قامشلو/ جوان محمد ـ
يستمر مكتب المنشآت بالمجلس الرياضي في إقليم الجزيرة بالعمل على تجهيز ملعبين معشبين في مدينة قامشلو ضمن إطار الاتفاقية المُعلنة في العام الماضي بين هيئة الشباب والرياضة في إقليم الجزيرة، والمبادرة الشعبية النرويجية، وسط ارتفاع متكرر في أسعار الحجوزات للملاعب المغطاة الصغيرة الخاصة بالمدينة، حيث خلق ذلك استياءً كبيراً بين المواطنين من هذا الارتفاع.
وتعتبر الملاعب المغطاة المعشّبة “سداسيات” + “سباعيات” في مدينة قامشلو، فسحة للترفيه عن النفس للرياضيين، وبنفس الوقت للمواطنين بشكلٍ عام، سواء إن كان ممن يرتادون هذه الملاعب بغرض اللعب ضمن فرق تشكلت من الأحياء الشعبية أو زملاء العمل في الدوائر والمنظمات المدنية، أو لمن يأتون لقضاء أوقاتهم في المساء، ومتابعة المباريات التي تقام ضمن الدورات والبطولات الكروية للفرق الشعبية في هذه الملاعب.
ولكن منذ حوالي سنة من الآن، بدأت حالة استياء تمتلك أصحاب الحجوزات بسبب الارتفاع المستمر على أسعار الحجوزات، والتي وصلت الآن إلى مبلغ 100 ألف ل.س للساعة الواحدة في أغلب الملاعب بقامشلو.
ومن جانبه المجلس الرياضي بإقليم الجزيرة، وعبر مكتب المنشآت بدأ في شهر تموز المنصرم بالعمل على تجهيز ملعبين معشّبين ضمن الاتفاقية المُبرمة في عام 2022، بين هيئة الشباب والرياضة في إقليم الجزيرة والمبادرة الشعبية النرويجية لإنشاء ملاعب كرة القدم في مدينة قامشلو.
وينص هذا الاتفاق على إنشاء ملعبين اثنين في المدينة، الأول بالقسم الشرقي منها بجانب مقر المجلس الرياضي بالمنطقة الصناعية، والملعب الثاني سيكون ضمن استاد شهداء 12 آذار بالقسم الغربي من المدينة.
ومساحة المعلبين المعشبين هي (30 متراً عرضاً، و50 متراً طولاً)، وتأتي هذه المبادرة الشعبية النرويجية ضمن إطار تشجيع اليافعات واليافعين لممارسة لعبة كرة القدم في المدينة، وتم في السنوات السابقة بناء ملاعب معشّبة على نفس الشاكلة والغرض في مدينتي الرقة، وكوباني. وهو المشروع الأول من نوعه في مدينة قامشلو، ومن المفترض أن تنتهي أعمال تجهيز الملعبين ووضعهما في الخدمة خلال الأشهر القادمة.
بينما بالمقابل ظهرت مطالب كثيرة عبر شبكات التواصل الافتراضي (فيسبوك)، بأنه يتطلب إنشاء ملاعب في المدن التي تفتقر لمثل هذه الملاعب المعشبة الصغيرة مثل تربه سبيه، وغيرها من المناطق، والتي لا تتواجد فيها حتى ملاعب مغطاة صغيرة خاصةً حتى الآن.
وتفتقر العديد من المدن لتوفر الملاعب المعشبة الكبيرة النظامية والملاعب الصغيرة التابعة لهيئة الشباب والرياضة والمجلس الرياضي في إقليم الجزيرة، بينما تتواجد ملاعب مغطاة سداسيات وسباعيات في بعض المدن ومنها قامشلو ولكنها خاصة، وتتقاضى على الساعة من 80 إلى 100 ألف ل.س، وهو مبلغ يعدُّه الكثيرون كبيراً.
أسعار كاوية
وذكر رمزي أحمد من مدينة قامشلو وهو ممن يمتلكون حجوزات في إحدى الملاعب المغطاة الخاصة في مدينة قامشلو: “في السابق كانت الأمور أفضل والأسعار مناسبة للجميع للمواطنين ولأصحاب الملاعب، ولكن حالياً فقد ارتفعت أسعار الحجوزات في غالبية الملاعب من 80 ألف إلى 100 ألف، وهذا سعر مرتفع مقارنةً بدخلنا نحن المواطنين، فليس كل من يلعب ولديه حجوزات في الملاعب له القدرة المالية لتسديد هذا المبلغ الكبير، والذي بتنا نتقاسمه علينا جميعاً كفريق حتى نستطيع دفعه”.
أما خالد حسني وهو الآخر من مدينة قامشلو، فقد أشار إلى أنه مع مجموعة من أصدقائه كان يمتلكون حجزاً في إحدى الملاعب المغطاة الخاصة بقامشلو، ولكن بسبب الارتفاع المتكرر للأسعار فقد قاموا بإلغاء الحجز وتوجهوا للعب على الملاعب الترابية المتواجدة ضمن استاد شهداء الثاني عشر من آذار، وطالب حسني الجهات الرياضية في إقليم الجزيرة بالعمل على بناء أكثر من ملعبين في المدينة، ومنح الحجوزات بأسعار مناسبة وأن لا تكون أسعارهم قريبة من أسعار الملاعب الخاصة، حتى يستفيد منها أكبر قدر ممكن من المواطنين والرياضيين، والذين يعانون من ارتفاع الأسعار بشكلٍ عام في المدينة.
وتشهد المنطقة بشكلٍ عام ارتفاع المواد كافة، وذلك بسبب انهيار الليرة السوريّة مقابل الدولار الأمريكي، والذي تجاوز سعره مبلغ 14 ألف ل.س، للدولار الواحد، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات من قبل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا ولثلاث مرات خلال عدة أشهر.
مرغمون لرفع الأسعار
بالمقابل يبرر البعض من أصحاب هذه الملاعب الخاصة في مدينة قامشلو بأنهم يدفعون ضريبة سنوية للمجلس الرياضي في إقليم الجزيرة، بالإضافة إلى شراء المازوت الحر، والذي وصل سعره بعد رفعه مؤخراً من قبل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا إلى 4300 ل.س لليتر الواحد، وذلك بسبب عدم الحصول على مستحقاتهم بالشكل المطلوب من المازوت الصناعي، والذي كان سعره أيضاً 525 ل.س ووصل حالياً إلى مبلغ 2150 لليتر الواحد، وذلك بحسب تعبيرهم.
كما يذكرون بأن مشروع إنشاء ملعب معشب مُكلف جداً، وتصل كلفته مع سعر العقار وتجهيز الملعب لحوالي 300 ألف دولار أمريكي، بالإضافة لوجود حراس وعمال في الملاعب مقابل أجور مادية شهرية، وكل ذلك يلعب دوراً كبيراً في أن تكون الأسعار مرتفعة لساعات الحجوزات للعب في هذه الملاعب الخاصة.
