الإعلام ودوره في النهوض بالمجتمع

تقرير/ كروب روناهي –

الإعلام في الوقت الحالي يعتبر من الركائز الأساسية للنهوض بالمجتمع وتوجهيه نحو بناء وحماية نفسه من كل الشوائب والهجمات المختلفة وعبر كافة المجالات، وعلى عاتقه يقع مسؤولية كبيرة، خصوصاً في ظل الأوضاع الراهنة ووسط بروز كم هائل من مختلف أنواع الوسائل الإعلامية، والتي لكلً منها سياسة خاصة بها، والإعلام في روج آفا والشمال السوري أمام مرحلة تاريخية ومفصلية، وشرائح المجتمع كافة اليوم أمانة في عنق هذا الإعلام، ولا سيما في مجتمع أصبحت ثقافة القراءة فيه معدومة للكتب والصحف، وأصبح الاعتماد الأساسي على التكنولوجيا والمواقع والصفحات الإلكترونية والفضائيات.
التشويش الإعلامي ودوره السلبي

تلعب الكثير من وسائل الإعلام في الداخل والخارج دوراً سلبياً كبيراً في تزييف الحقائق، وبث الأخبار الملفقة والكاذبة وللأسف البعض منها كردية، ولا يجوز أ ننكر أن البعض أصبح ضحية لهذه الأكاذيب، ويجب على الإعلام لدينا تولي مهامه كما يجب، وأن يصل لكل بيت وقلب كل مواطن، وذلك عبر نقل همومه وما يعانيه عبر كافة وسائلنا التي تختلف من وسيلة لأخرى في تقاربها من المواطنين ونقل شكاويهم، والعمل على شرح مهامه أيضاً وواجباته تجاه الوطن وتجاه منزله والحي الذي يقطن فيه، فالإعلام يكمل المجتمع والعكس صحيح، فمن المؤسف الحالة الإعلامية الهزيلة التي وصلت إليها بعض القنوات التي ذاع صيتها في مجتمعاتنا، في حين أصبح انفجار عجلة شاحنة بخبر انفجار كبير يهز المدينة الفلانية وحالة هلع وخوف ونزوح من المدينة، بدون التأكد من الخبر وماهيته، فقط القضية نقل خبر هام وعاجل يحصد بعض اللايكات الفيسبوكية، ولكنه يزرع الخوف في قلوب المواطنين، وطبعاً هذه الأمور تحدث عن علم وقصد، وبأهداف رخيصة لا تصب إلا في خانة المعتدين على الشعوب المتعايشة في شمال سوريا.
إعلامهم وبث النعرات الطائفية وإثارة الفتن

عمل سابقاً وحتى الآن إعلام السلطة على توجيه المجتمع نحو التعصب القومي وفرض أيديولوجية وفكر واحد لحزب واحد يحتل مفاصل الحياة كافة، ومع قيام الثورة السورية ظن الجميع بأن إعلام الثورة السورية سوف ينتهج سياسة خاصة، وهي جمع كل السوريين تحت شعار «واحد واحد واحد الشعب السوري واحد»، ولكن تبين أنه كان شعاراً زائفاً وعلى الفور توجه إعلام المعارضة لبث النعرات الطائفية وتقسيم المناطق حسب الطائفة، وعلى هذا المنوال يسير حتى الآن. ولكن؛ بروز إعلام مغاير في روج آفا وشمال سوريا كان خطوة هامة لشعوبها، حيث ابتعد عن اللغة القوموية والمتعصبة، وباتت الشعوب كافة تأخذ دورها في الشمال السوري ولها صحف وقنوات ومواقع وصفحات بلغاتهم، وأصبح الكردي والعربي والمسيحي يعملون في وسيلة إعلام واحدة وهدفهم خلق المحبة والتآخي بين الشعوب وإظهار الحقائق التي تحصل على أرض الواقع، وبالرغم من أن الإعلام في روج آفا والشمال السوري لم ينجح إلى حد كبير بنقل معاناة المواطنين ولكنها في تطور إيجابي ملحوظ، ونتطلع للأفضل في المرحلة القادمة وبات كالدرع يتصدى لكافة الأشكال لوقف بث النعرات الطائفية بين أبناء الشعوب في روج آفا والشمال السوري عامةً.

الإعلام الحر وتصديه للإعلام المضاد

بعد تأسيس الإعلام الحر عدت تلك الخطوة قفزة نوعية في المجال الإعلامي بروج آفا وتنفس الإعلاميين الصعداء بواقع أفضل، ومقارنة بالماضي فالإعلامي الآن يتحرك بحرية أفضل من ذي قبل، حيث كان الإعلام موجهاً لخدمة نظام الحزب الواحد فقط، ولا ننكر وجود بعض المضايقات، ولكن مهما كان فالإعلام في الوقت الحالي أفضل من السابق بكثير وهو كما ذكرنا في بداية الحديث أمام مرحلة تاريخية ومفصلية، ويجب الإدراك بأنه يجب أن يضع خدمة المجتمع فوق كل الاعتبارات، وألا يتغاضى بعمله عن نقل الحقائق عن بعض النواقص في الحالة الخدمية وطرح الحلول وأخذ آراء المواطنين والمعنيين للوصول لنتيجة تخدم الوطن والمواطن، أما الإعلام الحر فهو أمام امتحان هام بخاصةً بعد عقده الكونفراس الرابع قبل فترة وجيزة، والامتحان له هو كيفية صده للإعلام المضاد والذي يهاجم الشعوب في مجتمعاتنا بشتى الوسائل عبر أخبار كاذبة وتقارير كيدية من داخل وخارج روج آفا وشمال سوريا، وعلى لسان الرئيسة المشتركة السابقة للإعلام الحر شهناز عثمان، حيث أوضحت بأنهم خلال سنتين من العمل حاولوا كثيراً التصدي لهذه الهجمات والتي تستهدف على وجه الخصوص الوجود الكردي في المنطقة، وأنهم وثقوا عشرات التجاوزات ضد أبناء هذا المجتمع، وتم إرسالها لقنوات عالمية ووسائل دولية ولكنهم لم يتجابوا وهم مشاركين في المؤامرات على أبناء هذا المجتمع، وأضافت: «ونتطلع في الأيام القادمة أن نتكاتف كشعب وإعلام حر ضد كل من يسول له نفسه بزرع التفرقة والطائفية بين أبناء المنطقة وواثقين بأننا قادرين على مجابهتهم بمجتمع وإعلام حر».