سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

استهداف مقدرات الأهالي والبنى التحتية.. سياسة احتلال ممنهجة ومستمرة

روناهي/ برخدان جيان ـ يعمد المحتل التركي إلى استهداف الحقول الزراعية المحصودة وغير المحصودة، وإلحاق الضرر بالبنى التحتية الأساسية، ومنها خطوط التوتر الكهربائي الحيوية لحياة الأهالي المتشبثين بأرضهم.

فضمن نشر الفوضى يواصل المحتل التركي استهدافه الحقول الزراعية منذ بداية موسم الحصاد هذا العام، حيث طالت حرائقه مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية في الأراضي المتاخمة لنقاط تمركزه، ومنها مساحات محصودة يعتمد عليها أهالي المنطقة مرعى لمواشيهم، كما حصل في بلدة الجرن (الريف الغربي لكري سبي)، وبلدة الهيشة (الريف الشرقي لكري سبي)، وأراضٍ ومساحات واسعة على طول خطوط التماس في قرى تابعة لمدينة عين عيسى على جانبي الأوتستراد الدولي m4.

وفي تطور خطير أقدم المحتل التركي مؤخراً على استهداف أحد أعمدة التوتر المتوسط بريف كري سبي الغربي على خطوط التماس بالأسلحة الرشاشة الحارقة بتاريخ الخامس من حزيران الجاري، فيما تمكنت فرق الإطفاء بصعوبة من إخماد النيران.

ونقلاً عن (وكالة أنبار هاوار)، التي وثقت حادثة العدوان عبر الصور، بينت اندلاع حريق في أحد أعمدة التوتر المتوسط الخشبية إثر استهدافه بالأسلحة الرشاشة من نقاط مرتزقة المحتل التركي في حقول قرية الحرية التابعة لبلدة الجرن بريف مدينة كري سبي الغربي.

وأكد تقرير ” الوكالة ” على تعذر وصول فرق الإطفاء لإخماد الحريق آنياً؛ ما أدى إلى توسع الحريق، وامتدادها إلى أرض مزروعة، فبادرت فرق الإطفاء التعامل مع الحريق، وإطفاء عمود الكهرباء المشتعل والأرض المحيطة به.

كما وصعد المحتل التركي قصفه لمناطق وقرى خطوط التماس ابتداءً من ريف كري سبي الغربي (منجوكي- الصليبي- لقلقو)، مروراً بريف عين عيسى (الأحيمر- صيدا- الجهبل- الفاطسة)، وصولاً لريف كري سبي الشرقي (الإصيلم- الأمير- التروازية)، وبالأسلحة الخفيفة والثقيلة، مستهدفاً حرق المحاصيل الزراعية، حيث استهدف المحتل التركي قرى خطوط التماس تزامناً مع موسم الحصاد، متسبباً بذلك بحرق مئات الهكتارات من المساحات الزراعية، وعرقلة حركة المزارعين لحصاد مواسمهم.

وبهذا الصدد؛ قالت الرئيسة المشتركة لمجلس مدينة كري سبي/ تل أبيض فضيلة محمد: “هجمات المحتل التركي ومرتزقته ليست بالجديدة على مناطقنا، الا إنهما كثفا منها مع بدء النشاط الزراعي للموسم الصيفي، وجني المحصول الشتوي بهدف ضرب الأمن الغذائي لسكان المنطقة، كما استهدف مؤخراً خطوط التوتر الكهربائي في بلدة الجرن، وأدى إلى قطع التيار الكهربائي عن عشرات القرى”.

هذا ويعتمد 90 بالمائة من سكان مدينة كري سبي على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل، وهم يصرون على زراعة أراضيهم بالرغم من المخاطر، التي يتعرضون لها وخصوصاً أن غالبية أراضيهم متاخمة لخطوط التماس مع العدو التركي، كنوع من المقاومة والتشبث بالأرض.

ونوهت فضيلة في حديثها إلى الأساليب الوحشية والإجرامية، التي تنتهجها تركيا المحتلة في استهداف أسباب العيش والبقاء: “إن غالبية المساحات المستهدفة يصعب على فرق الإطفاء والطوارئ الوصول اليها بسبب استهداف المحتل التركي لها أثناء التوجه لإخمادها، ويتم إطفاؤها بجهود الأهالي وبطرق بدائية”.

واستنكرت فضيلة صمت المجتمع الدولي، وتغاضي الضامن الروسي عن خروقات المحتل التركي بحق مناطق خطوط التماس، وتسببها بحرق أرزاقهم، وعرقلة عمليات الحصاد.

 وأكدت في ختام حديثها على أن شعوب المنطقة متشبثة بمناطقها بالرغم مما تتعرض له من هجمة شرسة، ومدركينَ مخططات المحتل الخبيثة بإفراغ المنطقة من ساكنيها، ولن يسمحوا له بتنفيذ مأربه باحتلال المزيد من الأراضي السورية.