روناهي/ قامشلو ـ
أُقيمت نشاطات رياضيّة مختلفة استذكاراً لشهداء انتفاضة 12 آذار في مختلف مناطق شمال وشرق سوريا، بالإضافة إلى بيانات إدانة لِمُرتكبي المجزرة التي حصلت في آذار من عام 2004.
إقليم الجزيرة
في مدينة قامشلو وعلى أرضية ملعب شهداء الثاني عشر من آذار تم استذكار شهداء انتفاضة 12 آذار، بمباراة كرنفالية شَهِدها الآلاف من أبناء إقليم الجزيرة، وجمعت بين رجال منتخب إقليم الجزيرة ورجال منتخب دير الزور، وانتهت بفوز منتخب إقليم الجزيرة بهدفين مقابل هدف واحد، كما قُدِمت عروض قتالية من قِبل نادي الأسايش للكاراتيه ما بين شوطي المباراة.
وذكر الرياضي كيفو عثمان من مدينة قامشلو أن حكومة دمشق حاولت استغلال الرياضة لتكون أداة للنيل من الشعب الكردي، ولكن الشعب رد عليهم بانتفاضة جماهيرية، ونحن أبناء الشعب الكردي مُحِب للسلام، ويمد يد العون للجميع في روج آفا.
وأضاف الكابتن كيفو عثمان: “في الخامس من شهر آذار عبر العنصريين من جماهير بورصا سبور في الدوري التركي حصل اعتداء على لاعبين وجماهير نادي آمد سبور الكردي، في خطوة واضحة معادية لهذا الشعب المسالم، وعليه ندين هذا التصرف، وستبقى رسالتنا في الرياضة هي المحبة والسلام”.
إقليم الفرات
في إقليم الفرات أُقيمت مباراة استذكاراً لشهداء انتفاضة 12 آذار من قبل هيئة الشباب والرياضة في الإقليم، وجمعت بين نادي كوباني وشبيبة كوباني، وانتهت بفوز شبيبة كوباني بثلاثة أهداف لهدفين.
كما أصدرت هيئة الشباب والرياضة والاتحاد الرياضي في إقليم الفرات بياناً بخصوص “انتفاضة قامشلو انتفاضة 12 آذار 2004″، وجاء فيه: “قبل ١٩ عام وبالتحديد في ١٢ آذار عام ٢٠٠٤ حاولت حكومة دمشق استغلال حدث رياضي لخلق نزاع بين الكرد والعرب في ملعب شهداء ١٢ آذار في مدينه قامشلو بذريعة مشاجرات كبيرة بين مشجعي فريقي نادي الجهاد في قامشلو والفتُّوة في دير الزور ، إذ ارتكبت حكومة دمشق مجزرة كبيرة داخل الملعب، وذلك من خلال إغلاق باب الملعب أثناء المباراة، وإطلاق الرصاص الحي باتجاه مشجعي فريق الجهاد، ما أسفر عن استشهاد وجرح العشرات، ومن ثم أعقبت تلك المجزرة انتفاضة واسعة شملت كافة مدن روج آفا إلى جانب مدينة حلب والعاصمة دمشق، وقامت حكومة دمشق بِقمعها واستهداف المدنيين العُزّل”.
وأكمل البيان: “وتمر علينا الذكرى ١٩ لتلك الانتفاضة التي هي القاعدة الأساسية لثورة ١٩ تموز في شمال وشرق سوريا والتي ماتزال مستمرة حتى يومنا هذا، ونتذكر أيضاً الهجوم الذي حدث في التاريخ نفسه، فقد قامت دولة الاحتلال التركي أيضاً بالفكرة نفسها بخلق الفتنة بين الشعبين الكردي والتركي بمباراة كرة قدم بين نادي آمد الكردي وبورصا التركي”.
وأضاف البيان: “وعلى الرغم من جميع المحاولات التي سعت من خلالها حكومة دمشق والآن الدولة التركية إلى افتعال الفتن والاقتتال الداخلي بين المكونات إلا أن مشروع الأمة الديمقراطية الذي طرحه القائد آبو وحدت جميع الشعوب بمختلف انتماءاتهم خلال ثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا”.
ونوه البيان: “حيث أعلنت عن تأسيسها في شمال وشرق سوريا باسم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وفي خضم الأزمة السوريّة المستمرة منذ عام ٢٠١١، دون وجود أية مشاريع أو بوادر للحل، تبقى الإدارة الذاتية هي النموذج الأمثل الذي يمكن بناء سوريا المستقبل بموجبه، سوريا التي ستحْضن كل أبنائها بمختلف الطوائف والمذاهب والأديان، ويتساوى فيها الجميع بالحقوق والواجبات ويسودها العدل والمساواة مع إنهاء جميع أشكال الاستبداد والتطرف والعنصرية والسلطوية”.
واختتم البيان: “وبمناسبة حلول ذكرى هذه الانتفاضة نحن في هيئة الشباب والرياضة في الإدارة الذاتية لإقليم الفرات نتقدّم بالعزاء لذوي الشهداء، ونؤكد بأن أبناء روج آفا ومناطق شمال وشرق سوريا يسيرون اليوم على خطاهم حتى تحقيق أحلامهم وبناء سوريا المستقبل، وإننا لن ندخِّرَ جهداً إلا ونبذله في سبيل تحقيق طموحات وتطلعات الشعب السوري بعيداً عن مآرب الجهات الخارجية والداخلية الساعية خلف مصالحها الهادفة إلى تدمير سوريا أرضاً وشعباً”.
مدينة الرقة
وفي مدينة الرقة أُقيمت فيها هي الأخرى مباراة كرنفالية استذكاراً لشهداء الثاني عشر من آذار وتضامناً مع نادي آمد سبور، وفاز فيها منتخب الرقة على منتخب الطبقة بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدفين، وذلك على أرضية الملعب البلدي في الرقة.
كما أصدرت لجنة الشباب والرياضة والاتحاد الرياضي في الرقة وبحضور لجنة الشباب والرياضة والاتحاد الرياضي لمنطقة الطبقة بياناً بهذه المناسبة، وتضمّن الآتي: “تطل علينا الذكرى السنوية الـ١٩ لانتفاضة قامشلو في ١٢ آذار ٢٠٠٤ وفي وقت يشهد فيه العالم والمنطقة تطورات مهمة، كما تمر سوريا بأوضاع استثنائية، فمن جهة لا يزال النظام السوري متمسكاً بعقليته الشوفينية القائمة على الإقصاء والإنكار وترسيخ سياسة التفرقة بين مكونات شعب سوريا والتي تعبّر بطبيعتها التكوينية عن نموذج الدولة القومية المركزية الفاشلة والمتسمة بالديكتاتورية، و هو ما أكدته انتفاضة ١٢ آذار حتى يومنا هذا ومن جهة ثانية لا تزال جغرافية سوريا مرتعاً للمستعمرين والمحتلين بفعل سياسات النظام الاستبدادي والتخاذل الدولي”.
وأضاف البيان: “ولم تكن انتفاضة ١٢ آذار ٢٠٠٤ مجرد حالة عصيان أو حالة شغب بين جماهير كرة القدم كما حاول النظام ومن في فلكهِ تسويقها للعقل السوري، بل كانت انتفاضة حقيقية انطلقت من قامشلو وانتشرت في عموم مناطق شمال وشرق سوريا، ووصلت دمشق وحلب، وتلقى أصداءها متفاعلاً معها عموم الشعب الكردي في العالم”.
وأكمل البيان: “انتفاضة ١٢ آذار كانت رداً على حالة تراكمية من الظلم والإنكار، وجاءت رداً على ممارسات النظام السوري من تمييز واضطهاد واستغلال واستبداد ومحاولات الصهر على شاكلة النظام الفاشي التركي الذي كان استباح الأراضي السوريّة بعد اتفاقية أضنة في ١٩٩٨ والتي كانت اتفاقية تآمر على عموم الشعب السوري وفي مقدمتهم الشعب الكردي”.
وتابع البيان: “وكنتيجة طبيعية لهذه الذهنية الشوفينية، فقد واجهت آلة الاستبداد البعثية الانتفاضة السلمية للشعب الكردي بالقتل والاعتقالات وسياسات التشريد والتهجير واستخدام كل سياسات العنف”.
ونوه البيان: “انتفاضة آذار ٢٠٠٤ كانت القاعدة التي نشأت عليها ثورة ١٩ تموز، تلك الثورة التي برهنت على أحقيتها واستدلت على نفسها بنفسها بعد أن تم تحريف الثورة السوريّة عن مسارها ومضمونها، بعد ثماني سنوات من انتفاضة ١٢ آذار ٢٠٠٤ تخطى الشعب السوري حاجز الخوف ليخرج الملايين من الشعب السوري وفي عموم المدن السورية إلى الساحات مطالبين بالتغيير والتحوّل الديمقراطي، لكن من خلال شركاء النظام السلطوي وحلفائهُ المتآمرين والمتاجرين بالدم السوري والخذلان الدولي تم خطف آمال السوريين وتم التلاعب بمشاعرهم إلى أن أوصلوا سوريا على ما هي عليه الآن”.
واختتم البيان: “إننا كحركات شبابية ورياضية في الرقة والطبقة نستذكر انتفاضة ١٢ آذار ٢٠٠٤ وجميع شهداء الحرية والكرامة، ونؤكد أن السبيل الوحيد لإنهاء الحالة السلطوية الاستبدادية في سوريا هي تصعيد النضال الوطني السوري والتكاتف بين القوى الوطنية وتوحيد القرار السوري بعيداً عن أية أجندات خارجية أو سلطوية أو قوموية، كما ندين الانتهاكات بحق الرياضة من ممارسات عنصرية بحق نادي آمد سبور في باكور كردستان الذي تعرّض لاعبيه إلى العنصرية من قبل نادي بورصة سبور فالرياضة في العالم مبنية على الأخلاق “لا للعنصرية كُلنا آمد سبور”.
