يعتبر الإعلام خلال الحروب أحد الأدوات الأساسية التي يُعوّل عليها لاستكمال النصر، أو لحثّ الهِمَمِ لتعديل الخسارة إلى انتصار، وتعاظم هذا الأمر بعد الانتشار الكبير لوسائل ووسائط الإعلام التي باتت تتيح الوصول إلى المعلومة وإيصالها إلى المتابع بكلّ سهولة ويُسرٍ، لدرجة أنّها تكاد تكون متابعة لحظيّة لما يجري على الأرض.
أمّا على صعيد المضمون، فإنّ العديد من القنوات الإخباريّة ووسائل الإعلام المختلفة وقعت بفخّ الدّعاية السلبيّة، فتحت شعار حريّة التعبير وتمّ فتح المجال للدّواعش والدّاعشيات بالكلام دون حذف أيّ كلمة من تصريحاتهم، وبعضها لا يزال يروّج لفكرة الدّولة الإسلاميّة المزعومة، ممّا استدعى المكتب الإعلاميّ التابع للإدارة الذّاتيّة في شمال سوريّا لإصدار بيان بصيغة “التمنّي” للانتباه لهذا الأمر. ويلاحظ في التغطيات الإعلاميّة حضور قويّ لوسائل الإعلام الغربيّة، بحيث تكاد الوسائل العربيّة تُعدُّ على الأصابع خصوصاً الفضائيّات الإخباريّة، ممّا يطرح التساؤل الجدّي حول هذا الغياب أو اللامبالاة حول أهمّ حدث في القرن الحالي وهو القضاء على آخر وجود عسكريّ لدولة داعش الإرهابيّة، ممّا يدفعنا للسؤال المنطقي، هَل كان الوضع سيكون مماثلاً لو أنّ المهاجمين ليسوا قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة؟
السابق بوست
القادم بوست