سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

البادية السورية بين هجمات داعش ورد دمشق ضحايا بالمئات

الشدادي/ حسام الدخيل ـ

منذ بداية العام الجاري، زادت وتيرة الهجمات، التي تنفذها مرتزقة داعش والمليشيات التابعة لها على قوات حكومة دمشق، في البادية السورية، فوصل عدد الهجمات، التي نفذتها مرتزقة داعش، إلى أكثر من 150 هجمة منذ بداية العام الحالي، وأسفرت عن وقوع عشرات القتلى من قوات حكومة دمشق والميليشيات الموالية لها، ومن المدنيين.
وتشغل البادية السورية ما يقارب نصف مساحة سوريا، فمساحتها 80 ألف كيلومتر مربع، تنتشر في دير الزور، والرقة، وحلب، وحمص، وحماة، وريف دمشق، والسويداء، وتدمر، وتمتاز باحتوائها حقول وآبار الغاز، إضافة إلى الفوسفات، بالإضافة إلى بعض حقول النفط الصغيرة.
قتلى على مر عام
ونفذت مرتزقة داعش قبل أيام هجوماً، استهدف نقاطاً لقوات حكومة دمشق، في بلدة الشميطية، شرقي دير الزور، وقد أسفرت عن قوع خمسة قتلى بينهم ضباط.
وقد أصبح منهج مرتزقة داعش، القيام بهجمات نوعية مباغتة، ومحدودة بين الحين والآخر، منذ خسارة آخر معاقلها في بلدة الباغوز، شرقي دير الزور في العام 2019، على يد قوات سوريا الديمقراطية.
وتشير إحصائيات “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إلى أن حصيلة القتلى خلال الهجمات ضمن البادية بلغت 336 قتيلا منذ مطلع العام 2024، بينهم 24 من مرتزقة “داعش”، و275 من قوات حكومة دمشق والميليشيات الموالية لها.
وأوضح المرصد، أن قتلى قوات حكومة دمشق والميليشيات الموالية لها، قد سقطوا لقاء 118 هجوماً لداعش ضمن مناطق متفرقة من البادية، وتمت في غالبيتها بكمائن وهجمات مسلحة، وتفجيرات في غرب الفرات، وبادية دير الزور، والرقة، وحمص.
وتغطي البادية السورية عناصر من الفرقة الرابعة والفرقة 25 التابعة لحكومة دمشق، بالإضافة إلى عناصر من ميليشيا لواء القدس المدعوم من إيران وروسيا، كما أن هناك مجموعات ما تسمى بـ فاطميون الأفغانية، وهذه أيضاً مدعومة من إيران، ولا يكاد يمر أسبوع، دون أن تنعي قوات حكومة دمشق قتلاها في البادية.
منهج داعش اتباع حرب العصابات 
اتبعت مرتزقة داعش في حربهما منذ خسارتها الباغوز، نهج حرب العصابات، الذي كانت تنتهجه في بداية تأسيسها في العراق، قبل قرابة العقدين، وتقوم استراتيجيتها على التواجد في البادية الشاسعة، والاختباء فيها، فتقوم كلما سنحت الفرصة لها بنصب كمائن بشكل خاص على الطرقات الرئيسية، وفي محيطها.
وعندما تمر القوات الحكومية أو الميليشيا المساندة لها، من هناك في مجموعات فردية، أو في أرتال، سرعان ما تكون صيدا سهلا لها، وسط غياب الدعم أو الإسناد من الجو، سواء من حكومة دمشق، أو القوات الروسية المساندة لها.
كما يساعد تموضع مرتزقة داعش في قلب البادية السورية، وخبرتهم بجغرافيتها، على شن هجمات باتجاهات متعددة وسط البادية، سواء في تدمر، أو السخنة، وصولاً إلى بادية دير الزور، ومن الجهة المقابلة وصولاً إلى بادية الرقة وحلب وحمص.
حقيقة أعداد مرتزقة داعش 
لا توجد أعداد رسمية ومؤكدة لعدد مرتزقة داعش في البادية السورية، ولكن ترجح التقديرات أن عدد المرتزقة قرابة2500، حسب القيادة المركزية الأمريكية، ويرى مراقبون أن المنطقة الصحراوية مترامية الأطراف، وواسعة جدا، وفيها الكثير من الأماكن، التي تستطيع عناصر مرتزقة داعش الاختباء بها، ونصب كمائن لقوات حكومة دمشق، لذلك من الصعب القضاء عليها، وإنهاء وجودها بشكل كامل في البادية، ضمن الظروف المحيطة.
وقوات حكومة دمشق من جهتها، قامت بالعديد من الحملات ضد مرتزقة داعش في مناطق البادية، وبمشاركة المجموعات الموالية لها، الإيرانية، والطيران الروسي، ولكنها لم تستطع القضاء على داعش في البادية السورية، التي تتميز طبيعتها بالوديان والجبال، ما يساعد داعش على التخفي فيها، عندما يحدق بهم أي خطر. وقد أسفرت هذه الهجمات في زيادة شراسة مرتزقة داعش، وازدياد أعداد القتلى من قوات حكومة دمشق، حيث تتضاعف هجمات مرتزقة داعش، بعد كل حملة عسكرية تطلقها قوات حكومة دمشق والمجموعات الموالية لها.
ومنذ بداية العالم الجاري، ازدادت وتيرة الهجمات في البادية السورية، حيث اتخذ داعش الأوكار والكهوف مكاناً للاختباء فيه، بعد فقدانهم السيطرة على الأرض في كل من سوريا والعراق، وداعش يحاول في هذه الفترة القيام بهجمات بين الحين والآخر، محاولة منه استنزاف قوات حكومة دمشق، وإيقاع أكبر عدد ممكن من قوات حكومة دمشق، وخلق البلبلة بين صفوف المدنيين.