سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الإدارية بمؤتمر ستار ميادة محمد: المرأة الركيزة الأساسية لنجاح الثورة

جل آغا/ أمل محمد –

نوهت الإدارية في مؤتمر ستار “ميادة محمد” في ناحية جل آغا، إلى أن انتصار المرأة هو بحد ذاته انتصار لثورة روج آفا، لأن الثورة القائمة على كفاح ونضال المرأة، منتصرة لا محالة، وهذا التقدم اللافت الملموس في المجتمع، في السنوات الماضية بُنيَّ على الكفاح، الذي قدمته المرأة، سواء من خلال صوتها، أو فكرها، أو حتى وجودها في ساحات القتال.
لطالما كانت نساء مؤتمر ستار في ناحية، جل آغا، السباقات في دعم ريادة المرأة، والرفع من وتيرة فكرها، والسعي لوصولها لمكانتها الطليعية، وكان لصحيفتنا لقاء مع الإدارية في مؤتمر ستار “ميادة محمد” والتي حدثتنا بدورها عن الدور الجوهري للمرأة في ثورة روج آفا قائلةً: “ثورة روج آفا: هي ثورة المرأة، كما شهدنا على مدار عدة سنوات من الآن، فإن العنصر النسوي كان بارزاً في ثورتنا، وهذا ما جعل الانتصار حليفاً لها، انطلاقة الشرارة الأولى للثورة، كانت بداية عصر النهضة للمرأة”.
المرأة قُبيل ثورة روج آفا
أشارت ميادة لواقع المرأة قبل ثورة روج آفا، والتي كانت تعيش تهميشاً لاذعاً من المجتمع والفكر الذكوري البحت، حينها: “لم تجد المرأة نفسها، ولم تعرف حقوقها، ومطالبها قبل الثورة، فالفكر السائد حينها جعل منها جسداً بلا روح، حقوقها كانت حبراً على الورق، على رفوف المحاكم والمكتبات، وحين المطالبة بحقوق المرأة، يقف المجتمع بأكمله كالشوكة في الحلق ليردعها ويوقفها”.
وتابعت: “الفكر الذكوري من أحد أسباب ضياع شخصية المرأة، فالمجتمع القائم على أعراف وقيم معينة قبل مئات السنوات، يُحتّم على المرأة الرضوخ والالتزام بقوانين فُرضت عليها، حتى وإن لم ترغب هي بذلك”.
انتصار الثورة ما كان إلاّ بوجود المرأة
وأكدت ميادة على الدور الفعال للمرأة في انتصار الثورة: “حين شاركت المرأة بفكرها، وصوتها، وكيانها، في الثورة خلقت انتصاراً لم يشهده العالم في السابق، حملت السلاح، وقاتلت، وأدلت بصوتها في الفعاليات والمؤتمرات وناضلت بفكرها؛ لتُبرهن للعالم بأسره دورها الجوهري في المجتمع، هي اليوم ليست نصف المجتمع، بل هي المجتمع كله”.
واسترسلت ميادة حديثها: “شهيدات كثيرات لمعت أسماؤهنَّ في الثورة، وهذا شكل علامة فريدة أُضيفت لثورتنا، فلم نسمع من قبل بحربٍ شاركت فيها المرأة بجوار الرجل، هذا الأمر يجعلنا فخورين بهؤلاء القدّيسات، اللواتي لا يوقفهنَّ شيء في سبيل الوصول لمبادئهنَّ وأهدافهنَّ”.
مؤتمر ستار ودوره في توعية المرأة 
مؤتمر ستار يعد من أهم المؤسسات، التي تشكلت لتوعية المرأة بحقها وكيفية الدفاع المشروع لمطالبها: “مؤتمر ستار هو صوت المرأة الحر، هو ذاك الهاجس، الذي يدفع بالنساء للمضي قُدماً، المرأة قبل وبعد مؤتمر ستار، شخصيتان متضادتان، تماماً كالنور والظلام، والجهل والعلم، لقد عانينا كثيراً للوصول لهذه المرحلة، التي نحن عليها الآن مرحلة أقل ما يُقال عنها أنها بصمة فريدة في عالم النساء”.
ولفتت ميادة إلى أن المرأة لم تحصل بعد على حقوقها كافة، ولكن العمل مستمر بجهود المؤتمر، والنساء؛ لنيل المرأة مطالبها في مختلف مجالات الحياة، عشر سنوات من العمل حققنا فيها الكثير من التقدم والنجاح، ولكن لا يزال الطريق طويلاً لنيل المرأة مكانتها الحقيقية”.
التحديات التي واجهت مؤتمر ستار
وعن التحديات، التي واجهت النساء في بداية تشكل مؤتمر ستار، في مختلف مناطق شمال وشرق سوريا، قالت ميادة: “عضوات مؤتمر ستار، واجهنَّ تحديات ومعوقات في البداية، ومن أهم هذه المعوقات، الفكر الذكوري السلطوي، ولكن هذا الأمر لم يشكل سوى دفعٍ للنساء؛ للمضي ومحاربة هذا الفكر، بل ساد فكر المرأة الحر في المناطق، التي أُسِّس فيها مؤتمر ستار، كما واجهنا العديد من المحاولات؛ لطمس معالم فكرنا ونهجنا الذي سرنا عليه، ولكن بعزيمة نسائنا استطعنا أن نتخطى الصعوبات كافة”.
خطط مؤتمر ستار المستقبلية
وأردفت ميادة حديثها: “المشروع الذي يضع حداً معيناً، ويكتفي ببعض النتائج هو فاشل لا محالة، لذا مؤسسة مؤتمر ستار، لا تتوقف عند حد معين، فأهدافها واضحة، وهي الوصول للفكر الحر للمرأة في المناطق كافة، وتحرير النساء وتدريبهنّ؛ للانخراط في مختلف مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية”.
 وفي الختام وجهت ميادة رسالة لنساء جميعهن مفادها: “لم تخلقي عبثاً أنت التي لا يقوم المجتمع إلا بوجودك، أنت صوت الحياة وكيانها، قاتلي للوصول إلى حقك المشروع، أنت الحرب والسلام في آنٍ واحد، والحياة والموت، أنت التي بك، ومنك تكمن الحرية”.