يتخوف الأرمن من تكرار مجازر العثمانيين بحقهم في وقت تشن دولة الاحتلال التركي هجمات على شمال وشرق سوريا وأكدوا أنهم الآن “أمام إبادة جماعية وتطهير عرقي اذا لم يتحرك المجتمع الدولي”.
تسكن مدينة الرقة العشرات من العائلات الأرمنية ممن حالفهم الحظ واستطاعوا الهرب من بطش العثمانيين خلال المجازر التي ارتكبت بحقهم عام 1915، في حين شهدت المناطق التي كانوا يسكنونها مجازر إبادة جماعية طالت الملايين وهرب من بقي منهم حياً إلى الدول المجاورة كسوريا ولبنان، في ظل الصمت الدولي وغض الطرف عن هذه الممارسات والانتهاكات التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي، على الرغم من المناشدات والنداءات المتعددة التي طالبت بمحاسبة الأتراك عما ارتكبوه من مجازر وابادات بحق شعوب المنطقة.
وتجددت معاناة الأرمن في مدينة الرقة بعد احتلال مرتزقة داعش للمدينة وكانت أيضاً بأيادي تركية؛ كونهم عبروا منها وتلقوا تدريباتهم فيها واستقوا أفكارهم منها فذبحت واغتصبت وفرضت الإتاوات والضرائب بحجة أنهم ” كفار” وهي الكلمة التي يتداولها حالياً وبكثرة المرتزقة التي تدعمها دولة الاحتلال التركي لاحتلال مناطق شمال وشرق سوريا.
واستذكر مسيس نصري من أبناء الشعب الأرمني في الرقة لوكالة أنباء هاوار ما تحدث له والده من إبادة جماعية ومجازر لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، إذ قام الأتراك العثمانيين بين عامي 1914 ـ 1922 بارتكاب المجازر بحقهم راح ضحيتها زهاء مليون ونصف أرمني، وهدفت من وراء ذلك إلى تغيير ديمغرافية المنطقة من خلال تهجير السكان الأصليين وتسليم مناطقهم للأتراك، مستشهداً بما حدث في عفرين، جرابلس، الباب وإعزاز وغيرها من المناطق السورية المحتلة، حيث تُطبق سياسة التهجير الممنهج والتتريك.
وأشار نصري إلى أن الأرمن تعرضوا للإبادة بحجج وادعاءات باطلة من قبل دولة الاحتلال التركي، والآن يتابع أردوغان نهج أسلافه في خلق الحجج والادعاءات لارتكاب المجازر والإبادات الجماعية بحق شعب شمال وشرق سوريا مجدداً، متمسكاً بحجة حماية أمنه القومي وأمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي، رغم أنهم متأكدون إن ادعاءات أردوغان باطلة ولا تمت للحقيقة بصلة.
من جانبه؛ استذكر خوجة خليل وهو أيضاً من أبناء الشعب الأرمني في الرقة المجازر التي طالت الملايين من الأرمن والسريان متحدثاً عن مجزرة “السيفو” التي أُبيد فيها أبناء الشعب السرياني الفارين من بطش العثمانيين إلى المناطق السورية وبخاصة دير الزور، وقال: “إن أبشع المجازر العثمانية وأكثرها دموية هي بحق الأرمن والسريان والتي قوبلت بصمتٍ دولي حتى الآن، كما يقابل العدوان التركي على مناطق شمال وشرق سوريا وارتكابه مجازر أخرى بحق شعوب المنطقة وتكرار السيناريو من جديد”.
وقال خوجة خليل: “حسب روايات أسلافه أن العثمانيين كانوا إذا رأوا امرأة حبلى وأرادوا معرفة جنس الجنين؛ كانوا يقومون بشق بطن الأم وإخراج الجنين وتركهن ينزفن حتى الموت”، ذاكراً العديد من الأمثلة عن مجازر العثمانيين حيث أشار إلى أن دولة الاحتلال التركي تكرر ما قامت به سابقاً اليوم دون أي حِراكٍ دولي.
وأكد كل من مسيس نصري وخوجة خليل أنهم كسائر أبناء الشعب الأرمني لا يقبلون أي عدوان على مناطق شمال وشرق سوريا من قبل الأتراك العثمانيين ومرتزقتهم، مجددين ثقتهم بقوات سوريا الديمقراطية وقدرتها على حماية جميع الشعوب من بطش العثمانيين وتطهير جميع المناطق من رجسهم.
