سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

استمرار انقطاع مياه الفرات يهدد بكوارث بشرية

يحارب الاحتلال التركي، أهالي مناطق شمال وشرق سوريا بالأساليب كافة، ومن ضمنها الحرب الخاصة، التي تتمثل بحرمان البلاد من حصتها من مياه نهر الفرات.
حذرت نساء كوباني بشمال وشرق سوريا من الانخفاض الكبير لمنسوب مياه الفرات وحبس المياه، الذي ينذر بكارثة إنسانية وطبيعية في المنطقة، ويشكل خطراً على مقومات الحياة.
ففي السابع والعشرين من كانون الثاني، لعام 2021، قام الاحتلال التركي بحبس مياه نهر الفرات عن الأراضي السورية، وهو ما أدى إلى تراجع تدفق مياه النهر إلى أقل من 200 متر مكعب في الثانية، علماً أن الاتفاقية الموقعة بين حكومة دمشق وتركيا تنص على أن تحصل سوريا على 500 متر مكعب في الثانية من مياه النهر.
ومنذ بداية نيسان 2022، قل المورود المائي لنهر الفرات لمستوى أربعة أمتار ونصف شاقولي، ونتيجة لذلك تأثرت السدود الثلاثة المقامة على النهر، وهي سد تشرين، وسد الفرات، وسد الحرية، وهو ما يشكل خطراً على جميع مقومات الحياة في مناطق شمال وشرق سوريا.
انخفاض منسوب مياه نهر الفرات
وحول انخفاض منسوب مياه نهر الفرات قالت الرئيسة المشتركة لمديرية المياه في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات “خالصة حاج عبد القادر“: “إن الاحتلال التركي يتبع الأساليب كافة لمحاربة أهالي شمال وشرق سوريا، فلم تكتفِ تركيا بحربها السياسية والعسكرية على المنطقة، بل لجأت إلى حرمانها من مياه الفرات”.

وأضافت: “ومن خلال قطع مياه الفرات عملت تركيا إلى خلق العديد من المشاكل في المنطقة، فانخفاض منسوب المياه أحد الأسباب الكامنة وراء تقنين ساعات الكهرباء، والذي أدى إلى تعطيل عمل المراكز الصحية والمستشفيات التي تعتمد على الكهرباء لعمل الأجهزة الطبية”.
وأشارت إلى أنه، وفقاً للاتفاقيات التي وقعت بين حكومة دمشق والاحتلال التركي، فإنه يحق لسوريا الحصول على 500 متر مكعب في الثانية من مياه النهر، إلا أنه في السنوات الأخيرة، خرقت تركيا الاتفاقية بإشراف الأمم المتحدة، ما أدى إلى تراجع منسوب المياه بالنهر إلى أقل من 200 متر مكعب في الثانية، محذرةً من أن حبس مياه الفرات ينذر بكارثة إنسانية وطبيعية في المنطقة.
وأكدت على، أن المياه تعدُّ عصب الحياة وترتبط بها جميع مقومات الحياة، مشيرةً، إلى أن تركيا تقطع المياه عن المنطقة؛ لدفع الأهالي للهجرة: “تعمل مديرية المياه في مقاطعة كوباني قدر المستطاع على تنظيم المشاريع لإيجاد حلول لمشكلة استمرار انقطاع المياه وتلبية احتياجات أهالي المنطقة من المياه”.
تأثير انخفاض منسوب المياه على الأهالي
وحول تأثير انقطاع المياه عن الأهالي في مقاطعة كوباني قالت “أمينة محمود“، البالغة من العمر 60 عاماً: “إن الاحتلال التركي يقوم بمحاربتنا بشكل مستمر، ولم يكتفِ بقتل أبنائنا وتهجير سكان المنطقة، فلجأ أخيراً إلى قطع مياه الفرات عن الأهالي وهذا من أساليب الحرب الخاصة، ذلك بحرماننا من الكهرباء والماء”.
وأضافت: “بسبب انخفاض مياه الفرات تم تقليل ساعات الكهرباء خاصة في فصل الصيف الحار، الذي أدى إلى انتشار العديد من الأمراض، وخاصة لدى الأطفال وكبار السن، حتى أنه حدثت حالة وفاة بسبب عدم توفر الكهرباء والماء في ظل الحرارة المرتفعة في الأسابيع الماضية”، مؤكدةً، أن الاحتلال التركي يعمل على تجويعنا في أرضنا وتهجيرنا من بلادنا”
وطالبت “أمينة محمود” في ختام حديثها، المنظمات الإنسانية والجهات المعنية كافة، الأخذ بعين الاعتبار وضع الأهالي في مناطق شمال وشرق سوريا، والإسراع في وضع حد لانتهاكات الاحتلال التركي: “نحن نطالب بحقنا لا أكثر، ولا نطلب شيئا من أحد”.
والجدير بالذكر، أن تراجع منسوب المياه في نهر الفرات أدى إلى خروج مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية عن الخدمة؛ ما يهدد سبل معيشة نسبة كبيرة من أهالي شمال وشرق سوريا الذين يعتمدون على الزراعة.
وكالة أنباء المرأة