الأم عدول وارتباطها الأزلي بالطبيعة

اعتادت نساء كوباني في مثل هذا الوقت من كل عام على الخروج إلى البراري المحيطة بالقرى والمدينة لجمع أنواع من الأعشاب والنباتات، التي تستخدم كوجبات طعام واستشفاء من عدد من الأمراض.

خلال شهر تشرين الأول من كل عام وكذلك خلال فصل الربيع تنبت في البراري العديد من أنواع الأعشاب جراء هطول الأمطار. هذه الأعشاب كانت على مدى سنوات طويلة بمثابة وجبات طعام للأهالي وكذلك كانت تستخدم في التداوي من عدد من الأمراض. وكانت النساء عادةً وبخاصةً في القرى يجمعنَ الأعشاب من البراري ويستخدمنه في وجبات الطعام.

في مراحل سابقة من تاريخ الإنسان لم تكن الأدوية الموجودة حالياً معروفة لدى الناس، لذلك كانوا يلجؤون إلى تناول أنواع من الأعشاب للاستشفاء من الأمراض، مما زاد من ارتباط الناس بالطبيعة.

وتوجد في مناطق روج آفا العديد من الأعشاب التي اعتاد الأهالي وبخاصةً النساء على جمعها في أوقات معينة من السنة واستخدامها في وجبات الطعام، وتختلف أسمائها من منطقة إلى أخرى من أشهرها الخبيزة (التولك) إضافةً إلى أنواع أخرى، وتعتبر تلة مشته نور في كوباني مكاناً ملائماً لنمو العديد من هذه الأعشاب.

وتقول العديد من نساء كوباني؛ إنهن يخرجن إلى البراري في مثل هذا الوقت من كل عام من أجل جمع أنواع الأعشاب، ومن أهم هذه الأعشاب هي الخبيزة.

الأم عدول محمد واحدة من النساء التي تروي قصة ارتباطها بالطبيعة وأعشاب الطبيعة. تبلغ الأم عدول من العمر 60 عاماً، قضت أعوام شبابها في قرية قره مزري جنوب مدينة كوباني. وفي تلك الفترة كانت البراري المحيطة بقريتها تذخر بالعديد من أنواع الأعشاب، ومثلها مثل باقي نساء وأهالي القرية كانت الأم عدول تحب تناول هذه النباتات والأعشاب، وكانت تخرج على الدوام إلى البراري وتجمع ما تيسر لها من الأعشاب.

تقول الأم عدول إنها عندما كانت تعيش في القرية كانت تحب الأعشاب والنباتات التي تنمو في الطبيعة، وكانت تخرج يومياً إلى البراري وتُحضِر الأعشاب وتُعِدُّ منها وجبات طعام لعائلتها. وحتى بعد أن انتقلت إلى المدينة؛ فإنها لا تزال تتوجه إلى تلة مشته نور من أجل الحصول على بعض الأعشاب.

وتؤكد الأم عدول أن للأعشاب والنباتات الطبيعية فوائد صحية كبيرة، وحثت الأهالي على تناول هذه الأعشاب للشفاء من الأمراض.

وكالة هاوار