سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الإنارة الليلية تُعزِّز شعور الأمن لدى أهالي الشدادي

خلال الأشهر الأولى من العام الحالي تضافرت جهود عدة جهات لتجهيز ونصب المئات من أعمدة الإنارة الليلية في المداخل والشوارع الرئيسة داخل مدينة الشدادي، بهدف تعزيز الاستقرار والأمن في المدينة.
وتقع الشدادي إلى الجنوب من مدينة الحسكة بحوالي 60 كيلو متراً، حيث كانت معقلاً رئيساً لمرتزقة “داعش” أثناء سيطرته على المدينة، وهي منطقة ذات تكوين عشائري عربي.
تشغيل الإنارة الليلة في مسافات طويلة داخل المدينة التي شهدت تقلّبات أمنية حادة على مدار سنوات الأزمة في سوريا، أثار ارتياحاً لدى الأهالي الذين وجدوا أنفسهم أمام مشهد مختلف لمدينتهم مقارنةً مع سنوات سابقة.
يقول أمين درويش لوكالة نورث برس، وهو أحد أهالي الشدادي، إن هذه الإنارة أحدثت فرقاً في المدينة مقارنةً مع السابق وباتت الرؤية جلية في الشوارع التي وضعت فيها هذه الأضواء الليلية.
كما قللت الإنارة: “من حوادث السرقة وأعطت جمالية للمدينة وبثت شعوراً من الطمأنينة في نفوسنا”، بحسب “درويش”. وقال كنعان بركات الرئيس المشترك لهيئة الداخلية في إقليم الجزيرة التابع للإدارة الذاتية، إن تعزيز أمن واستقرار المنطقة: “يدخل في أولويات عملنا في الحفاظ على حياة المواطنين”.
تعزيز الأمن
وأضاف أن قوى الأمن الداخلي (الأسايش) وكافة المؤسسات الأخرى المرتبطة بهيئة الداخلية: “لعبت دوراً كبيراً في الحيلولة دون وقوع الجرائم، في حين تحاول خلايا المرتزقة ضرب الحالة الأمنية الراهنة والالتجاء والاختباء في الأماكن المظلمة والتحرك فيها”.
وتحد مشاريع الإنارة في المنطقة من محاولات الأشخاص أو الخلايا في ارتكاب الجرائم بمختلف أنواعها، وبالمقابل تُسهّل على الجهات المختصة من متابعة تحركاتهم، بحسب “بركات”.

وسبق تجهيز إنارة الشدادي جهوداً مدنية تمثلت في عقد جلسات حوارية بين الأهالي والأسايش: “لفهم الاحتياجات الأمنية لدى السكان وتعزيز الأمن المجتمعي”، بحسب نرجس عمر مديرة برامج في منظمة ديموس المدنية المحلية.
جاءت هذه الحوارات ضمن مشروع “أمننا” والذي تُشارِك فيه العديد من منظمات المجتمع المدني في شمال وشرق سوريا.
ويسّرت المنظمات سلسلة من اللقاءات بين الأهالي والأسايش، في العديد من البلدات بما فيها الشدادي.
وتقول “نرجس” عن تلك الجلسات: “حاولنا من خلالها نقل متطلبات ومخاوف الأهالي وإشراكهم في تعزيز الأمن في مدينتهم من خلال مقترحات وتوصيات”.

وتضيف لنورث برس: “كذلك حاولنا من خلالها تعزيز مفهوم الشرقطة المجتمعية والقاضي بأن أمن المجتمع مسؤولية جميع أفراده”.
لكن علاوي الصالح وهو أحد أهالي المدينة، وشارك في الجلسة المنعقدة في الشدادي، يرى أن جلسة واحدة رغم أهميتها لم تكن كافية لنقل كامل المتطلبات.
ويقول: “المدينة تحتاج لتسيير دوريات أمنية حيث الإنارة الليلية تضيء الشوارع الرئيسية في المدينة بينما الفرعية منها تفتقد لها في الليل وكذلك ريف المدينة، حيث تنتشر فيها البطالة إلى جانب الوضع الاقتصادي المتردي بين فئة الشباب وهو ما يؤدي إلى زيادة الحوادث الأمنية”، على حد تعبيره.
وشدّد الرئيس المشترك لهيئة الداخلية في إقليم الجزيرة، على أن ما تم إنجازه من مشروع الإنارة في بعض مدن الإقليم “جيد ولكن غير كافٍ” ويتطلب توسيعه ليشمل جميع مدن إقليم الجزيرة.