سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الإبداع لا يصدر من فراغ القلب

منبج/ آزاد كردي

تعرف مدينة منبج بكثرة الشعراء والأدباء الذين سطروا بكلماتهم وشعرهم تاريخ مدينتهم المجيد وساهموا في إثراء تاريخها قديماً وحديثاً. والشاعر إبراهيم بكار بن بكار من بين الشعراء الشباب الذين برزوا في الآونة الأخيرة وبرعوا في الشعر منذ عقد من الزمن وترك إرثاً أدبياً خالداً لا ينضب.
للشاعر إبراهيم البكار في مدينة منبج حيث مسقط رأسه دفق حب ووحي وذوبان من عيون مائها الناضبة إلى ضفاف قلبه العطش، نهر شعر أورق في دفاتره وكراسته البيضاء. وفي بيت عربي من غرفتين وفسحة للشمس والمطر وتنور عتيق وأشجار في قرية كابر كبير كان إبراهيم البكار يزرع خطواته بثقة تامة لأن من يملك هكذا طبيعة خضراء لا بد أن ينطق الشعر في سن مبكرة، كما يقول لصحيفتنا “روناهي”.
ويقول البكار: “منذ أن كنت طالباً في المرحلة الإعدادية كان مدرسو اللغة العربية يعجبون بما أكتب خاصة في فقرة التعبير الأدبي فأصوغ تعابير مميزة وبطريقة شاعرية، لم أكن حينها أعرف أن الشعر قد اختارني لأرتدي عباءته، لكن وبعد انتهاء تحصيلي الجامعي ازداد صقل موهبتي وهو ما أثار إعجاب الأصدقاء لما اكتبه وشجعوني على مواصلة الكتابة”.
ويعتبر الشاعر إبراهيم البكار أن لديه هواية مفضلة كأي شاعر آخر يحب الكتابة وهي المطالعة والقراءة، فالكتابة لا تأتي من فراغ، ولتبدع أكثر عليك أن تقرأ كثيراً وتغني ثقافتك وحصيلتك الفكرية واللغوية. والشعر لا وقت يحدد له أو موعد مسبق يمكن أن تتقيد به، فأحياناً يلتقيه ليلاً وأحياناً نهاراً وربما يغيب لفترة لكنه لا يطيل الغياب، وحينما يهبط يتلقاه ويتبعه ويفرش له الورق والروح.
وتعليقاً على تأثره بعدد من الشعراء يضيف البكار: “كل شاعر يحمل رسالة ويصوغ عاطفته بشكل مقرب من القلب أعتبره قدوة لي، ولا أريد أن أذكر أسماء، فالشعراء كلهم أحبتي وليس من يدعون الشعر، وقد اكتظت بهم الساحات والمنابر. فكل قصيدة أكتبها، هي قطعة من قلبي وامتداد لروحي، حتى إن لم تكن القصيدة لي وكانت قصيدة متقنة وتزخر بالصدق والجمال أشعر أنها تلامس وجداني”.
كتب البكار عن الحب والوطن لكن بشكل رومنسي وعاطفي ووجداني، فالحب مثلاً عنده علاقة روحية يمكن أن تقوم بين الشاعر وكل من حوله ولا تقتصر فقط على الحبيب. ولا شك أن الإبداع لا يصدر من سعة العيش أو فراغ القلب، فهو وليد المعاناة، والحاجة أم الاختراع، والمترفون ليسوا بحاجة لشيء لذلك أغلب من يبدع هو من يمر بمشاكل وصعوبات يسعى لحلها، كما يقول.
ويشير الشاعر إبراهيم البكار أن القصيدة العمودية لا تزال تحافظ على تألقها ونضارتها رغم حداثة العديد من المذاهب الشعرية، كما أنها عالم مفتوح، وفي وقتنا المعاصر فإنها تتناسب مع معطيات الزمن ومتغيراته وتعبر عن رؤى الشاعر بطريقة جذابة ومغرية ومدهشة وبحرية واسعة بما يحفل به من بحر أو وزن أو قافية.
واختتم الشاعر إبراهيم البكار حديثه بالقول: “أنظر إلى الشعر في منبج على أنه بحالة صحية جيدة وذلك لما فيه من كوكبة ملهمة قادرة على الحفاظ عليه في كل وقت. وأتمنى أن تصل قصائدي للشريحة الأكبر في المجتمع وأن تكون قصائدي صادقة لتنال رضا الناس قبل كل شيء”.
الجدير ذكره أن الشاعر إبراهيم بكار من مواليد 1982 من قرية كابر كبير الواقعة جنوبي منبج، وتخرج من كلية الحقوق في جامعة حلب في عام 2008 ويعمل مدرساً في الوقت الراهن، شارك في العديد الفعاليات الثقافية.