سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الاحتضان العربيّ يتقدّمُ على المسار التصالحيّ مع أنقرة

رامان آزاد_

يتزامن الانفتاحُ العربيّ على دمشق بزخمه اللافت مع تباطؤ أقرب للتعثرِ في المسارِ التصالحيّ التركيّ ــ السوريّ، ففيما تستعجل حكومة أنقرة التقدّم فيه لتكسبَ عوائده في الانتخاباتِ البرلمانيّة والرئاسيّة التي سَتُجرى في 14/5/2023، تشترطُ دمشق انسحاباً تركيّاً لتقدّم المحادثات، خلافاً لموقف موسكو، ليبدو أنّ دمشق تتريث حتى اتضاحِ المشهد السياسيّ في تركيا وتعوّلُ أكثر على الانفتاحِ العربيّ عليها.
مسار تصالحيّ مُتعثّر
أبدت أنقرة استعجالاً مبكراً لتسريع المسار التصالحيّ مع دمشق لتحقيق مكاسب انتخابيّة، وجاء ذلك تحت ضغط عاملين بشكلٍ أساسيّ، الأول الاستجابة للضغوط الروسيّة، التي انفردت بقيادة الملف السوريّ، لتحصر كلّ المباحثات في إطار شركاء أستانا، فيما سُمّي “أستنة” القضية السوريّة والالتفاف على مرجعية جنيف، والثاني بسبب الاستحقاق الانتخابيّ، فقد دعت المعارضة التركيّة إلى التصالح مع دمشق، وأراد الحزب الحاكم سحب المبادرة من المعارضة لكسب التأييد الشعبيّ، فبعد تفاقم الأزمة الاقتصاديّة ارتفعت الأصوات المناهضة لوجود اللاجئين السوريين على الأراضي التركيّة، لتزيد معها نسبة الأتراك المؤيدين للتصالح مع دمشق.
استبشرت أنقرة بعقد اجتماعٍ على مستوى وزراء الخارجية في 28/12/2022، وأعلن أردوغان في 5/1/2023، عن لقاءٍ مُقبلٍ سيُعقد بين وزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا في إطار مسار ثلاثي، وقال “لقد بدأنا عملية روسيّة – تركيّة – سوريّة جديدة”.
وفي خطوةٍ إضافيّة للتقارب مع دمشق قال الرئيس التركيّ أردوغان، في 15/1/2023، إنّه اقترح على نظيره الروسي فلاديمير بوتين تأسيس آلية ثلاثيّة مع سوريا لتسريع المسار الدبلوماسيّ بين أنقرة ودمشق. ونقلت “خبر ترك” عنه قوله للصحفيين بعد زيارة لتركمانستان إنّه عرض على بوتين المبادرة بعقد سلسلة من الاجتماعات بين تركيا وروسيا وسوريا لتناول العلاقات مع دمشق والتي اتسمت بالتوتر منذ فترة طويلة، وقال: “أولاً أجهزة مخابراتنا ثم وزراء الدفاع ثم وزراء خارجية (الدول الثلاث) يمكنهم الاجتماع. بعد اجتماعاتهم، ربما نجتمع نحن كزعماء. عرضت الأمر على السيد بوتين ولديه رؤية إيجابية بشأنه”.
إلا أنّ المسار التصالحيّ تعثّر ولم تستجب دمشق ضمن المهلِ التي اقترحتها أنقرة، واشترطت دمشق على أعلى المستويات أنّ يرتبط تقدمُ المفاوضات بانسحابِ الجيش التركي من الأراضي السوريّة، ولذلك كان أقصى ما تحقق هو اجتماعٌ لنوابِ وزراء خارجية (روسيا وتركيا وسوريا وإيران) في 3/4/2023 في موسكو، وذلك بعد تأجيل موعده لأسبوعين. وأكّد أيمن سوسان معاون وزير الخارجيّة السوريّ: أنّ “إعلان تركيا رسميّاً سحبَ قواتها من الأراضي السوريّة كافة هو المدخلُ لإعادة التواصل بين الجانبين”.
تشكّل قضية الانسحاب التركيّ من الأراضي السوريّة المحتلة، نقطة خلافٍ أساسيّة بين موسكو ودمشق، فالجانبُ الروسيّ يؤيدُ استمرار المفاوضاتِ، دون اشتراط سحب الجيش التركي، وهو موقفٌ ينسجمُ مع دعمها لبقاءِ أردوغان في السلطة.
ومع العدِّ التنازلي للانتخابات التركيّة جدّد وزير الخارجيّة التركيّ الحديثَ عن اجتماع على مستوى وزراء الخارجيّة مطلع أيار المقبل، ومساء الأربعاء 12/4/2023، أعلنت المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الروسيّة ماريا زاخاروفا عن استعدادات “مكثفة” لعقد اجتماع لوزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران وسوريا، بشأن مساعي التطبيع بين أنقرة ودمشق، بما في ذلك الاتفاق على موعد متوقع في مطلع أيار المقبل.

بعد تقارب الرياض وطهران تعويل على الاحتضان العربيّ
من الواضح أنّ دمشق تتريث في مسار التطبيع مع أنقرة، خلافاً لإرادةِ موسكو، والمسألة تتعلق بنتائج الانتخابات التركيّة في 14/5/2023، الذي يحدد مصير حزب العدالة والتنمية ومن يقود دفة السياسة في أنقرة، وتعوّل أكثر على الانفتاح العربيّ عليها بعد قطيعة بدأت مع الأزمة السوريّة، وفي هذا السياق جاءت زيارة وزير الخارجية السوريّ فيصل المقداد إلى الرياض الأربعاء قبل يومين من اجتماع عربيّ موسّع في جدة الجمعة 14/4/2023، وضمّ وزراء خارجية العراق والأردن ومصر ودول مجلس التعاون الخليجيّ، لبحث مسألة احتضان سوريا عربيّاً وإعادة عضويتها إلى الجامعة العربيّة، وكانت الجامعة العربيّة قد علّقت عضويّة سوريا في اجتماع طارئ لوزراء الخارجيّة العرب عُقد في القاهرة في 12/11/2011، حتى التزام الحكومة السوريّة بتنفيذ بنود المبادرة العربية. وطالب القرار “الدول العربيّة بسحب سفرائها من دمشق”، لكنه اعتبر ذلك “قراراً سياديّاً لكلِّ دولةٍ”.
وخلال زيارته الأخيرة إلى موسكو قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة على قناة آر تي الروسيّة نشرت في 16/3/2023: إنَّ بلاده منفتحةٌ على التعاونِ الثنائيّ مع الدول العربيّة الذي لا يقلُّ أهميةً عن العودةِ لجامعةِ الدولِ العربيّةِ، معتبراً أنَّ سوريا لم تعد ساحةَ صراع بين السعودية وإيران. موضحاً أنّ العودةَ لجامعة الدول العربية “ليست غاية في حد ذاتها إذا لم تكن سوريا محلَّ توافق وليس محل انقسام”. وعلّق على الاتفاق السعودي – الإيراني لاستئناف العلاقات الدبلوماسيّة بين البلدين، قال: “إنّ هذه الخطوة إيجابيّة و”مفاجأة رائعة” ولا بد أن تنعكسَ إيجاباً على المنطقة، مضيفاً أن المطالب العربيّة بقطع العلاقات بين دمشق وطهران لم تعد تُثار”.
من الواضح أنّ التقارب العربي مع دمشق اكتسب زخماً كبيراً بعد المصالحة بين الرياض وطهران والحديث عن افتتاح السفارات مجدداً، ذلك لأنّ السعودية تمثل ثقلاً عربيّاً نوعياً من جهة، ومن جهة لأنّ معظم خلافاتها مع المحيط العربيّ ترتبط بشكلٍ أو بآخر بعلاقاتها مع إيران، وهذا ما تبدو آثاره المباشرة في الملفين اليمنيّ والسوريّ. وجاء بعد إعلانِ الرياض وقفَ العمليات العسكريّة في اليمن وإيفاد وفدٍ للتفاوضِ مع الحوثيين.
وفي سياقِ الاحتضان العربيّ أعلنت وزارة الخارجية العُمانية الخميس 13/4/2023، دعمها لعودة سوريا إلى حضنها العربيّ بعد قطيعة استمرت أكثر من 12 عاماً، وأعلنت دمشق الأربعاء، إعادة فتح سفارتها في تونس، وقالت إنّها ستعيّن سفيرها هناك “قريباً”، وذلك بعد إعلان الرئاسة التونسيّة في 3/4/2023، أنّ الرئيس التونسي قيس سعيد، أعطى تعليمات لوزير الخارجية نبيل عمار بالشروع في إجراءات تعيين سفير لبلاده في دمشق التي تم إبلاغها بذلك باتصال هاتفيّ مع الوزير السوريّ فيصل المقداد.
كان الزلزال المدمّر الذي وقع في 6/2/2023، مناسبة هامة ومحطة تحوّل سياسيّ، وتلقت دمشق كميات كبيرة من المساعدات الإغاثيّة من دول عربية في مقدمها الإمارات والسعودية وزار وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، دمشق في 12/2/2023. كما جرت اتصالات على أعلى المستويات من دول مصر والبحرين
وكانت أبو ظبي في مقدمة الدول العربيّة انفتاحاً على دمشق، فقد كسرت جمود العلاقات وأعادت فتح سفارتها في دمشق في 27/12/2018، وزارها وزير الخارجية الإمارات في مناسبات عديدة أولها في 9/11/2021، وآخرها زيارة عمل للوزير الإماراتي في 4/14/2023

لا حل سياسيّ على حساب السوريين
من جهته أكّد مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطيّة، الهوية الوطنيّة لقواته، وأعرب عن أمله بانضمام قواته مستقبلاً إلى الجيش السوريّ، وربط بدء المفاوضات مع تركيا بإنهاء احتلالها للأراضي السوريّة. حديث مظلوم عبدي جاء في لقاءٍ أجرته قناة “الشرق” المصريّة الخميس، وقال عبدي: إنّ “قسد” تريد تطوير علاقاتها مع النظام السوريّ لكنه يتعنت في ذلك.
وفي تأكيدٍ لهويةِ قوات سوريا الديمقراطيّة قال عبدي: “قسد قواتٌ سوريّة وجزءٌ من منظومةِ الدفاع عن الأراضي السوريّة، وقوة لا يُستهان بها يفوق عدد مقاتليها الــ100 ألف”، وشدد على وجوب أن تكون ضمن “منظومة الدفاع عن سوريا”.
حديث عبدي ليس بجديد، فالإدارة الذاتيّة في شمال وشرق سوريا أكدت على مسؤوليها في مناسبات عديدة على المسار السلميّ، وكان ذلك مضمون تصريحاتٍ إعلاميّةٍ عديدة خلال السنوات الماضية، لكن دون الوصول إلى أيّ تفاهمات حول ذلك بين الجانبين.
وعن الحل في سوريا أكد عبدي إنّه يجب أن يأخذ قسد بعين الاعتبار، وأنهم أبلغوا حكومة دمشق والتحالف الدوليّ بذلك، “فقوات سوريا الديمقراطيّة مستمرة في محاربتها لتنظيم داعش، وفي نفس الوقت ستحمي مناطقها، عدا ذلك لن نقبلَ بأيّ حلٍّ أو تسوية”.
وحول الانفتاح العربيّ الأخير على دمشق ومساعي أنقرة للتطبيع معها، قال عبدي إنّه “لا يجب أن تكون على حساب الشعب السوريّ، ولا على حساب الحل السياسي”، مضيفاً أنّ “الشعب الكرديّ ضد أن يكون التطبيع على حساب دمائه، وعليه، فإن موقفنا من هذه العلاقات هو أن لا ينسوا الحل السياسيّ أيضاً”.
ولفت عبدي إلى وجود علاقات بين “قسد” مع النظام السوريّ، ولكن “دون نتائج”، موضحاً أنّ حكومة دمشق ليست مستعدة الآن للحل الذي يجب أن يكون وفق مصلحة الشعب السوريّ وشعوب شمال وشرق سوريا.
التفاوض مع أنقرة مشروط
ورداً على حول العلاقات مع تركيا، رفض عبدي “أي اتفاقات تطلق يد أنقرة في سوريا وتهدر دماء قوات سوريا الديمقراطية”، لكنه أعرب عن الاستعداد للتفاوض مع تركيا بشرط أن تنهي احتلالها للأراضي السوريّة”.
وأضاف: “تركيا تحتل أراضينا وهجرت أهالينا من عفرين، وسري كانيه، وكري سبي/ تل أبيض، ولكن إذا كانت مستعدة للحوار معنا بشأن إنهاء الاحتلال والتغيير الديموغرافي وإيقاف هجماتها ضد شعبنا، فنحن مستعدون للحوار مع أنقرة”.
وأشار عبدي إلى أن حكومة دمشق لها اتفاقات مع تركيا لا سيما اتفاق أضنة المبرم عام 1998، والذي كان ضد الكرد بسوريا، “لكن رأينا بأن التقارب بين أنقرة ودمشق لم يُفضِ لأي نتيجة، بل كان نتيجة ذلك التقارب، هو الأزمة السورية، وثورة الشعب السوري، وما جلبته من ويلات”.
وأشار إلى أن يجب أن يكون إنهاء الاحتلال التركي من أولويات حكومة دمشق، معتبراً أنه عدا ذلك “ستكون تلك العلاقات بين الجانبين ضدنا، وستعمق الأزمة السورية، وسنقاوم ذلك، ولن نسمح بنجاح مخططاتهم”.
مصر تُجدد مطالبة أنقرة بالانسحاب
تصريحات القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية تزامنت مع مؤتمرٍ صحفيّ عُقد في أنقرة الخميس، وضمّ وزيري الخارجية المصريّ سامح شكريّ والتركيّ مولود جاويش أوغلو، ودعا الوزير المصري تركيا إلى سحب جيشها من سوريا.
وقال شكري إن القاهرة تريد مواصلة تحسين العلاقات التي انقطعت إثر إطاحة الرئيس السابق محمد مرسي، وأشار إلى “وجود تباينات حول سوريا” حيث تنشر تركيا قوات وتدعم فصائل معارضة في الحرب التي تشهدها البلاد، بحسب ما جاء.
وشدّد شكري على “ضرورة الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، ووجوب انسحاب القوات الأجنبية من الأراضي السوريّة”.
وسبق أن دعت القاهرة في مناسباتٍ عديدة أنقرة إلى سحبِ قواتها من شمال سوريا وعدم التدخّل في شؤون الدول العربية المجاورة.
أنقرة ترفض الانسحاب
وفيما يبدو أنه ردٌّ تركيّ على الموقف المصريّ قال جاويش أوغلو في لقاء على قناة Habertürk مساء الخميس:
“إنّ الاتصالات مع سوريا ممكنة في المستقبل، ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعيّن القيام به، ونحن لن نقبل بأيّ شروط مسبقة، ولن نقبل بشرط انسحاب قواتنا من أراضي سوريا من أجل التفاوض، إذ أننا سنغادر لتبدأ التهديدات ضدنا من جديد“. وزعم جاويش أوغلو أنّ الهدف هو إحياء العمليّة السياسيّة.
وتعتبر زيارة الوزير المصري سامح شكري هي الجولة الثالثة من المحادثات بين الجانبية، في إطار مسعى للتقارب بعد أزمة العلاقات بين البلدين على خلفية الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي في 30 حزيران 2013، واتهم الرئيس التركيّ أردوغان لاحقاً باغتياله.
من اللافت أنّ لقاءاتِ وزيري الخارجية التركيّ والمصريّ تقترن مع لقاءاتٍ مصريّة سوريّة، ما يوحي بمسارات إقليميّة موسّعة، فقد زار وزير الخارجية السوريّ فيصل المقداد القاهرة مطلع الشهر الجاري، وبعد الزلزال المدمّر في 6/2/2023، زار سامح شكري تركيا في 27/2/2023، وذلك مباشرةً بعد زيارة إلى دمشق.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle