سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الاحتلال التركي لعفرين: نهب وتدمير ممنهج للآثار وإبادة ثقافية

تحقيق/ صلاح إيبو –


في عفرين التي ينتهك فيها كل شيء، حتى المواقع الأثرية التي بقيت صامدة على مر العصور باتت اليوم منهكة وشبه مخربة، بفعل التنقيب العشوائي واستخدام آليات ثقيلة وأدوات للتنقيب غير الشرعي من قبل المسلحين والفصائل الإسلامية الموالية لتركية، لكن كل ذلك يحدث أمام مرأى الجيش التركي وبمشاركة مباشرة من جهات نافذة في حكومة العدالة والتنمية التركية، لنهب وتدمير الحضارة الإنسانية في سوريا، وبالأخص الشمال السوري.

وعلى عكس مرتزقة داعش الذي كان يتفاخر بتدمير التماثيل والمواقع الأثرية في تدمر وغيرها من المناطق التي احتلها، يعمد الاحتلال التركي إلى تدمير ممنهج للمواقع الأثرية في الخفاء، والادعاء بالتزامها بالقوانين الدولية فيما يخص ذلك، رغم وجود دلائل متعددة ووثائق مصورة ومقاطع مسجلة تثبت سرقة الفصائل المرتزقة لتركيا آثار عفرين، إلا انه لم تتحرك أي منظمة دولية بما فيها اليونسكو المعنية بالحفاظ على التراث الإنسانية لوضع حداً لهذه الانتهاكات، وأخرها سرقة تمثال الأسد البازلتي من سفح تل “عين دارة” في ناحية شيراوا، والذي أثبتت صور جوية حديثة اختفاءه، والمتهم الوحيد هنا هي الفصائل المسلحة والحكومة التركية، إذ لا يمكن نقل مثل هذا التماثل الذي يزن أكثر من طن إلا بواسطة آليات خاصة، وتحت الأنظار التركية.

إذاً ماذا حدث في عفرين بعد عامين من إطلاق تركيا عدوانها على المنطقة، وما مصير حوالي 55 موقعاً أثرياً وأكثر من 80 تلاً أثرياً موزعين في قرى ونواحي عفرين؟، ولبيان حجم الضرر الذي لحق بالمواقع الأثرية على مدار عامين، حصلنا على وثائق من مديرية الآثار في عفرين، عن تلك الأضرار ونسبتها والجهة المسؤولة عنها، وغالبية تلك المواقع تم توثيقها بالصور والفيديوهات، وبعضاً منها عبر شهادات من بعض القاطنين في المنقطة.

كيف اختفى أسد عين دارة؟

أولى المواقع الأثرية وأشهرها التي تعرضت للتدمير أمام أنظار العالم، كان المعبد الروماني في تل عين دارة الأثرية، وتعرض هذا المعبر للقصف الجوي من قبل طائرات جيش الاحتلال التركي في 21/1/2018، أي بعد يوم واحد لإطلاق تركيا عدوانها على عفرين، ووفق سجلات مديرية الآثار أدى القصف لتدمير 60% من المعبد.

هذا الموقع تعرض للتدمير مجدداً في 11/7/2019 من قبل فرقة الحمزات الموالية لتركيا، وتم تجريف التل بالآليات الثقيلة ونهب الآثار، وخلال عمليات التجريف تلك ظهرت آثار جديدة مرتبطة بالمعبد، لكنها اختفت كما اختفى معها منحوتة الأسد البازلتي الكبير والمشهور عالمياً، كما تم تخريب مستودع البعثات التي عملت في الموقع، وتم إثبات ذلك عبر لقاطات تصورية جوية ومقارنها بأخرى تعود إلى ما قبل العدوان التركي، إضافة لحصول مديرية الآثار على مقاطع فيديو حديثة تثبت صحة سرقة الأسد البازلتي المشهور، ويرجح الباحث والخبير في الآثار صلاح سينو فرضية مشاركة جهات تركية مباشرة في نقل الأسد الذي لا يمكن نقله إلا بواسطة آليات ثقيلة خاصة، ولا سيما أن منحوتات أخرى مماثلة ظهرت بعد عملية التجريف لموقع التل أيضاً.

وفي 23/7/2019، تم تحويل التل ومستودع البعثات إلى موقع عسكري وتشرف عليه الآن ما يسمى بالـ “الجبهة الوطنية للتحرير”، وتجري فيها تدريبات بالذخيرة الحية، ما يعرض ما تبقى من الموقع الأثري للخطر نتيجة المتفجرات والرصاص الحي، وتم توثيق ذلك عبر لقطات فيديو نشرها الفصيل المسيطرة هناك، إضافة لشق طريق غير شرعي يلتف حول التل من قاعدته إلى القمة.

ما حقيقة اللوحات الفسيفسائية المنهوبة من موقع سيروس؟

موقع النبي هوري (سيروس)، هو الأخر تعرض للعبث والتنقيب غير الشرعي مرات عدة، في 3/11/2018، عمد ما يعرف بلواء صقور الشمال إلى حفر الموقع بشكلٍ عشوائي، ليقوم الفصيل ذاته خلال الربع الأخير من عام 2018 باستخدام الأليات الثقيلة في تجريف مناطق واسعة من محيط الموقع الأثري بهدف البحث عن اللقى الأثرية وتم نهب عدد من القطع المستخرجة.

ولم يكف مرتزقة الاحتلال عن العبث في الموقع الأثري على ما يقارب عامين متلاحقين، وفي 6/11/2019 نشر المدعو محمد أسعد علوش من إدلب صور للوحات فسيفسائية رائعة وهامة لإلهة الزراعة والخصب لدى الرومان والإله أبولو، وقطع أثرية أخرى، وبعد تحري مديرية الآثار بعفرين حول مصدر الصور المنشورة، وماهيتها ومدى مصداقيتها، تمكنت المديرية من الحصول على معلومات موثوقة حول حقيقة اللوحات المستخرجة والتي تم نهبها ولم يعرف مصيرها إلى الآن، وقال الخبير الأثري صلاح سينو الذي تحرى طبيعة الصور المنشورة واستقصى بعض المعلومات من داخل عفرين، “تم التأكيد على أن اللوحات الفسيفسائية تعود إلى موقع سيروس (نبي هوري)”، وزود صلاح سينو صحيفتنا بوثائق تثبت صحة ذاك وقال: “بضغط من حكومة الاحتلال التركي على المدعو محمد علوش، قام الأخير بنشر صوراً مزيفة للوحات الفسيفسائية على صفحته في الفيس بوك للترويج أن تلك اللوحات ما هي إلا لوحات مصنعة من قبله، إلا إن درجة الألوان والنقوش في الصور التي نشرت بالموقع وأخرى نشرت بعدها بفترة، تُشير إلى محاولة التلاعب وإخفاء هذه اللوحات”، ويُشير سينو إلى انه ثمة إدارة تركية تشرف على أعمال التنقيب غير الشرعية هذه، وتسهيلات لبيع القطع الأثرية المستخرجة والمنهوبة ن قبل مرتزقة تركيا.

تدمير كنيسة الطائفة المارونية في براد

في هذا الموقع “موقع براد” الذي يتميز بقدسيته للطائفة المارونية، أقدم مرتزقة فرقة الحمزات في 8/9/2019 على تخريب الموقع بشكلٍ كبير، وتدمير الكنيسة الحديثة التي خصصت لاستقبال زورا الطائفة المارونية ونهبت محتوياتها وآثارها.

تحويل تل جنديريسه إلى قاعدة لجيش الاحتلال

تعرض هذا التل لعمليات نهب متعددة، لكن المتهم الرئيسي هنا هو الجيش التركي، إذ تمركزت وحدات من الجيش التركي في التل بعد احتلال جنديريسه في نهاية شباط 2018، وتم تحويل التل بشكلٍ رسمي إلى قاعدة عسكرية في 14/7/2019، وتداولت مواقع إعلامية عدة صوراً حديثة لكتل إسمنتية تحيط التل من سفحه، وقالت مصادر متعددة أن الجيش التركي عمد إلى نقل بعض المحتويات الأثرية من التل في صيف 2018، وأكد ذلك مديرية الآثار بعفرين.

وفي قرية كفر رومة التابعة لناحية شرا، تم نهب الآثار من تلتها الشهيرة من قبل مرتزقة السلطان مراد في 3/9/2019، كما أقدم الفصيل ذاته على نهب وتخريب تل حلوبية في قرية علكة بناحية شرا أيضاً في 24/7/2019.

وتشارك كلاً من مرتزقة فرقة النخبة وفيلق الشام ورجال الحرب التابعة للسطان مراد، على نهب وتخريب تل ميدانكي المعروف أيضاً بـ (دودري) في 4/4/2019، وفي قرية دير بلوط أقدم مرتزقة فيلق الرحمن في 20/6/2019 على حفر وتجريف تل الجاجية ونهب محتوياته، كما أقدمت فرقة الحمزات على استخدام الجرافات في تخريب ونهب تل برج عبدالو في ناحية شيراوا في 15/8/2019.

الجيش التركي متهم بتدمير بعض المواقع بشكلٍ مقصود

كما وثّقت مديرية الآثار قيام جيش الاحتلال التركي بنهب اللوحات الفسيفسائية المكتشفة في موقع “خرابي كولة” بقرية علبيسكة بناحية راجو عام 2015 من قبل مديرية الآثار بعفرين، وتعرض هذا الموقع للقصف بمختلف أنواع الأسلحة جراء العدوان التركي، كما أشارت المديرية إلى قيام جيش الاحتلال 9/3/2019 بتجريف “تل زرافكة” التابع لناحية موباتا، واستخراج بعض القطع الأثرية منها، وتركز الحفر في سفح التل وبالقرب من سكة القطار شمال غرب قرية أومو، إضافة لنهب مزار وتل بربعوش بالقرب من قرية عرب أوشاغي من قبل مرتزقة الجبهة الشامية في 15/10/209، وموقع خرابي ره زا في قرية تورميشا بناحية شيه من قبل مرتزقة العمشات بعد احتلال تركيا لعفرين، وتضمنت المسروقات لوحات فسيفسائية اكتشفت عام 2017.

ومن المواقع الأثرية الأخرى التي تعرضت للنهب والسلب من قبل مرتزقة تركيا ، لكن لم يتم التأكد من الجهات المتورطة والفاعلة، ومنها تل سندياكنة، بتاريخ 14/7/2019، وتل عبيدان 7/4/2019، سهل جومة في قرية كُردا وتم نهب المدافن الأثرية بالآليات الثقيلة بتاريخ 8/5/2019، وتل ترندة في 15/11/2019، وتم تجريفه، وإزالة طبقات أثرية من السفح الغربي للتل، تل لاق في ناحية شرا بقرية فيرغان 2/1/2019، وتل شوربا الواقع بين قريتي كمروك وسيمالكا التابعة لناحية ماباتا في 7/12/2019، وتل دريمة التابع لقرية كركا فوقاني بناحية ماباتا.

المزارات الدينية باتت خراباً

هذا ولم تسلم المزارات الدينية سواء العائدة للديانة الإيزيدية أو الإسلامية من النهب والتدمير المتعمد، إذ تعرضت عشرة مزارات خلال عام 2018 للنهب والتدمير المباشر من قبل مرتزقة الاحتلال، ومن أهمها مزار حنان ومزار برسا ختون الخاص بالإيزديين ومزارات أخرى في المنطقة.

هذا وقالت مديرية الأثار في عفرين، أن 21 موقعاً آخر بين تلال أثرية ومغارات ومواقع تاريخية تعرضت للحفر والنهب، لكن المديرية لم تتمكن من الحصول على أدلة ملموسة سواء بالصور أو المقاطع المصورة للتخريب الملحق بتلك المواقع، واكتفت المديرية بتوثيقها بناء على شهود عيان من المنطقة وتحديد هوية الفصيل المتورط بأعمال النهب ومن تلك المواقع، “تل جرناس وتل جلمة وموقع كوبلة ودير مشمش الأثري وموقع بازرية في قرية دوريش، وموقع قوطو في قرية كفرزيت، وعدد من التلال الأخرى المزارات الدينية”.

مناشدات عدة لحماية التراث الحضاري من براثن جيش الاحتلال

وقامت مديرية الأثار بعفرين بإصدار ملفات عدة حول المواقع الأثرية المنهوبة، إضافة لإعداد دراسة مفصلة عن حجم الانتهاكات في هذا المجال والجهات المسؤولة عنها بعدة لغات، لتقديمها للمنظمات الدولية المعنية وبعض الدول الغربية، لكن رغم هذه الجهود الحثيثة لم تبادر أي من المنظمات المعنية للعمل الجاد في حماية التراث الإنساني في عفرين من التدمير والنهب الممنهج، وناشدت مديرية الآثار بعفرين عبر صحيفتنا الجهات والمنظمات الدولية والمحلية للعمل الجاد  وتحمل واجباتها تجاه الحضارة الإنسانية التي بقيت صامدة على مر العصور، لكن اليوم تتعرض للتدمير البطيء والمتعمد من قبل الفصائل المسلحة المرتزقة لتركيا، وحملت المديرية دولة الاحتلال التركي المسؤولية المباشرة من نهب وتدمير للآثار في الشمال السوري.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle