الإسفنج الطبيعي

 يُعتبر الإسفنج من الحيوانات التي تعيش في قاع البحار والمحيطات وبعض المسطحات المائية، يتميّز حيوان الإسفنج بأنه لا يملك رأس أو أعضاء داخلية أو أذرع، حيث يعيش ملتصقاً بالصخور أو النباتات، أو غيرها من الموجودات تحت سطح الماء.

الإسفنج مكتمل النمو لا يستطيع التحرك من مكان لمكان آخر، ولذلك فهو يشبه النباتات في تكوينه، حيث كان الناس يظنون أن الإسفنج نوع من أنواع النبات، ويصنفه العلماء في يومنا هذا على أنه نوع من الحيوانات، فهو كباقي الحيوانات الأخرى يتناول غذاءً لا يستطيع أن يصنعه بنفسه كما في النباتات.

 يوجد من الإسفنج ما يقارب الخمسة آلاف نوع تعيش معظمها في أعماق المحيطات، والقليل منها يعيش في الأنهار والبحيرات، ويعتبر واحداً من أقدم الحيوانات البحرية، حيث عُثر على أحافير للإسفنج البحري والّذي كان يعيش ما قبل 500 مليون عاماً.

 يستخدم الإنسان الإسفنج من أجل النظافة والاستحمام به منذ القِدم، وتوجد هياكل لبعض أنواعه تستخدم كأداة جيّدة للتنظيف، لأنها ناعمة وتستطيع امتصاص كميّةً كبيرةً من الماء.

كيفية استخراج الإسفنج الطبيعي:

يتمّ استخراج الإسفنج من المياه الساحلية على ارتفاعات لا تزيد عن الستين متراً، بالإضافة إلى بعض المياه الضحلة التي تكون قريبةً من الشاطئ، وفي العادة يتمّ التقاطه من خلال قصبة طويلة يكون في نهايتها خطاف له ثلاث شعب، وتكون على قارب صغير، فعندما يرى الصياد المستعمرات الإسفنجية في القاع يقوم بإنزال هذه القصبة إلى الماء، ثم يضع الخطاف من تحت الإسفنج ويقوم بنزعه وخطفه من القاع ويرفعه إلى سطح القارب.

 وهناك طريقة أخرى لاستخراجه عندما يكون موجوداً على أعماق أكبر، حيث يقوم الصيادون بالغوص في الأعماق لفترات تكفي تجميع كميات من الإسفنج، وهذه الطريقة متبعّة في الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة فلوريدا بالإضافة إلى مناطق اليونان وليبيا وشمال إفريقيا، وبعد أن يتمّ انتشاله من أعماق البحر، يقوم الصيادون بتنظيفه على سطح السفينة أو من خلال إلقائه في برك مائية يقيمونها على الشاطئ ويظلّ حتى تفسد أعضاؤه الرخوّة وتتعفن، حيث لا يبقى منه سوى الهيكل الإسفنجي.

 وبعد ذلك يتمّ استخراجه من هذه البرك ثم يُعصر ويعرّض للشمس بواسطة تعليقه حتى يجف تماماً، ثم تتمّ معاملته كيميائياً للتخلّص من الزوائد الكلسيّة والبكتيريا وغيرها من المواد العالقة به، ثم يتمّ تغيير لونه من الغامق إلى الفاتح، وبعدها يقطع حسب الرغبة والحاجة ثم يُعرض بالأسواق لبيعه.