد البيان التصميمَ على إكمالِ حملةِ الجزيرة للقضاء على مرتزقة داعش نيابةً عن الشعب السوريّ والعالم، ورحّب البيان بالتعاون مع القواتِ العراقيّة عبر الحدود من خلال غرفة عمليات مشتركة والشركاء في التحالف الدوليّ، فيما أعلن مرتزقة داعش الاستنفار بريف دير الزور الشرقي وطالب قادتهم العناصر ببيعةِ موت، وشوهد المرتزقة مرتدين الأحزمة الناسفة وبكامل سلاحهم الميدانيّ، وبعد أسبوعين من إطلاق الحملة أُعلن في 17/6/2018 تحرير بلدة الدشيشة آخر معاقل الإرهاب بريف الحسكة، وفي 27/6/2018 كان إعلان ريف الحسكة محرراً بالكامل من الإرهابِ بتحرير مساحة 600 كم2.
في 24/7/2018 أُعلنت حملة تحرير صحراء دير الزور الشرقيّة لربط الصحراء بالمدن والقرى والبلدات الجديدة المحررة، وأجبرتِ الاشتباكاتُ العنيفةُ المرتزقة على الفرار من منطقة وادي الروضة الذي تحيط به التلال، وخلال يوم واحد تقدم مقاتلو قسد مسافة 35كم في الصحراء، وخاضوا معارك شرسة ضد المرتزقة بآخر جيوب الصحراء على ثلاثة محاور، فيما استمر التنسيق بين قسد والقوات العراقيّة لتأمين الحدود بين الطرفين، و27/7/2018 اُعتقل أمير داعشي حاول الفرار من بلدة هجين المحاصرة وبحوزته مبالغ طائلة، وفي 4/8/2018 قسد تعلن تحرير كامل صحراء ريف دير الزور وتأمين الشريط الحدوديّ مع العراق في 11/9/2018 أصدرت قسد بياناً تُعلن فيه عن “معركة دحر الإرهاب”، وهي المرحلة الأخيرة من حملة عاصفة الجزيرة، وفي 15/1/2019 تم تحرير بلدة السوسة.
في 9/10/2019 بدأت قوات الاحتلال التركيّ العدوان على كري سبي/ تل أبيض وسري كانيه/ رأس العين، وأعلنت قسد إيقاف الحملة مؤقتاً في 31/10/2018، واعتبرت في بيان رسميّ العدوان التركيّ دعماً مباشراً للإرهاب وبتنسيقٍ مباشرٍ معه إذ تزامنت مع الهجماتِ العكسيّة التي ينفذها المرتزقة ببلدة هجين، واستهدفت القرى الآمنة والآهلة بالسكان على طول الحدود وألحقت أضراراً بممتلكات المدنيين وأجبرتهم على ترك منازلهم.
بتاريخ 18/ 11/2018؛ أعلنت قسد في بيانٍ رسميّ استئناف “معركة دحرِ الإرهاب”، وجاء في البيان: “إنّ قواتنا مستمرةٌ وملتزمةٌ باستكمالِ حملة عاصفة الجزيرة وملاحقة داعش في حوض الفرات الأوسط وإنهاءِ (معركة دحر الإرهاب) بالقضاءِ على داعش، وملاحقة فلوله وخلاياه النائمة أينما وُجدوا.
ونتيجة المعارك الضارية أعلن مرتزقة “داعش” المحاصرين في الباغوز فوقاني قبول الاستسلام مقابل فتح ممرٍ آمن لهم إلى تركيا ومنها إلى إدلب، إلا أنّ قسد رفضت العرض في 29/1/2019، وتخلل المعارك توقف لإفساح المجال للمدنيين بالخروج وكذلك لاستسلام المرتزقة، ومع قرار استئناف العمليات العسكريّة احتدمت الاشتباكات العنيفة في أزقة الباغوز بتاريخ 2/3/2019، وزُجَّ المرتزقة بالانتحاريين واستخدموا السياراتِ المفخخة، وكان لافتاً الغيابُ الكاملُ لقياديي الصف الأول في داعش، وشهد يوم 19/3/2019 المعركة النهائيّة الفاصلة، وفي 23 آذار 2019، كان الإعلان النهائيّ عن تحرير الباغوز، بعد أشهر من المعارك العنيفة.

 

 

 

 

 

 

 

بداية العمل الخدمي بعد التحرير
شهدت الباغوز معارك ضارية جداً، أدت إلى تدمير نحو 75% من البنية التحتيّة في البلدةِ، ما جعل إعادة تأهيلها أولوية أساسيّة بالتوازي مع عمليات تطهيرها من الألغام وإزالة ركام المعارك، وبعد تحرير المنطقةِ باشر مجلس دير الزور المدنيّ العملَ على تنظيم البلدةِ ليبدأ أهلها بإعادة إعمارها، وأسس مجلس دير الزور المدني مجلس الشعب في بلدة الباغوز وشكل 18 كومين لكافة أحياء بلدة الباغوز، بالإضافة إلى تأسيس بلدية الشعب في البلدة، ليبدأ أهالي البلدة ومؤسساتها بالعمل على إعادة إعمار بلدتهم، وبلغ عدد المواطنين العائدين إلى البلدة حتى نهاية 2021 نحو 35 ألف مواطن، لتضجَّ شوارعها وأسواقها بالحركة، ولكنَّ يستلزم المزيد من العملِ على المستوى الخدميّ لتجاوز عمليات إعادة التأهيل إلى التطوير.
أولى الأعمال التي قامت بها لجنة الخدمات بمجلس الشعب ببلدة الباغوز هي فتح الطرقات وإزالة الأنقاض التي بلغت 48 ألف م3، وعمل مجلس الشعب في بلدة الباغوز وبمساعدة فرق مختصة على انتشال أكثر من 470 جثة كانت ضمن الأراضي الزراعيّة والطرق والمنازل.
رئيس لجنة الخدمات بمجلس الشعب في بلدة الباغوز محمد الطعمة قال لوكالة هاوار: “ورثنا مدينة بنيتها التحتيّة مدمرة بشكلٍ شبهِ كامل نتيجة المعارك التي دارت فيها. بجهود أهالي المنطقة ودعم الإدارة الذاتية تحسّن الواقع الخدمي بشكلٍ كبير، وبعد إزالة الأنقاض وفتح الطرق عملنا على إصلاح شبكات المياه وشبكات الصرف الصحيّ في البلدة وتنظيمها بشكلٍ كامل وتزفيت طريق البلدة البالغ طوله 8 كم لتسهيل الحركة على أهالي البلدة”. وأضاف الطعمة “من أولوياتنا كان إعادة تأهيل محطة مياه الباغوز الأولى التي تغذي البلدة بشكلٍ عام بمياه الشرب”.

الصحة والتعليم
عمل مجلس الشعب في بلدة الباغوز وبدعم من لجنة الصحة بمجلس دير الزور المدني على افتتاح مركز صحيّ في البلدة، يقدمُ الإسعافات الأوليّة واللقاحات الدوريّة ضمن الإمكانات المتوفرة، وعمل المركز الصحيّ على تقديم العديد من اللقاحات مثل اللاشمانيا لغالبية أطفال البلدة، ولقاح كوفيد 19المُقدم من هيئة الصحة بالإدارة الذاتيّة لشمال وشرق سوريا.
وتوجد في بلدة الباغوز 14 مدرسة تعرضت 4 منها للدمار الكليّ، 7 بشكلٍ جزئيّ، و3مدارس تعرضت للحرق والتخريب، وتم العمل على إعادةِ تأهيل 4مدارس وتبديل النوافذ والأبواب وتأمين المقاعد الدراسية، ويبلغ عدد الطلبة في بلدة الباغوز 2000طالب/ـة، يُشرف على تعليمهم 45معلم/ـة.
المياه وري الزراعة
يعتمدُ أهالي بلدة الباغوز على الزراعة وتربية المواشي في معيشتهم نظراً لمحاذاة البلدة لنهر الفرات، إلا أنَّ الزراعة تضررت بدرجةٍ كبيرة بسبب المعارك، وتعرضت مضخات مياه الري أو ما يطلق عليها أهالي الباغوز “الجمعيات”، للدمارِ أثناء تحرير المنطقة.
تعاني بلدة الباغوز ضعفاً عاماً في الواقع الخدميّ، وانقطاعاً لمياه الشرب، وتفاقم الأمر بعد الانخفاض الكبير في منسوب نهر الفرات وتلوث مياهه، مع تخفيض دولةِ الاحتلال التركيّ للتدفق المائيّ لنهر الفرات إلى سوريا والعراق، فكانت مناطق ريف دير الزور الشرقيّ الأكثر تضرراً من قلة مياه نهر الفرات في شمال وشرق سوريا، وقد بدأت في منتصف العام الماضي أعمال إعادة تأهيل محطة مياه الباغوز الأولى بشكلٍ يتوافق مع نقص المياه في نهر الفرات، وبكلفة تقديريّة ٢٥٠ ألف دولار بإعادة تأهيل السور الخارجيّ للمحطة، وتأهيل المرقد وإنشاء خزانات للتصفية، وصيانة المحركات وبناء غرف لها.
ويوجد في بلدة الباغوز 4 مضخات لمياه الري تعرضت جميعها للدمار، ما أثّر على الواقع الزراعيّ بشكلٍ عام في بلدة الباغوز، وتبلغُ مساحة الأراضي الزراعيّة في بلدة الباغوز 30 ألف دونم، منها 7 آلاف دونم منها مروية من مضخة الباغوز الأولى والآبار الارتوازيّة.
رئيس مضخة الباغوز الزراعيّة أحمد الشهاب قال “عملنا على إعادةِ تأهيل مضخة مياه الباغوز الأولى التي كانت تروي 6 آلاف دونم من مجمل الأراضي الزراعيّة في بلدة الباغوز، وفي الوقت الحالي تروي 3 آلاف دونم، فيما تروي الآبار الارتوازيّة 4 آلاف دونم، وأوضح أحمد الشهاب “مازلنا بحاجةٍ ماسّةٍ إلى إعادة تأهيل الجمعيات الأخرى، وأضاف “في ظلِ حبسِ مياه نهر الفرات تضررت مساحات واسعة في المنطقة وفي حال استمرار ذلك، ستزداد الأضرار أكثر وأكثر وتسبب كارثة إنسانيّة”.

بعد الخوف والإرهاب… بيئة آمنة
القيادي في قوى الأمن الداخلي بريف دير الزور الشرقي عزام محمد الذي قال “لتحرير بلدة الباغوز أهمية كبيرة لدى كافة أهالي شمال وشرق سوريا، وأثمرت عن نتائج ايجابيّة كبيرة أولها تخليص الأهالي من الخوف والرعب وإنهاء كوابيس مرتزقة داعش التي عششت في أذهان أهالي المنطقة لمدة خمس سنوات متتالية”. وأكد عزام محمد أنه بفضل مقاومة أهالي المنطقة ومساندتهم لقوات سوريا الديمقراطية استطعنا تحقيق الانتصارات التي كان لها أهمية كبيرة للعالم أجمع، وتشهد المنطقة حالياً وضعاً أمنيّاً جيداً جداً، بفضل جهود أبناء المنطقة وتكاتفهم مع قوى الأمن الداخليّ في ريف دير الزور الشرقي”.
وأشار المحمد “ممارسات خلايا داعش تتزامن مع هجمات الاحتلال التركيّ على المنطقة بشكلٍ دائم بهدف كسر إرادة شعوب المنطقة، نحن مستمرين في عملنا حتى القضاء على خلايا مرتزقة داعش في المنطقة بشكلٍ كامل”.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي قد نفذت العديد من الحملات الأمنيّة بعد تحرير المنطقة وألقتِ القبضَ على خلايا داعش وعناصرها بينهم أمراء وضبطت كميات كبيرة من الأسلحةِ الخفيفةِ والعبوات الناسفة.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle