سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

استقبال حافل لبطلات سوريا ومطالب بالاهتمام والدعم لهن

تقرير/ جوان محمد

روناهي / قامشلو ـ رصدت صحيفة روناهي وصول بعثة بطلات سوريا إلى مدينة قامشلو قادمة من دمشق، سيدات نادي عامودا اللواتي أحرزن لقب الدوري السوري الأول لسيدات كرة القدم على الملاعب المكشوفة، البعثة تم استقبالها من قِبل ممثلين عن الإدارة الذاتية بإقليم الجزيرة بقامشلو وبعض من أهالي اللاعبات، ولكن في عامودا كان الاستقبال حافل وشعبي وسط مطالب بزيادة الاهتمام والدعم لهذه اللاعبات.
ودخل التاريخ إنجاز سيدات عامودا بفوزهن بأول لقب لدوري سوري لكرة القدم “السيدات” على الملاعب المكشوفة، بعد لعبهن في 12 مباراة فزنَ بتسعة وتعادلن بواحدة، وخسرن اثنتين ليجمعن 28 نقطة في المركز الأول في الدوري الذي شاركت فيه سبعة أندية:
عامودا ـ حمص ـ شرطة حماة ـ العربي ـ دمشق ـ جرمانا ـ عمال السويداء.
 بدأت مرحلة الذهاب في شهر تشرين الأول من عام 2019، ومرحلة الإياب كانت في شهر كانون الثاني الماضي من عام 2020.
رغم التعب من السفر والانتظار بمطار دمشق لساعات لركوب طائرة الشحن “اليوشن” وكان المنظر لا يليق ببطلات سوريا، فكان من الواجب على الاتحاد الرياضي “العربي” السوري لكرة القدم التابع للنظام السوري تأمين سفر مريح لهذه البطلات، وتوجهن بعد الوصول لقامشلو واستقبالهم من قبل ممثلين عن الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة وبعض من أهالي اللاعبات إلى ناحية عامودا ليتم استقبالهن بحفاوة من أبناء عامودا وأهالي من مناطق أخرى، وأقيم حفل غنائي بوصولهن وفوزهن بلقب الدوري في ملعب شرمولا المغلق بعامودا، وتضمن الحفل غناء لعدة فنانين وعقد حلقات الرقص من قبل اللاعبات وإدارة نادي عامودا وجمهور الحاضرين ومن كلا الجنسين.
تتويج سيدات عامودا كان إنجاز تاريخي ويتطلب من الجميع التحرك لدعم هذه المواهب التي تنامت في أندية إقليم الجزيرة، بحيث ضم نادي عامودا لاعبات من نوادي: قامشلو ـ أهلي عامودا ـ فدنك ـ الأسايش ـ جودي، ولاعبة من كوباني تلعب في فريق كبجي وتشارك في دوري إقليم الجزيرة مع نادي قامشلو، ولاعبة من الساحل السوري وأخرى من دمشق.
مطالب بزيادة الدعم والاهتمام باللاعبات
محمد صديق من الناحية الشرقية بقامشلو، وهو والد اللاعبتين آهين وآية محمد، اللتين لعبتا مع نادي عامودا ومثلتا المنتخب السوري أيضاً، ولعبتا في إقليم الجزيرة مع نادي قامشلو ذكر صديق لصحيفتنا روناهي بأنه لم يتصور يوماً من الأيام رؤية آية وآهين تصلان للشهرة بهذا الشكل، وشكر الرئيس المشترك لنادي قامشلو في إقليم الجزيرة على دوره الكبير في تطوير موهبة آهين وآية وطالب الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة بتقديم كافة أنواع الدعم للرياضة الأنثوية، لأنه يرى بأن الدعم المقدم من قبلهم لرياضة السيدات لكرة القدم مازال لم يصل للمستوى المطلوب.
من جانبها اللاعبة ميرند دهام أوضحت بالرغم من ضغط المباريات في عدد قليل من الأيام وظهور التعب علينا، ولكن بالتعاون ضمن الملعب والاجتهاد والتغلب على الأخطاء وصلنا إلى اللقب، وأضافت بأن على المعنيين الاهتمام أكثر بالأندية بهدف الاستمرارية لأن الرياضة تطلب الاستمرار في المران والتحضيرات، وليس مع اقتراب البطولة يتم البدء بالتجهيز لفترة خمسة عشر يوماً فقط، فهذا الأمر لا يجوز وأكدت على وجوب تقديم كافة أنواع الدعم لهذه المواهب.
إنجاز تاريخي جماعي وغير منسوب لطرف معين
إدارات الأندية في إقليم الجزيرة، هيئة الشباب والرياضة مع الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة عملوا وجاهدوا على تفعيل رياضة كرة القدم للسيدات، وتقام الدوريات منذ العام 2017، وما حصدته سيدات عامودا هو قطف ثمار جهود إدارات الأندية بالدرجة الأولى، فهي بإمكانياتها الضعيفة والقليلة دعمت لعبة كرة القدم للسيدات وشكلت فرقها النسائية للعبة كرة القدم.
وإلى حدٍ مقبول قدمت هيئة الشباب والرياضة والاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة الدعم لرياضة المرأة لكرة القدم، ولكن الدور الأكبر الآن يقع على عاتق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا ورعاية هذه اللاعبات وتقديم كافة أنواع الدعم لهن، بحيث هذا الإنجاز الجماعي لم يأتِ بعمل شخص واحد أو طرف معين مثلما يروّج البعض، بل كان بجهود وعمل جماعية بحت شارك فيه الجميع.
وأشار مدرب نادي عامودا الكابتن إبراهيم علي أن الإنجاز التاريخي الذي تحقق بأنه يُحسب لعامودا، وأيضاً لكامل الجزيرة السورية، وأكد بأنهم يسعون لتمثيل عامودا على مستوى قارة آسيا وحتى أبعد من ذلك، أما اللاعبة منال حاجي والتي نالت لقب أفضل لاعبة في الدوري، وهي تلعب مع نادي جودي في إقليم الجزيرة أهدت الفوز لروج آفا، وقالت بأن شعورها لا يوصف بأخذها لقب أفضل لاعبة في سوريا، وثمّنت جهود الجميع وعلى وجه الخصوص إدارة نادي جودي في وصولها للقمة، وشكرت المُشرفين على لعبة كرة السيدات في نادي جودي بإقليم الجزيرة كلاً من الكابتن نسيم مصطفى والكابتن باهوز محمد لدورهما في دعمها في مسيرتها الكروية.
 إدارة نادي عامودا كانت مكونة من إداريين من مختلف النوادي مثل قامشلو وجودي وأهلي عامودا وهي أندية مرخصة في إقليم الجزيرة.
البطلات فزن باللقب والآن جاء الدور لكي نحافظ على هذه المواهب ودعمهن بالشكل المناسب والمطلوب، فهل ستلبي الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وإقليم الجزيرة المطالب الجماهيرية؟ والتي تطالب بدعم لاعبات الأندية في إقليم الجزيرة، ومنها استمرار المران في الملاعب المغلقة في الوقت الحالي، وإقامة ملاعب مُعشّبة كبيرة في مختلف المدن في إقليم الجزيرة ومثلها في باقي المدن في شمال وشرق سوريا، أم سنجد هذه المواهب تتبخر ونندم في ساعة لا نفع للندم فيها؟؟؟.