الأطراف المسؤولة في شمال وشرق سوريا تكشف عن خطتها لمواجهة الاحتلال

مركز الأخبارـ

أكدت الأطراف المعنية بالشأن السياسي والعسكري إلى جانب الإدارة الذاتية على جاهزيتهم لصد العدوان التركي، وحيوا مقاومة الشعب الداعمة لمقاومتهم، ودعوا جميع القوى السورية بما فيها قوات حكومة دمشق لأجل الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الاحتلال.

عقدت قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية اجتماعاً ثلاثياً، لبحث التهديدات التركية الأخيرة لاحتلال مناطق جديدة في شمال شرق سوريا وتداعياتها، إلى جانب قضايا سياسية واقتصادية وخدمية وأمنية وعسكرية.

وضم الاجتماع الذي عقد أمس السبت، في مدينة الحسكة، كل من قيادة قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي ونوروز أحمد، والقائد العام لمجلس دير الزور العسكري، أبو خولة، وقائد قوات الصناديد بندر حميدي دهام الهادي، ورئيسة الهيئة التنفيذية في مجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد، والرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية أمينة عمر ورياض درار.

وبدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ومن ثم قدمت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية شرحاً مفصلاً حول الظروف الدولية المحيطة بالتصعيد والاعتداء التركي الذي استهدف خلال الفترة الماضية مناطق تل تمر، زركان، منبج، كوباني، والشهباء، كما قامت القيادة العامة لـقسد بشرح الظروف الدولية الأخيرة وتأثيرها والمحاولات الحثيثة للحكومة التركية الساعية للاستثمار في التناقضات، وأكدت قيادة قسد جهوزيتها التامة، واتخاذ كل ما يلزم من تدابير ميدانية عبر تعزيز التحصينات العسكرية في مختلف المواقع، والحاضرية لمقاومة طويلة الامد.

وقال المجتمعون على أن أي هجوم من جانب تركيا هي مدانة، وحذروا من أنها ستؤثر بشكل سلبي للغاية على الدور المهم لقوات سوريا الديمقراطية، حيث أن انشغال قسد بجبهة عسكرية مع تركيا في الشمال يعني تراجعاً لقوة قسد وسيفتح المجال أمام مرتزقة داعش هي أكثر المعارك التي ستشهد تراجعاً وستحصل خلايا المرتزقة على مزيد من الفرص للنشاط من جديد، الأمر الذي سيقوض جهود مكافحة الإرهاب وكل التضحيات والبطولات التي قدمتها قسد في هذا المجال، وسيحول التدخل التركي المنطقة من جديد إلى ساحة تستقطب مختلف العناصر المتطرفة، عدا عن أن الهجوم التركي الجديد ستخلف آثاراً مدمرة على الوضع الإنساني وستتسبب بكارثة حقيقية وبموجة نزوح كبيرة بين المدنيين وستزيد من تعقيد مجمل الأوضاع الإنسانية في المنطقة، كما ستؤدي إلى إجهاض كل المساعي والمبادرات الرامية للتوصل إلى حل سياسي وفق القرارات والمرجعيات الأممية ذات الصلة، وفق ما أكدته البيان الثلاثي.

كما جاء في البيان الذي أصدروه المجتمعون بعد الانتهاء من النقاشات: “الأساس بالنسبة لهم هو خفض التصعيد وتعزيز السلام وعدم الانجرار إلى الحرب، فقد أكدوا على أن الحكومة التركية مرت في ظروف صعبة دفعتها لتقديم تنازلات جسيمة على صعيد السياسة الخارجية، وخصوصاً ما يخص علاقاتها التي كانت في ذروة التوتر مع دول عديدة في المنطقة، وقد أكد جميع المجتمعون بأنه ومن خلال ما يجرونه من لقاءات مع ممثلي مختلف القوى الدولية فقد أكد الجميع على عدم تأييدهم للعملية العسكرية التركية لما لها أضرار على الجانب الانساني”.

وحيا المجتمعون أبناء المكونات الاجتماعية وأبناء العشائر ومختلف القوى والأحزاب السياسية التي “أبدت شجاعةً في تحمل مختلف الظروف القاسية التي شهدتها المنطقة وبقيت متمسكةً بحقها في العيش بكرامة في وطنها ورفضت أن تكون أداةً وذريعةً في يد الاحتلال، ودعا الأهالي والسكان في شمال وشرق سوريا للتكاتف والصمود في مواجهة المشاريع تستهدف أمنهم ومستقبلهم، وأكدوا على أن العامل الأساسي في إفشال هذه المخططات هو إرادة الجماهير التي وحدها يمكنها هزيمة الاحتلال ومشاريعه”.

واعتبر المجتمعون التهديدات التركية خطراً كبيراً لابد من أن تتعاون جميع القوى السورية بما فيها قوات حكومة دمشق لأجل الوقوف صفاً واحداً في مواجهتها، خصوصاً وأنها تستهدف في جوهرها وحدة سوريا وضرب قيم العيش المشترك بين مكونات شعبها.

 ومن خلال البيان أكد المجتمعون بأن كافة القوى الوطنية الديمقراطية في سوريا مدعوة لإبداء مواقفها الرافضة للاحتلال التركي “كما أن جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي مدعوان لمساندة السوريين في حربهم ضد الإرهاب ورفض الاحتلال التركي لبلادهم بوصفه مشروعاً يهدف لاقتطاع أجزاء من سوريا وتقسيم شعبها وتحويل شمالها لمنصة تابعة لتركيا تهدد من خلالها الأمن والاستقرار في عموم المنطقة”.

وناشدوا  في ختام البيان “المؤسسات الأممية والحقوقية لتعقب سياسات تركيا وما تقترفه من تجاوزات على القوانين والعهود والمواثيق الدولية بما فيها التهجير القسري والتوطين والاحتلال المدمر والعمل على اتخاذ مواقف جدية وعملية من هكذا ممارسات وأيضاً نؤكد على ضرورة وجود دور مهم للقوى والمؤسسات المجتمعية والمدنية وأن يكون هناك تكاتف بشكل قوي بين جميع هذه الأطراف”.