سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

اعتقال الصحُفي “سليمان أحمد” مخالف للقوانين التي تحمي الصُّحفيين

قامشلو/ سيدار رشيد ـ

اختطفت قوات الأمن التابعة لحزب الديمقراطي الكردستاني، “سليمان أحمد”، الصحفي ومحرر القسم العربي في وكالة “روج نيوز”، عند بوابة فيش خابور بعد عودته إلى إقليم كردستان من سوريا، وهو معتقل منذ ثمانية أيام.
توجه محرر القسم العربي لوكالة روج نيوز “سليمان أحمد”، لزيارة عائلته في حي الشيخ مقصود بحلب في الأول من تشرين الأول، وأثناء عودته إلى باشور كردستان اعتقلته قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني، عند معبر فيش خابور، وقد فقد الاتصال معه، ولم ترد أي معلومات عنه منذ ثمانية أيام.
مشواره الصحفي
بدأ عضو اتحاد الإعلام الحر (YRA) ومحرر قسم اللغة العربية في وكالة روج نيوز، “سليمان أحمد”، نشاطه الصحفي مع بداية الثورة في شمال وشرق سوريا في المكان، الذي ولد فيه بمدينة عفرين، ومثله كمئات الشباب الصحفيين في المنطقة، عبرّ بصوته وبقلمه وكاميراته، عن إيصال الثورة إلى سكان وشعب المنطقة.
وبعد احتلال تركيا مقاطعة عفرين عام 2018، اضطرت عائلة سليمان أحمد، مثل مئات الآلاف من سكان عفرين، إلى الهجرة، وأجبرت على الخروج من أراضيها لاستخدام تركيا الأسلحة الفتاكة في قتل المواطنين، التي استحوذت عليها من حلف شمال الأطلسي (الناتو).
واستقرت عائلة “سليمان أحمد” بعدها في مخيمات اللاجئين في منطقة الشهباء على أمل العودة إلى عفرين، ونظراً للظروف الصعبة والواقع المؤلم، انضم سليمان أحمد، مثل العشرات من شباب روج آفا العاملين في المؤسسات الإعلامية في جنوب كردستان، إلى العمل في وكالة روج نيوز، التي يقع مقرها الرئيسي في مدينة السليمانية.
ويعيش سليمان أحمد في جنوب كردستان، بوثائق رسمية منذ عدة سنوات، ويواصل عمله، وبالوثائق نفسها، دخل من مدخل سيمالكا (فيش خابور) إلى شمال وشرق سوريا لزيارة عائلته المتواجدة في سوريا.
وفي 25 تشرين الأول المنصرم، عندما أراد “سليمان أحمد” العودة إلى رأس عمله في مدينة السليمانية بجنوب كردستان بالطريقة نفسها، التي عبر بها إلى روج آفا، فقدت عائلته وأصدقاؤه بعدها الاتصال به أو التواصل معه بأية طريقة، وبعد أيام قليلة، عُرف أنه تم اعتقاله من قبل سلطات هولير، ومنذ ثمانية أيام لم ترد معلومات عنه.
وبعد ضغوط من أصدقائه، والمؤسسات الإعلامية، قال مسؤولو الحزب الديمقراطي الكردستاني: إن أحمد قيد الاعتقال لديهم، بمزاعم واتهامات بعيدة عن الواقع والمنطق، وتخالف القيم الكردية.
وفي السياق التقت صحيفتنا “روناهي”، الرئاسة المشتركة لاتحاد الإعلام الحر في شمال وشرق سوريا “دليار جزيري“، والذي أكد في مستهل حديثه، أن اعتقاله خارج معايير، وقوانين حقوق الإنسان، وأحكامها المتعلقة بحماية الصحفيين.
وأشار، إلى أن معبر سيمالكا أصبح مكاناً للتجارة، واعتقال صحفيي وإعلاميي شمال وشرق سوريا، بدلاً من أن يكون معبراً للخدمات الإنسانية.
وتابع جزيري: “نحن في اتحاد الإعلام الحر، ندين بشدة اعتقال “سليمان أحمد”، الذي يشغل منصب رئيس تحرير وكالة روج نيوز من قبل سلطات هولير، ونظهر دعمنا له من مدينة قامشلو، ونضم أصواتنا إلى صوت أصدقائنا في روج نيوز بجنوب كردستان”.
واختتم الرئاسة المشتركة لاتحاد الإعلام الحر “دليار جزيري”: “ندعو صحفيي جنوب كردستان، والمنظمات والمؤسسات المعنية بحماية حقوق الصحفيين، وعلى رأسها الاتحاد الدولي للصحفيين، ومراسلين بلا حدود، ولجنة حماية الصحفيين، والمنظمات والمؤسسات الدولية بحقوق الإنسان، وحقوق الصحفيين أن يطالبوا بإطلاق سراح الصحفي “سليمان أحمد”.
وبدورها قالت الصحفية “جاني غمكين“: هذه السياسة التي يتبعها الحزب الديمقراطي الكردستاني توضح مدى العدائية، التي يكنها للشعب الكردي، ولكلمة الحق، سياساتهم هذه غير مقبولة، وندعو إلى إطلاق سراح رفيقنا الإعلامي “سليمان أحمد” في أقرب وقت ليتمكن من العودة إلى عمله، وتغطية الحقائق والمقاومة، التي يبديها المجتمع الكردي للرأي العام”.
وأصدر اتحاد الإعلام الحر في شمال وشرق سوريا، بياناً أدان فيه اختطاف الإعلامي “سليمان أحمد” من الحزب الديمقراطي الكردستاني، بحضور عشرات الصحفيين، الذين عبروا عن إدانتهم لهذا الاختطاف، بتاريخ الثلاثاء 31/10/2023، في حين أدلى زملاء “سليمان أحمد” بياناً في السليمانية “جنوب كردستان” في التاريخ نفسه.