الإحماء وأهميته في لعبة كرة القدم

إعداد / جوان محمد – 

---

روناهي / قامشلو ـ الإحماء قبل المباراة حاجة ملحة وضرورية للفريق، بالإضافة إلى اللاعب البديل الذي سوف يدخل ميدان الملعب بدلاً عن زميله في المستطيل الأخضر، ولكن رغم ذلك نجد في الكثير من الحالات دخول بعض الفرق واللاعبين بدون عملية الإحماء لميدان الملعب واللعب مما يؤثر سلباً على اللياقة البدنية والوقاية من الإصابات.

طبقاً للعديد من الدراسات وآراء الخبراء يمكن تعريف الإحماء علي أنه العملية التحضيرية لإعداد اللاعبة واللاعب لتهيئته بدنياً وفسيولوجياً ونفسياً من خلال مجموعة من التمرينات العامة والخاصة والأنشطة الحركية المتدرجة في الحجم والشدة والمختارة بدقة طبقاً لتجارب ومعارف علمية وخبرات تطبيقية، تعمل علي رفع درجة حرارة العضلات التي تؤثر تأثيراً ايجابياً علي زيادة قوة انقباضها وانبساطها، ويساعد الإحماء علي تجنب حدوث إي إصابة سواء تمزق أو شد لأي من العضلات والأوتار والأربطة والوصول إلي لأفضل مستوى من الإنجاز أثناء التدريب أو المنافسة.

بعض الفرق والأندية تأتي لاعباتها ولاعبيها مع إحماء بسيط يدخلون المباراة على الفور وهذا الأمر غير صحيح، وحتى في الكثير من الأحيان في الملاعب المغلقة بسبب ضيق الوقت وعدم تواجد المكان المناسب للإحماء تلعب المباريات بدون قيام الفريقين بالإحماء اللازم، أن كانت ضمن الدوريات الرسمية أو المباريات الودية، وكل ذلك يؤدي في النهاية إلى خطورة تعرض اللاعبة أو اللاعب للإصابة بأقل حركة أو احتكاك ممكن.

أهمية الإحماء

وعن هذا الأمر يجيب استشاري العلاج الطبيعي وعلاج السمنة الدكتور أسامة حفنى، من مصر قائلاً: “الإحماء قبل مباريات كرة القدم من أهم ما ينبغي عمله، وللأسف الشديد دائماً ما يتم تجاهله، وخصوصاً بالنسبة للهواة الذين يمارسون كرة القدم بشكل متقطع، وأيضاً يتم عمله بلا فاعلية تقريباً بالنسبة لفرق الناشئين، وهذا ما يسبب تكرار الإصابات، وقد يقضى على الموهبة قبل بدء تألقها أو تمنع الإصابة شخص من لعب الرياضة التي يحبها”.

كما أن اللعب بدون الإحماء الكافي يوثر على فاعلية أجهزة الجسم وقدرة العضلات على التكيف، مما يؤدى إلى أداء أقل مما يمكن الحصول عليه من اللاعب، إذا تم تجهيزه بالإحماء الجيد, ويمكن تجنب كل هذا بالاهتمام جيداً بالإحماء والتنبيه على عدم تجاوزه أو عمله بتهاون، والإحماء الجيد يجب أن يتكون من ثلاث مراحل تعمل بالترتيب للحصول على جهازية فسيولوجية لجميع أجهزة الجسم.

أولاً: إحماء الجهازين الدموي (القلب والأوعية الدموية) والتنفسي. وهذا الإحماء ينقسم إلى جزأين استاتيكي وديناميكي، الجزء الاستاتيكي يتم في غرفة تغيير الملابس، قبل المباراة بنصف ساعة، بالإضافة لعمل مساج لتنشيط الدورة الدموية والاهتمام ببعض مناطق الجسم التي يقل فيها الدورة الدموية، مثل: الكعبين، والركبتين، وأسفل الظهر، والكتفين، ويكون الاهتمام بهذا الجزء أكثر في أوقات البرد الشديد.

يلى ذلك الجزء الديناميكي من إحماء الجهازين الدموي والتنفسي، ويجب أن يبدأ قبل المباراة بعشرين دقيقة على الأقل، ويبدأ بالجري الخفيف الذى يزيد من سرعته تدريجياً مع إدخال عمل مجموعات مختلفة من العضلات أثناء الجري، ويختتم بتمرينات جري مع السرعة (اسبرنتات) متقطعة. مع الجري للأمام والخلف والجري الملتوي كالثعبان.

ثانياً: إطالة العضلات، يجب أن نعلم أن هذا الجزء الهام جداً من الإحماء لا يجب أداؤه أبداً بدون الجزء السابق، فإن عمل تمارين الإطالة للعضلات الباردة يمكن يسبب أضراراً بالغة، أحرص دائماً على ألا تشعر بأي ألم أثناء تمارين الإطالة، كما يجب أن تعرف أثناء ممارسة تمارين الإطالة مع الفريق أن أعضاء الفريق لن يستطيعوا ممارسة كل تمرين بنفس الطريقة في بعض الحركات، حيث إن هناك اختلافات جينية في كل فرد، وبالتالي يجب عمل هذه التمارين كلاً على قدر طاقته، وتمارين الإطالة تنقسم أيضاً إلى جزأين استاتيكي وديناميكي، الجزء الاستاتيكي يبدأ بشد العضلات بأخذ أوضاع محددة والإبقاء على هذا الوضع لفترة وجيزة، وهذا الجزء من الإطالة يهدف إلى إراحة العضلات وتخفيف توتر اللاعبين قبل المباراة.

والحقيقة أنه ليس له دور فعال في زيادة مرونة العضلات إلا إذا كان يمارس بانتظام ولفترات طويلة، أما الجزء الديناميكي من تمارين الإطالة، وهو على قدر كبير من الأهمية، لأنه الجزء الذى يؤثر على زيادة مرونة وإطالة العضلات، فالعمل العضلي يقوم على التوازن النسبي بين أمرين هامين، التغير في الشد والمقاومة والتغير في الطول ولذا تمارين الإطالة في هذه المرحلة يجب أن تتم أثناء العمل العضلي، بحيث يمارس اللاعب تحريك المفاصل من بداية المدى الحركي للمفصل حتى نهايته.

ثالثاً: تمارين التوافق والتمارين بالكرة، وهى عبارة عن مجموعة من الحركات الفنية التي يجب أن تغطى كل مهارات وفنون الكرة، مثل: ركل الكرة والتنطيق والتحكم في الكرة والترقيص وغير ذلك.

إذ تمت كل هذه التمارين وبنفس الترتيب فإنه يمكن اللعب بأمان وفاعلية واستمتاع، ولفترة طويلة بدون أي تعب أو إصابات.

في الكثير من دورات التدريب في إقليم الجزيرة، لاحظنا تركيز المحاضر على قضية الإحماء والطرق الصحيحة له، ففي حال الإحماء بشكل غير صحيح كما ذكر أنفاً ينجم عنه آثار سلبية كبيرة، وهنا يأتي دور المدرب واللاعبة واللاعب سوياً، بالتزود بكل المعلومات الضرورية بخصوص الإحماء، لأنه في لعبة كرة القدم قلة قليلة ممن يمتلكون لدينا شهادات تدريب ولديهم معرفة كبيرة في علم التدريب وكرة القدم، ولذلك يجب إخضاع المدربين بشكلٍ دوري ومستمر للدورات التدريبية لكرة القدم ولنقل ذلك للاعبات واللاعبين، وكان من المفترض أن تبدأ دورة تدريب لكرة القدم في إقليم الجزيرة ولكنها لم تقام بسبب توقف النشاطات الرياضية في منتصف شهر آذار الماضي حتى أشعاراً آخر، تفادياً لتفشي فيروس كورونا في المنطقة.