الإدارة الذاتيَّة لشمال وشرق سوريا تَحتفلُ بذكرى تأسيسها الأولى

تقرير/ حسام اسماعيل –

روناهي/ عين عيسى ـ نظمت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا احتفالية يوم السبت 7/ 9/ 2019، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لتأسيسها، وبحضور المئات من الأهالي وممثلي الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والعشائر ووفود  شعبية،  وممثلي الإدارات الذاتية والمدنية، ومجلس سوريا الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية وعوائل الشهداء وحركة المجتمع الديمقراطي وقوى الأمن الداخلي، ونُظمت الاحتفالية في ناحية عين عيسى.

الإدارة الذاتية نموذج للحل الشامل لسورية

وبدأت الاحتفالية بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، تلاها عدة كلمات ألقيت باسم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطية، افتتحت بكلمة الرئاسة المشتركة للمجلس العام للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا فريد عطي بدأها بالقول:” نستذكر الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الوصول إلى الحرية والشفاء للجرحى، ونشكر كل من ساهم في بناء الإدارة الذاتية”.

وحملَّ عطي النظام السوري مسؤولية ما حصل في سوريا من فوضى ودمار خلال السنوات السابقة، وعليه استطاعت الفصائل المسلحة وداعش التمدد في المنطقة، مشيراً الى أن عنجهية النظام البعثي، ورفضه للديمقراطية هو الذي شجع لاندلاع انتفاضة شعبية.

وبيّن عطي أن الإدارة الذاتية استطاعت تنظيم المجتمع، وتلبية الخدمات الاجتماعية “وتحولت إلى وحدة متكاملة”، مشيراً إلى قبول الحوار على أساس التكامل ووحدة الأراضي السورية، والسعي إلى تحويل الإدارة الذاتية نموذج للحل الشامل للأزمة السورية، ودعا عطي في ختام حديثه أبناء سورية بالعودة إلى الوطن والعمل في حمايته وبناءه.

وتلاه كلمة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي ألقتها بريفان خالد وعبد حامد المهباش باللغتين الكردية والعربية وقالا فيها: “وجهنا رسالة للعالم أنه لا أحد يستطيع كسر إدارة الشعوب بناءً على مفهوم التعايش المشترك، وحاربنا جنباً إلى جنب أعتى المرتزقة، ورسالتنا أن لا أحد يستطيع زعزعة استقرار المنطقة عبر بث الفتن بين مكوناتها”.

ونوه الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي عبد المهباش الى أن الإدارة الذاتية نتاج المؤتمر الثالث لمجلس سوريا الديمقراطية الذي أقيم في 16 تموز 2018، من أجل إقامة اتصال بين الإدارات الذاتية والمدنية السبعة، والحفاظ على الحقوق المكتسبات، وتوفير الدفاع والأمن المشترك، والخدمات بكافة أنواعها، مشيراً لدور المرأة الريادي في بناء الإدارة الذاتية”. مضيفاً “ونتطلع إلى عفرين والباب وجرابلس وإعزاز، ونعتبرها محتلة، وواجبنا استردادها مهما كلف الأمر”،

وأشادت كلمة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بنضال قوات سوريا الديمقراطية، والانتصار على مرتزقة داعش في سوريا، داعية إلى الاستمرار في النضال للوصول إلى سوريا المستقبل الذي يطمح بها كل السوريين.

سياسة العداء للإدارة الذاتية جلية من قِبل تركيا

وفي كلمة الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية امينة عمر، أوضحت سياسة العداء الواضحة من قبل الاحتلال التركي للإدارة الذاتية، وبدأت كلمتها بالقول: ” تأسيس الإدارة الذاتية جاء لحاجة ملحة، ولتحقيق المصلحة العامة بعد النصر التاريخي الذي حققته قوات سوريا الديمقراطية في محاربة الإرهاب، وهذا النصر الذي تحقق عزز من قدرة الإدارة الذاتية، ووضع الإدارة أمام تحديات وخيارات صعبة، في مكافحة الإرهاب وخلايا داعش من جهة، وإعادة بناء وإعمار المناطق المحررة من جديد”.

وأضافت أمينة في معرض حديثها بالقول:” كل هذه التحديات إضافة الى وجود الآلاف من النازحين واللاجئين في مناطق الإدارة الذاتية، بالإضافة الى ذلك المساحة الجغرافية الواسعة التي تتواجد عليها الإدارة الذاتية بحاجة إلى اعتراف دولي”.

وأشارت الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية أمينة عمر الى أن التحدي الكبير الذي تواجهه الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا هو التهديدات التركية المستمرة، وعلى لسان الرئيس التركي اردوغان لمشروعها الديمقراطي، وتهدف إلى القضاء على هذا  المشروع برمته، وحتى بعد الاتفاق على تفاهمات تبدد المخاوف المزعومة للدولة التركية”.

ووصفت أمينة عمر مشروع الإدارة الذاتيَّة بالمشروع الوحيد الذي يقدم نفسه على أنه المشروع الديمقراطي، لأنَّها حققت انجازات عظيمة في فترة زمنية قصيرة، وهي مسؤولة أمام الشعوب التي منحتها الثقة للاستمرار والنجاح، وهذا الأمر مرتبط أشد الارتباط بالشفافية التي تستند على معرفة الأخطاء والاعتراف بها، والعمل على معالجتها”.

سنفزيون وعروض تراثيّة

وبعد انتهاء الكلمات من قبل الحضور عُرِض سنفزيون اسُتعرض من خلاله مجمل الأعمال التي قامت بها الإدارة الذاتيَّة لشمال وشرق سوريا خلال سنة، تلاه عروض فلكلورية قدمت لوحات فنية للرقص من الفلكلور التراثي والثقافي لشعوب المنطقة، وهي فرقة احياء التراث (الرقة)، فرقة الشهيد شيلان (كوباني)، فرقة الفلكلور الشركسي، فرقة الشهيد بوطان تركمان، ووصلة غنائية للفنان صفقان اوركيش، والفنان ملك اليتيم، لتنتهي الاحتفالية بأغاني تراثية ووطنية.