جل آغا/ أمل محمد –
تمسكاً بالموروث الشعبي الذي يتناقله أبناء ناحية جل آغا من جيل لآخر لا زال الأهالي يتخذون من الأعشاب الورقية التي تنمو في المنطقة غذاءً ودواءً في آن واحد.
للأعشاب الطبيعية فوائد عديدة وتستخدم منذ قديم الزمان لأغراض علاجية أو وقائية، تختلف الأعشاب من منطقة لأخرى وذلك بسبب الاختلاف في نوع البيئة وطبيعتها الجغرافية، حيث تشتهر كل منطقة بنوع معين من الأعشاب ويعود ذلك لنوع التربة أحياناً أو التنوع المائي لها، ومناطق شمال وشرق سوريا تتميز ببيئتها المتنوعة سواء بتربتها الغنية أو حتى بوفرة الأنهار على مساحتها الطبيعية.
يستغل سكان ناحية جل آغا التنوع البيئي للمنطقة ويجنون في كل فصل من فصول السنة ما تقدم لهم الطبيعة من خيراتها الوفيرة من أعشابٍ طبيةٍ طبيعية والتي تكثر على ضفاف أنهار الناحية وعلى محيط سدها، وفي الأراضي الزراعية التابعة لها، تجد الكثير من الأعشاب الورقية تُستخدم إما للطعام أو كنوع من الأدوية العلاجية بعد تصنيعها، فهي ليست مجرد أعشاب عادية هي موروث شعبي تناقلته الأجيال وإرث حافظ أهالي الناحية عليه.
نستعرض في هذا التقرير أشهر الأعشاب الورقية المتوفرة في ناحية جل آغا والتي لا يزال يقبل عليها سكان الناحية وتتواجد على مائدة الطعام لديهم وفي بيت المؤونة الخاص بهم والبعض منهم يتخذونها مصدر رزق ويبيعونها في الأسواق.
القرة أو الجرجير الكبير
القرة أو كما يسمى الجرجير الكبير من أشهر الأوراق العشبية وهو نبات شبه مائي ينمو عادةً بالقرب من الأنهار والينابيع وتكثر على ضفاف نهر جل آغا في جميع أوقات السنة تُعرف باسم ” توزك” لدى أهالي الناحية يستخدمونها بكثرة على صفرة الطعام لفوائدها الطبية، طعمه شبيه بطعم الجرجير مع وجود لذعة حارة بالإضافة إلى أنه يحتوي على العديد الفيتامينات المفيدة للجسم.
البروق نبتة البشارة
العيصلان أو البروق يتواجد بكثرة في الأراضي الزراعية للناحية، وهي زهرة برية معمرة تنمو غالباً في فصل الخريف، يستبشر بها المزارعون لأنها إن نمت بكثرة في فصل الخريف فهذا يدل أن السنة ستكون ماطرة، لها فوائد طبية تستخدم كدواء علاجي لذا يلجأ بعض التجار من أهالي جل آغا لقطفها وبيعها لشركات تصنيع الأدوية.
أكليل الجبل
أكليل الجبل تنمو غالباً في فصل الصيف وهي عشبة خشبية دائمة الخضرة يستخدمها الأهالي على شكل منقوع لتخفيف آلام المفاصل وتطهير الجروح وأحياناً لتفادي نزلات البرد وهي من الأعشاب المفضلة لدى سكان الناحية.
“الخاشل”
الخاشل نبتة عشبية تتميز بأوراقها الدائرية تستخدمها النساء في صناعة المربيات ودبس العنب والرمان حيث تمنحها طعم العسل الطبيعي كما تقوم النسوة بتخزينها كنوع من العطريات مثل البابونج البري والنعنع.
“الجنيبرة”
الجنيبرة نبات رعوي تشتهر به مناطق إقليم الجزيرة عامةً ينمو بكثرة في شهر آذار وهو من أنواع النباتات المرغوبة بكثرة في المنطقة، تقوم النساء بقطفه في الربيع وطبخه لطعمه اللذيذ وفوائده الكبيرة للهضم، ولكن قلت توفر هذه النبتة في جل آغا تزامناً مع قلة هطول الأمطار في السنوات الأخيرة.
البقلة “البربار”
تُعرف البقلة باسم ” الباربار” و”الحمكا” في كلٍ من اللغة الكردية والعربية، تنمو في الحدائق أو البساتين المنزلية للأهالي تؤكل كنوع من المقبلات على صفرة الطعام وذلك لطعمها الفريد وفوائدها العديدة لإنقاص الوزن وحماية الجلد.
تطول القائمة بأنواع الأعشاب في محيط ناحية جل آغا والتي يعتمد عليها السكان للعديد من الأسباب، ولكن قلة الأمطار في السنوات الأخيرة وجفاف الذي شهدته مناطق شمال وشرق سوريا أدى إلى ندرة نمو هذه الأعشاب، ولكن لا يزال الأهالي يعتمدون عليها بشكل رئيسي ويحرصون على نقل ثقافة الأعشاب من جيل لآخر والحفاظ عليها من الاندثار.