روناهي/ الدرباسية –
عبّر مزارعو ناحية الدرباسية، عن تخوفهم من نتائج الموسم الزراعي الحالي، نتيجة هجمات دولة الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، واستهدافها للمنشآت الحيوية في المنطقة، وأشاروا إلى أن هذه الاستهداف تنذر أن المنطقة أمام كارثة اقتصادية حقيقية.
تشن دولة الاحتلال التركي، هجمات وحشية ضد مناطق شمال وشرق سوريا، مستهدفة فيها الحجر والشجر قبل البشر، فمن منازل المدنيين، إلى المدارس والمستشفيات، وصولاً إلى البنية التحتية، لم يسلم شيء من وحشية دولة الاحتلال التركي.
فمنذ تاريخ العشرين من شهر تشرين الثاني المنصرم، تستهدف دولة الاحتلال التركي بشكل عشوائي كامل جغرافية شمال وشرق سوريا، مخلفة العشرات من الضحايا بين جرحى وشهداء، إضافةً إلى استهدافها لموارد الحياة في المنطقة، فمن ضمن المرافق، التي استهدفتها دولة الاحتلال التركي، كان معمل الغاز في منطقة السويدية، ما أدى إلى خروج المعمل عن الخدمة.
توقف معمل الغاز، أدى إلى ضعف كمية المشتقات النفطية المستخرجة، ما أدى بدوره إلى ظهور أزمة محروقات في المنطقة على مختلف الصعد، بدأً من الاحتياجات المنزلية، مروراً بوسائط النقل، وصولاً إلى المستلزمات الزراعية والصناعية، الأمر الذي شل مجمل الحركة في المنطقة، ولا سيما الزراعة والصناعة، فقد أثرت هذه الاستهدافات على كميات مادة المازوت المخصصة للمحاصيل الزراعية، الأمر الذي سينعكس سلباً على الإنتاج والاحتياطي الزراعي للمنطقة.
ندرة مادة المازوت
وحول هذا الموضوع، تحدث لصحيفتنا الفلاح “فرحان حواس“، حيث قال: “كنا نعتقد أن موسمنا لهذا العام سيكون أفضل من العام السابق، وذلك بسبب كمية الأمطار التي هطلت كبداية للموسم، وأيضاً كنا نعول على كميات المازوت، التي كنا سنحصل عليها للسقاية، ولكن الاستهدافات التركية للحقول النفطية، حالت دون وصول الكمية الكافية من مادة المازوت”.
وأضاف: “بعد أن استهدفت دولة الاحتلال التركي المنشآت والحقول النفطية، الأمر الذي أدى إلى حرمان الفلاح من كميات المازوت اللازمة، بتنا اليوم نترقب الطقس، فإذا كانت كمية الأمطار لهذا العام جيدة، يمكن أن ينجوا المحصول، أما إذا كانت الأمطار قليلة كالعام السابق، فنحن أمام كارثة اقتصادية، قد تؤدي إلى جوع الأهالي، وذلك بسبب هجمات دولة الاحتلال التركي على مناطقنا”.
واختتم الفلاح “فرحان حواس” حديثه بالقول: “دولة الاحتلال التركي لا تحارب تنظيماً أو حزباً أو جهة، بل أنها تحارب لقمة عيشنا، فاستهداف الموارد الطبيعية والبنى التحتية لا تبرره أي ذريعة، وعلى العكس، فإن هذه الاستهدافات تعدّ جرائم حرب، يجب أن تعاقب عليها دولة الاحتلال التركي”.
تكاليف باهظة وموسم خاسر
من جانبه تحدث المزارع “محمد رشاد” حيث قال: “تكاليف الزراعة باتت باهظة جداً، فالبذار والمبيدات والفلاحة، وكل ضرورات الزراعة باتت مكلفةً للغاية، وعلى الرغم من ذلك قمنا بزراعة أراضينا، ولكن والحال هذه، فإننا لا شك سنتكبد خسائر كبيرة قد تودي بنا اقتصادياً، وبالتالي فإن اقتصاد المنطقة يتجه إلى الهاوية، ومرد ذلك هو استهداف دولة الاحتلال التركي لموارد الحياة”.
وتابع: “هدف الاحتلال التركي هو إخضاع شعوب المنطقة، وذلك من خلال محاربتهم بلقمة عيشهم، بهدف إفراغها من أهلها، وسهولة احتلالها، وبالتالي السيطرة على مقدرات المنطقة والاستيلاء على ثرواتها، إضافةً إلى سعيه لإفراغ المنطقة من سكانها بغية تغيير ديمغرافيتها”.
واختتم المزارع “محمد رشاد” حديثه: “إن جرائم دولة الاحتلال التركي تُرتكب على مرأى من العالم أجمع، ولكن إلى الآن كل الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي تبقى دون محاسبة، ودون أي رد فعل دولي، لذلك، فإن المطلوب اليوم هو تحرك دولي واسع، لردع دولة الاحتلال التركي، وثنيها عن ارتكاب المزيد من المجازر بحق شعوب شمال وشرق سوريا”.
