سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الإعلامية هيفي نوجيان: “علينا أن نعمل باحترافية أكثر لنكن صوت الشعب”

تقرير/ إيفا ابراهيم –

روناهي/ قامشلو- الصحافة الكردية زرعت بذورها بالغربة والآن تحصد ثمارها في الوطن، وذلك انطلاقاً من صدور أول صحيفة باسم كردستان وصولاً إلى يومنا هذا، وقد حققت خطوات مهمة وناجحة، والمرأة لها بصمتها أيضاً.
هناك أهمية كبيرة للصحافة في جميع مجالات الحياة، فعندما نتعمق في التاريخ سنجد مدى تأثير الإعلام، وأن اسم السلطة الرابعة لم يخلق عن عبث وعندما نتحدث عن مجتمع بلا صحافة نستطيع القول بأنه مجتمع معطوب.
من المعروف أن انطلاق شرارة الصحافة الكردية الأولى، كانت بصدور أول صحيفة باسم كردستان والتي صدرت في 22 نيسان عام 1898 في القاهرة بمصر، وذلك من قبل مقداد مدحت بدرخان، لذلك اعتبر هذا اليوم ميلاد للصحافة الكردية ويصادف كل عام من هذا اليوم ذكرى الصحافة الكردية.
وعلى هذه الأرض وعلى خطى النضال والعمل المقدس في كافة أجزاء كردستان الأربعة عمل الصحافة بدأ يتطور وحقق نجاحاً خطوةً تلو الأخرى في هذا المجال، فقد صدرت مجلة “هاوار” في دمشق من قبل جلال بدرخان في عام 1932 بمحصلة 57 إصدار، والتي أحدثت قفزة مهمة في تاريخ الصحافة الكردية، لأنها صدرت في سوريا وأعدت أرضية صلبة للصحافة الكردية، كون مجلة هاوار بدأت بالنشر بالأحرف اللاتينية، لذلك أخذت المجلة مكانةً خاصةً لتطوير اللغة الكردية كونها أول مجلة تدرج بالأحرف اللاتينية في اللغة الكردية.
مع انطلاق مجلة هاوار تحررت اللغة الكردية من سطوة الأحرف العربية، ولاحقاً أصدر جلال بدرخان مجلة ملونة باسم “روناهي” في العاصمة السورية دمشق، وغطت كافة الأخبار لمعظم مقالات المجلة، وهذه أيضاً حققت خطوة نوعية في ميدان الصحافة الكردية.
وبعد كل هذا النضال المجهود اتخذت الصحافة الكردية خطوات ناجحة، بدءاً من المجلات ومروراً بالصحف والوكالات والقنوات التلفزيونية.
دور الإعلام الكردي في مواكبة الثورة
بعد ثورة 19 تموز في روج آفا وشمال وشرقي سوريا، برز دور الإعلام الكردي ليواكب الثورة وإيصال صوت الثورة الحقيقية وصوت إرادة الشعوب إلى الرأي العام، وبهذا الصدد قالت لصحيفتنا المذيعة في قناة “ستيرك” هيفي نوجيان بأن الصحافة الكردية مرت بمرحلة أقوى، وأهملت سنوات عديدة أثناء حقبة المحتل الذي كان السبب في تفكك المجتمع والعداء بين الشعوب، وكان السبب أيضاً في الجهل بتاريخهم وثقافتهم، وهذا بدوره جلب اضطراباً كبيراً، ولأجل أن يتعرف الشعب الكردي مرة أخرى على ثقافته وتاريخه الضائع، كان هناك ضرورة ملحة لإيجاد الصحافة الكردية وتكون بمثابة صوت الشعب. وبينت هيفي بأنه لذلك فأن هدف الصحافة ليس فقط تغطية الأحداث بل إيجاد الحلول وتنظيم المجتمع.
الصحافة الكردية منبراً للمعاناة والانتصار
وأشارت الإعلامية هيفي بأنه بمرور عشر السنوات على تقدم الصحافة الكردية في ظل الثورة السورية بشكل عام وثورة شمال وشرق سوريا بشكل خاص، وبمرورها بكافة ظروف الحرب الصعبة، ومع قلة توفر الفرص إلا أن الإعلاميين والإعلاميات بجهودهم المبذولة استطاعوا لفترة معينة أن يكونوا منبراً لمعاناة ونضال وانتصار الشعب في مناطق شمال وشرق سوريا وإيصالها لمسامع العالم أجمع لمواكبة الثورة.
وتابعت هيفي بأن الكثير من الإعلاميات والاعلاميين لم يدرسوا الصحافة الأكاديمية، لكن اليوم ومع تجربة السنين وبفضل الكفاح والقيم ودماء الصحفيين الشهداء نستطيع أن نبصر المرحلة المشرقة في مستقبل الصحافة الكردية وإيجاد مصدراً للحلول.
المرأة الإعلامية مزقت القيد المفروض عليها
وعن دور المرأة الإعلامية الرائدة في ثورة روج آفا بشمال وشرقي سوريا، نوهت هيفي بأن المرأة وجدت نفسها المسؤولة من اللحظة الأولى، نتيجةً لذلك تولت المرأة إدارة الصحف وغيرها في العديد من وسائل الإعلام، علاوةً على ذلك المرأة باتخاذها الخطوة بمجال الصحافة مزقت القيد المفروض عليها مُنذ مئات السنين وحررت نفسها من هذه السلاسل، وهذا بدوره انتصار عظيم وذو مغزى لأجل النساء اللواتي يناضلن في مجال الصحافة.
وأضافت هيفي قائلةً: “للمزيد من حماية وتعزيز قيمة مئات السنين من الصحافة الكردية يجب علينا أن نعمل باحترافية أكثر لنكن صوت الشعب ووحدته، وأن نتحرك لإيصال صوت آلام الشعوب ومتطلباته”.
وبمناسبة الذكرى السنوية المئة واثنا وعشرون ليوم الصحافة الكردية التي مرت مؤخراً، هنأت هيفي جميع زملائها وزميلاتها الصحفيين والصحفيات، قائلةً: “العمل في مجال الصحافة يتقدم، لكن حتى الآن لم نصل إلى المرحلة المطلوبة، وبإمكاننا القول بأن هذه المرحلة ملائمة، ومن الآن فصاعداً جميع النقاط التي نعتبرها كصحفيين وفي جميع المؤسسات الإعلامية لا تزال ناقصة، ومن الضروري أن نتممها ونحرر أنفسنا من التقليد”.