ارتجاج دماغيّ واحد قد يؤدّي لضررٍ دائم بالمخ

طبقاً لدراسة منشوره حديثاً في “journal Radiology.” فإنّ التعرّض لارتجاج دماغيّ وحيد قد يؤدّي إلى ضررٍ دائمٍ بالمخ. وكما قالت د / لوى Yvonne W. Lui الأستاذ المساعد في علم الأشعة بجامعة NYU Langone School of Medicine” هذه أول دراسة تبيّن مناطق المخ التي تتعرّض لنقص في الحجم يمكن قياسها بعد التعرّض للارتجاج, وفى بعض المرضى هناك تغيّرات بنيويّة تحدث في المخ بعد التعرّض لارتجاج دماغيّ واحد“. وطبقاً لمركز السيطرة على الأمراض ومنعها “Centers for Disease Control and Prevention” فإنّ في كلّ سنة يتعرض 1.7 مليون أمريكيّ لإصابات بالمخ تنتج عن الصدمات المفاجئة للمخ. وتمثل إصابات المخ البسيطة الناتجة عن الصدمة “ارتجاج المخ “{Mild traumatic brain injury} (MTBI) 75 بالمئة من إصابات المخ الناتجة عن الصدمات. بعد التعرّض للارتجاج يحدث لدى بعض المرضى لفقدان قصير للوعى, وتتراوح الأعراض الأخرى ما بين الصداع والدوار وفقدان للذاكرة ونقص في الانتباه والاكتئاب والتوتر وقد تستمر بعض هذه الأعراض لشهور أو حتى سنوات. وتظهر الدراسات أنّ ما بين 10 الى 20 بالمئة من المرضى المصابين بالارتجاج يستمرّون في المعاناة من أعراض عصبيّة ونفسيّة لمدة تزيد عن عام بعد التعرّض للصدمة. ومعروف علميّاً منذ زمن طويل أنّ ضمورَ المخ يحدث بعد التعرّض لصدمات متوسطة أو شديدة للرأس ولكننا نعرف القليل عن الأثار الناتجة عن التعرض لارتجاج دماغيّ واحد. د/ لوى Dr. Lui و زملائها قاموا بالبحث حول التغيرات في حجم المخ الكلىّ وحجم بعض المناطق فيه بعد عام كامل في المرضى اللذين تعرضوا للارتجاج “28 مريض تحديداً و تمّت متابعة 19 مريضاً منهم بعد عام آخر”, استخدم الباحثون جهاز الرنين المغناطيسيّ ثلاثيّ الأبعاد لتحديد حجم مناطق القشرة الرماديّة والقشرة البيضاء وربط النتائج بالقياسات الإكلينيكيّة والمعرفيّة. وجد الباحثون بعد عام واحد من التعرض لارتجاج ظهر بالقياسات ضمور عام بالمخ وضمور في العديد من المناطق بالمخ, أكّدت هذه النتائج أنّ ضمور المخ ليس حكراً على إصابات المخ الشديدة ولكن من الممكن حدوثها بعد ارتجاج دماغيّ واحد. تقول د/ لوى ”لقد أكّدت الدراسة ما كنا نشك فيه منذ وقت طويل, بعد لارتجاج هناك إصابة بنيويّة حقيقيّة للمخ, وبالرغم من أنّنا لا نرى ذلك في الإشاعات الروتينيّة إلا أنّ ذلك يعنى أنّ مرضى الارتجاج اللذين يستمرون في إظهار أعراض مرضيّة على المدى الطويل بعد لارتجاج ربما يكون لديهم سبب بيولوجيّ تقوم على أساسه هذه الأعراض”. هناك بعض مناطق المخ التي أظهرت نقصاً واضح في الحجم في مرضى لارتجاج بعد مرور عام من الإصابة وبالمقارنة مع الأشخاص الطبيعيّين تتوافق هذه التغيرات في الحجم مع التغيرات المعرفيّة في الذاكرة ومشاكل في الانتباه والتوتر. وتقول د/ لوى ” هناك منطقتان من مناطق المخ تحديداً اللتين تتأثران وهما التلفيف الحزاميّ الأمامي والمنطقة ما قبل الوتديّة, التلفيف الحزاميّ الأماميّ معروف بتدخله في اضطرابات المزاج و خصوصاً الاكتئاب أمّا المنطقة ما قبل الوتديّة فلها الكثير من الارتباطات بالعديد من مناطق المخ المختصّة بالوظائف التنفيذيّة و درجات التفكير العليا”. وطبقاً لدكتورة لوى لازال الباحثون يدرسون التأثير طويل المدى للارتجاج وهي تنصح بالحذر في تعميم نتائج هذه الدراسة على أيّ شخص بعينه. ونهاية فهي تنصح بأن من المهم على المرضى اللذين تعرّضوا للارتجاج أن يتم تقييمهم بواسطه الطبيب, وإذا استمرَّ المريض في المعاناة من الأعراض بعد لارتجاج فعليهم المتابعة مع طبيبهم قبل الدخول في أنشطة بها نسبة مخاطرة عالية كأيّ من رياضات الاحتكاك الجسديّ المباشر مثلاً.