سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الإعاقة والتهجير… ثنائية قاسية يهددان مستقبل ذوي الاحتياجات الخاصة في المخيمات

قامشلو/ دعاء يوسف_

بين خيم عشوائية ممزقة مترهلة تحيطها الرمال، تُروى قصص خسارات مريرة، كان أبطالها ذوي الاحتياجات الخاصة من المهجرين، واتجهوا نحو حياة مجهولة، يحيطها مستقبل ضبابي، لا ينبعث منه بريق أمل، ففي مخيمات النازحين والمهجرين، يكابد ذوو الاحتياجات الخاصة مواجهة حياة صعبة ومريرة، فمنهم من يعاني الإعاقة قبل الحرب، ومنهم من بتر القصف أجزاء من جسده؛ ليبقيه مصارعاً حركة الحياة بشكلها الكلي أم الجزئي.
ومع أن تفاصيل المعاناة تختلف من شخص لآخر، إلا أنها تجتمع عند حقيقة، أن هذه الفئة الهشة تعد الأكثر تضرراً وتعرضاً لارتدادات الواقع المر.
هنالك في المخيمات، ينتظر أصحاب الاحتياجات الخاصة دعماً، قد يعيد لبعضهم القدرة على الحركة من جديد، من أجل استعادة نسق حياته الطبيعية، وسط غياب كبير للمنظمات، التي تعنى بشؤونهم.
فبالرغم من عدم توفر أرقام دقيقة حول ذوي الاحتياجات الخاصة في سوريا، إلا أن الثابت هو: “عددهم يرتفع بشكل مطّرد جراء استمرار قصف الاحتلال التركي للمناطق المأهولة بالسكان”.
عزلة وخوف من التجمعات
وخلال زيارتنا لمخيم واشوكاني، رصدت عدستنا “روناهي”، مسناً يناهز السبعين عاماً، يجلس مع شابة بدا في محياها، أنها من ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ كانت تلعب ببعض الدمى، والألعاب بمشاركة مرحة من والدها.
“أحمد حمود العيسى والد الشابة قعود العيسى”، مهجر عصفت به الحياة، حتى وصل إلى خيمته في مخيم واشوكاني، التي احتضنت عائلته الصغيرة المؤلفة من ثلاثة أشخاص، واستمر والد قعود باللعب مع ابنته أثناء حديثه عن وضعها في المخيمات: “إن صغيرتي معاقة ذهنياً فهي تبلغ من العمر ثلاثين عاماً، ولكن عقلها بعمر خمس سنوات، وقد اضطرب وضع قعود بعد تغير البيئة عليها، لتدخل في مرحلة من الخوف والعزلة عن الجميع، فهي لم تستطع تحمل ما عانينا حتى وصلنا إلى هنا، وهذا ما زاد تعلقها بي وخوفها من الجميع”.
وقد نوه العيسى، أنه عانى جداً مع قعود، لتتكيف مع الحياة في المخيم، وخرجت من التوحد، الذي أصابها في بداية نزوحهم، وعن وضع قعود الصحي قال العيسى: “لم تكن هكذا منذ ولادتها، إلا أنها أصيبت في البصلة السيسائية منذ صغرها، ونتج عن الإصابة إعاقة ذهنية، وبالرغم من زيارتنا للعديد من الأطباء إلا أنها لم تتحسن”.
تطرق العيسى إلى، أن قعود تخضع للعلاج عند أحد الأطباء في الحسكة، واسترسل: “الأدوية التي تأخذها كثيرة، وجزء صغير منها نأخذه من المخيم، وما تبقى أسعى لتأمينه من نفقتي الخاصة، فكل نوع من الحبوب بـ 15 ألف ليرة سورية”.
وأشار العيسى للحالة النفسية، التي تعاني منها قعود: “أنها تخاف التجمعات، فعند زيارة أحد أقاربنا لنا تستاء، وتتصرف بطريقة غريبة جداً، حتى أنها تنعزل وتنطوي في ركن من أركان الخيمة بكل خوف، لأننا خرجنا من قرية ليلان مع مجموعة كبيرة، فصراخ الأطفال وأصوات المدافع والطائرات، خلقت الرعب في قلبها، فأصبحت تعتقد أن التجمع يجلب تلك الأصوات المخيفة والحرب.
وزاد أنه يأخذها معه في جولات بين الخيم كما تفعل والدتها للترفيه عنها، وكسر حاجز الرعب من الأشخاص قائلاً: “دائماً ما تخرج معي أو مع أحد من العائلة، فهي لا تغيب عن أنظارنا أبداً، وعند التجول بين الطرقات والخيم تقوم بالتشبث بي كأنني سأهرب، إلا أنها تحب هذه الرحلة القصيرة”.

الحرب فاقمت معاناتهم
لم يشتكِ العيسى من النوبات، التي تقابل قعود بل كان يتقبلها بكل رحابة صدر، ويحاول جعلها تلعب مع أطفال الجيران قرب خيمتهم، فلا تغيب عن ناظر والدتها، ويساعدها على الاختلاط والتخلص من نوبات الهلع، التي تصيبها في التجمعات، وفي هذا السياق قال العيسى: “إنني أتلقى دروساً، وأحضر ندوات خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة للتعرف على كيفية إخراجها من قوقعة الرعب، التي تعيشها عند التجمعات”.
طلبت بعض النساء من عائلة قعود ربطها خوفاً عليها من خفايا الخيم، والذئاب البشرية، إلا أن والدها أبى ذلك معللاً الأمر: “لست بوحش متحجر القلب، فلا ذنب لها لتربط كالبهائم بسلاسل وحبال، أن عقلها عقل طفل صغير، فإن حصلت على الحب والحنان لن تهرب أبداً من المنزل، لتتعرض لأي مكروه”، فوضع قعود كوضع الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة.
فقد والدها الأمل من تحسنها بعد العيش في خيمة مهدد بالخروج منها بأية لحظة قائلاً: “هذه الحرب، وهذه الخيم، وهذا الوضع الذي أصبحنا فيه مجبرين، سيقتل مستقبل قعود وغيرها، لا نريد المساعدة والاستحسان من المنظمات بل نريد العودة للوطن معززين مكرمين”.
اختتم والد الصغيرة قعود أحمد حمود العيسى”: كما كان يصفها في حديثه قائلاً: “ذوو الاحتياجات الخاصة لا يتشابهون، بل تتفاوت مطالبهم وقدراتهم ومساهماتهم في المجتمع، وخلال الأزمات غالباً ما يكونون عرضةً لمخاطر التمييز والاستغلال والعنف، ويواجهون عوائق متعدّدة، مادية ومعنوية تحول دون حصولهم على الدعم والمساعدات على اختلاف أنواعها، ولا سيّما الإنسانية منها، فالحرب فاقمت من معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة”.
الخوف من المجهول
وفي السياق ذاته، حدثنا والد الطفلة روسلين عبد العزيز فهد العيسى من قرية الجنيدية، والذي حدثنا عن وضع طفلته البكر ذات سبع سنوات: “طفلتي معاقة ذهنياً بالإضافة إلى الشلل، وقد قمت بعملية لها في دمشق منذ مدة لكنها لم تستطع المشي”.
وزاد العيسى، إن إدارة المخيم على وشك إخراجهم من المخيم قائلاً: “لا أملك المال لتقديم العلاج لها، ومنذ دخولي للمخيم بعض المنظمات تكفلت بأدويتها وعلاجها الفيزيائي، إلا أنني مهدد بالخروج من المخيم في أيةِ لحظة”.
علل العيسى لروسلين عجزه أمام مستقبلها: “تجلس هادئة أو بالأحرى لا تستطيع الحراك، كلما نظرت إليها أعلم مدى تقصيري بحقها، ولكن ما باليد حيلة، فقد خسرت كل شيء لأعيش على بعض المعونات المقدمة إلي”.
وطالب عبد العزيز فهد العيسى في ختام حديثه إدارة المخيم بتقدير وضع روسلين، وإعادة النظر في قرارها، وقد اختتم حديثه مطالباً الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية، بتقديم يد العون لهذه الفئة المهمشة من المهجرين قائلاً: “احتياجاتهم تفوق الشخص العادي، وهم بحاجة لرعايةٍ خاصة فوضعهم مختلف تماماً”.

 

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle