سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا…عمر قصير وإنجازات كبيرة

رفيق ابراهيم –

في السادس من أيلول مرت الذكرى السنوية الثانية للإعلان عن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، هذه الذكرى التي تمر على شعوب شمال وشرق سوريا وهم يعيشون إنجازاتها التي لا تعد ولا تحصى على الرغم من عمرها الذي لم يتجاوز السنتين، وخلال هذين السنتين أثبتت علو كعبها وحققت الكثير ما لم يكن متوقعاً من أشد المتفائلين بها، وفي جميع المجالات، ومن كافة النواحي السياسية والاقتصادية والخدمية والثقافية والعسكرية وبخاصة محاربة الإرهاب.
وخلال السنتين الماضيتين حاربت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا على عدة جبهات، وبخاصة على الجبهة الداخلية، حيث قدمت بعض الدول الإقليمية كتركيا التي احتلت الكثير من المدن في الشمال السوري، وبالإضافة إلى ذلك عملت غير مرة على تأجيج الصراعات الداخلية بين أبناء شمال وشرق سوريا، وخلقت مشاكل كثيرة وحاولت إثارة النعرات الطائفية وضرب حالة الهدوء والأمان والاستقرار لشعوب المنطقة، ودست السم في الكثير من الأحيان بين العرب والكرد عبر استغلال الظروف التي تعيشها المنطقة، لزعزعة الأمن والاستقرار التي تعيشها مناطق الإدارة الذاتية. فمرةً حاولت عبر خلاياها الداعشية النائمة وقدمت لسبل استمرارها من خلال التفجيرات والمفخخات، التي تحدث بين الفينة والأخرى، ومرة أخرى عبر استهداف الشخصيات الوطنية التي أبت أن تسلم وطنها للعدو المحتل، عندما جعلت هدفها شيوخ العشائر العربية لاتهام قوات سوريا الديمقراطية والكرد بالدرجة الأولى، ولكن هذه الألاعيب لن تنطلي على شعوب المنطقة التي باتت تدرك من يقف خلف هذه الأعمال الإجرامية، حيث اكتشفت جميع ألاعيبهم، وبات من المعروف للجميع من هو العدو الأول لهم، ومن هو الذي يحاول ضرب وحدتهم وتكاتفهم، سواء كان من الداخل أم من الخارج.
 الإدارة الذاتية تدرك حجم المخاطر التي تنتظرها، وتحاول إثبات وجودها بشتى الوسائل الممكنة التي بين يديها، الإدارة مشروع سوري وطني أثبت جدارته في الإدارة، بقيادة وفكر الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب، وهو مشروع يحافظ على وحدة الأراضي السورية وتحقيق نظام ديمقراطي لا مركزي يحقق العدالة والرفاهية لجميع أبناء الشعب السوري.
هناك تطلعات كبيرة وطموحة تنتظر هذه الإدارة، حيث استطاعت أن تحقق إنجازات عديدة، على الرغم من كافة الصعوبات التي تعترضها، وهذا ما يؤكد بأن هذه الإدارة الفتية قادرة على المضي قدماً في تجاوز كل الأخطاء التي تظهر، حتى تحقيق جميع الأهداف التي وضعتها نصب أعينها للوصول إلى ما تخطط له، وإلى مجتمع حضاري متقدم يسوده الأمن والأمان والعدالة والازدهار، هدفه إدارة أموره بشكل ذاتي ثلث يكون الشعب فيه هو الذي يقود نفسه بنفسه، والهدف الأسمى له تحقيق كل ما يتمناه الشعب في شمال وشرق سوريا.
والإدارة الذاتية لطالما اتخذت من مبدأ أخوة الشعوب الركيزة الأساسية ينتظرها مستقبل زاهر، وهذا ما يدركه كل فرد من أبناء المنطقة، ولهذا حققت إنجازات على كافة الصعد، الخدمية والإدارية والمؤسساتية، والإدارة الذاتية مطالبة الآن برفع الجاهزية القصوى، والعمل على تدارك النواقص التي حدثت، من أجل تحقيق آمال وطموحات شعوب شمال وشرق سوريا بخاصة، والشعب السوري بشكل عام، وكلنا أمل بأن الإدارة قادرة على المضي بثبات لتحقيق أهداف الثورة.